السكين في يد الصبي ثمَّ يقبض على يديه الرّجل فيذبح » (1)
ويستحب تمرين الطفل على عمل الخير كالصدقة على الفقراء والمساكين ، قال الاِمام علي بن موسى الرضا عليه السلام : « مر الصبي فليتصدّق بيده بالكسرة والقبضة والشيء وان قلّ ، فان كلِّ شيء يراد به الله وان قلّ بعد أن تصدق النيّة فيه عظيم ... » (2)
وقال عليه السلام : « فمره أن يتصدّق ولو بالكسرة من الخبز » (3)
فتمرين الطفل على الصدقة من أفضل أساليب التربية على عدم الركون إلى الدنيا والتقليل من تأثير حب المال في نفس الطفل ، وهو تمرين له على التعاطف مع الفقراء والمساكين.
وتمرين الطفل في مرحلة الصبا على الطاعات والعبادات تجعله يداوم عليها في كبره ، وخير شاهد على ذلك سيرة أهل البيت عليهم السلام ، فالاِمام الحسن بن علي عليه السلام (مشى عشرين مرّة من المدينة للحجّ على رجليه) (4).
وطلب الاِمام الحسين بن علي عليه السلام من الجيش الاموي ان يمهلوه ليلة العاشر من المحرم للتفرّغ للعبادة هو وأصحابه (فلمّا أمسوا قاموا الليل كلّه يصلّون ويستغفرون ويتضرّعون ويدعون) (5)
--------------------------------------------------------------------------------
1 **; الكافي 4 : 304 / 4 باب حج الصبيان والمماليك.
2 **; الوسائل 9 : 376 / 1 باب 4.
3 **; الوسائل 9 : 376 / 2 باب 4.
4 **; مختصر تاريخ دمشق 7 : 23.
5 **; الكامل في التاريخ ، لابن الاثير 4 : 59 **; دار صادر 1399 ه**;.

--------------------------------------------------------------------------------

(107)
ولكثرة عبادة الاِمام علي بن الحسين عليه السلام سميّ بزين العابدين (1).
(وكان لا يدع صلاة الليل في السفر والحضر) (2)
وكان اذا أتاه السائل يقول : « مرحباً بمن يحمل لي زادي إلى الاخرة » (3).
وكان بقيّة أهل البيت عليهم السلام قمة في الارتباط بالله تعالى والاخلاص في العبادة فقد تمرّنوا عليها في مقتبل العمر ، فكان بينهم وبينها أُنساً خاصاً وشوقاً للاداء.
فيجب على الوالدين تشجيع الطفل على التمرّن على العبادات والطاعات بالاسلوب الانجح ، بالاطراء والمديح أو باهداء الهدايا الماديّة والمعنوية له.