طالب عدد من التربويين وزارة التربية والتعليم بوضع حلول عملية لتفعيل الحصة الأخيرة في المدارس الحكومية والتي لا يستفيد منها إلا قلة من الطلاب. حيث يرى المعلمون أنها عبء كبير عليهم لأنها تأتي في نهاية اليوم الدراسي وقد فقدوا جميع طاقاتهم الجسدية كما أن الطلاب لا يتفاعلون معهم ولا يتقبلون الدروس خلالها.
فيما يرى الطلاب أن هذه الحصة ثقيلة لأن توقيتها غير مناسب لاستيعاب الدروس بسبب التعب والإرهاق الذي يلاقونه في الحصص التي تسبقها كما أن معظم المعلمين لا يستخدمون الوسائل التعليمية التي تساعدهم على فهم الدروس التي يتلقونها.
ويقول الطالب مسفر البيشي إنه وغالبية زملائه يتضايقون كثيرا حينما يأتي موعد الحصة الأخيرة ولا يستوعبون ما يشرحه المعلمون خاصة إذا كانت مواد علمية تحتاج إلى تركيز وفهم مثل الرياضيات والعلوم والإنجليزي. مشيرا إلى أن كل الطلاب خلالها يراقبون ساعاتهم بانتظار نهايتها.
وقال الطالب عبدالعزيز بن طالب بالصف الثالث المتوسط إن هذه الحصة مملة وثقيلة ولا يفهمون الدروس التي يتلقونها فيها لأنها تأتي بعد الظهر ويكون الطلاب متعبين ومرهقين.مؤكدا على أن أفضل طريقة للتغلب على الملل الذي يصيبهم فيها هو جعل الطلاب يشاركون في الدرس عن طريق تقسيمهم إلى مجموعتين كل مجموعة تحاول الفوز على الأخرى ويكون هناك جوائز تحفزهم على المشاركة أو أن تكون حصة أنشطة عملية أو مسابقات ثقافية تفيد الطلاب.
وأشار الطالب محمد الطيار بالصف الثالث الثانوي إلى أن الحصة الأخيرة شر لا بد منه ولا يمكن إلغاؤها فالطالب يأتي للمدرسة كي يتعلم لذلك يجب عليه الإصغاء لشرح المعلم سواء في الحصة الأولى أو الأخيرة مؤكدا على أهمية استخدام المعلم للوسائل التعليمية لشد انتباه الطلاب إلى الدرس
من جانبه قال الأستاذ سلطان المحياني (معلم ابتدائي) إن الحصة الأخيرة ليست مناسبة لإعطاء الطلاب دروسا جديدة خصوصا في المواد الصعبة التي تحتاج إلى تفكير وبذل جهد ذهني كما أن المعلم يكون مرهقا خاصة إذا كان جدوله اليومي مزدحما بالحصص. ويقترح المحياني أن يتم اختصار وقت الحصة الأخيرة إلى نصف ساعة فقط وأن تكون مخصصة للمراجعة أو تصحيح الواجبات أو أن تخصص للمواد الفنية والقراءة والتعبير والتربية الوطنية لأنها لا تحتاج إلى جهد كبير من المعلم ويفهمها الطلاب بسهولة. وأوضح الأستاذ ظافر الحقباني (معلم متوسط) أن المعلمين يعانون كثيرا من هذه الحصة ويؤدونها بنفسيات سيئة نتيجة التعب والإرهاق الذي يتعرضون له في الحصص التي تسبقها. مشيرا إلى أن الطلاب لا يستوعبون الدروس فيها بشكل جيد إلا إذا تم عرض الدرس بطريقة شيقة مع تجنب أسلوب المحاضرة والإلقاء. واستخدام حوافز تشجيعية مثل رصد درجة مشاركة لكل طالب يتفاعل مع شرح المعلم. وطالب الحقباني وزارة التربية والتعليم بعمل دراسة ميدانية للتعرف على معاناة المعلمين والطلاب من هذه الحصة وتذليل العقبات التي تحول دون الاستفادة منها بالشكل المطلوب.
وأشار الأستاذ عبدالرحمن الرّسي (معلم ثانوي) إلا أن الحصة الأخيرة ليست دائما ثقيلة فهي تعتمد على نشاط الطلاب وعلى موضوع الدرس مطالبا وزارة التربية والتعليم بتخفيض نصاب المعلمين من الحصص بحيث لا يعطى المعلم أكثر من أربع حصص في اليوم لكي يبدع ويؤدي عمله بكل نشاط في جميع الحصص دون استثناء من جانبه شبه الأستاذ محمد سليمان المهنّا (مدير مدرسة ابتدائية) تدريس الحصص بسباق المسافات الطويلة حيث يكون المعلم في قمة نشاطه في بداية اليوم ثم يقل تدريجا حتى تأتي الحصة الأخيرة وقد ضعف جهده كثيرا وبالتالي يؤديها بأي طريقة مطالبا بتخفيض عدد حصص بعض المواد في المرحلة الابتدائية لأن مناهجها قصيرة جدا.
ويرى المهنّا أن استفادة الطلاب منها ضعيفة ولا يوجد لهذه الحصة أي إيجابيات تذكر سوى أنها تساهم في التوظيف حيث إنها لا بد أن تشغل بمعلمين وهذا يوفر العديد من الوظائف التعليمية.
ويؤكد الأستاذ عبدالرحمن الشايق (مدير ثانوية) أن تذمر الطلاب منها بسبب عدم استخدام المعلمين للوسائل التعليمية وقضاء وقت الحصة في حشو المعلومات التي لا فائدة منها مؤكدا على أهمية إدراك المعلم للفرق الكبير بين نفسيات الطلاب ومدى تقبلهم للدروس في الحصص الأولى عنها في الحصة الأخيرة. ونفى الشايق حدوث أي مخالفات تحدث من الطلاب خلالها باستثناء النوم داخل الفصل وعدم الانتباه لشرح المعلمين من جهته قال الأستاذ محمد الشلوي (مشرف تربوي) أنه لا بد أن يكون هناك حصة أخيرة كل يوم لكن المعلم الجيد هو الذي يؤديها بأساليب شيقة تقضي على الملل الذي قد يشعر به الطلاب. مؤكدا على أهمية تنوع المعلم في طرق عرض الدروس وأن لا تكون طريقته مكررة كل يوم.مضيفا أن المعلم الناجح هو من يوزع جهده على عدد الحصص التي لديه في اليوم لكي لا يتعرض للتعب والإرهاق في الحصص الأخيرة وقال الأستاذ عبدالله العتيبي (مشرف تربوي) إن المشرفين التربويين دائما ما يزورون المعلمين في الحصص الأولى من اليوم لتقييم أدائهم الوظيفي بحيث يكونون في قمة نشاطهم البدني ويتبيّن مستواهم الحقيقي لكن الحصة الأخيرة لا تعكس الصورة الحقيقية لأداء المعلم وكذلك لمستويات الطلاب وبالتالي يتجنبون تقييم الأداء الوظيفي خلالها.