منع الطلاب المتأخرين من دخول المدرسة خطأ يدفع المجتمع ثمنه
----------------------------------------------
بدر الحبيشي - ينبع
أكد عدد من التربويين أن إغلاق أبواب المدرسة ليس حلا لظاهرة تأخر الطلاب عن الطابور الصباحي لما يترتب على هذا الاجراء من تبعات خطيرة يدفع المجتمع بأثره ثمنها ، فالطالب الذي يمنع من دخول المدرسة يتعرض للعديد من الأخطار أبسطها رفاق السوء الذي يمكن أن يقودوه لسلوكيات خاطئة منها الذهاب إلى المقاهي والتسكع في الطرقات العامة فضلا عن امكانية وقوعهم فريسة لأصحاب الفكر المنحرف أو أصحاب النفوس المريضة ، وطالب التربويون بحلول أكثر ايجابية تبدأ بدراسة أسباب تأخر الطالب
“ أحوال الناس” ناقش هذه القضية مع عدد من المختصين وبحث معهم عن أنسب السبل التي يمكن لمدير المدرسة أن يتعامل بها مع هذه المشكلة بطريقة تربوية:
يقول مدير الشؤون التعليمية والإشراف التربوي بإدارة التربية والتعليم بمحافظة ينبع محمد فراج : طرد الطالب من المدرسة أسلوب خاطئ، وأمر مرفوض في الوسط التربوي لما يسببه من مشاكل ، فالتلميذ بعد طرده من المدرسة يكون عرضة للحوادث المرورية والأخلاقية، وأضاف إنه يجب على المدرسة دراسة حالة وظروف الطالب الذي يتأخر عن طابور الصباح من كافة النواحي سواء التربوية أو الاقتصادية أو الاجتماعية، فقد لا يكون لدى الطالب وسيلة مواصلات على سبيل المثال ، ويضطر للحضور إلى المدرسة سيرا على الأقدام بسبب ظروفه الاقتصادية مما يؤدي إلى تأخره، أو قد يكون هو نفسه العائل الوحيد لأسرته مما يجبره على توصيل إخوته إلى مدارسهم أولا .
أما وكيل متوسطة الخوارزمي بالفرع بخيت الحبيشي والمعلم عبدالإله المعوض فأكدا على ضرورة قيام المؤسسة التربوية بالتعامل بإيجابية مع الطالب المتأخر بما يضمن عدم تكرار المشكلة مستقبلا، وأضافا إنه لا بد من معالجة الخطأ بالصواب وليس بالخطأ وطرد الطالب المتأخر من المدرسة خطأ يعرضه للخطر ، والافضل البحث عن الاسباب التي تجعل الطالب يصل متأخرا حتى لو استغرق العلاج بهذه الطريقة وقتا أطول حتى يتم القضاء على المشكلة.
وقال المرشد الطلابي بمدرسة طارق بن زياد الابتدائية عبدالله الرفاعي يجب معرفة أسباب التأخر من أجل وضع العلاج المناسب، موضحا أن من أهم الأسباب عدم النوم المبكر، وإهمال الأسرة في إيقاظ الطالب في الموعد المناسب ، وبعد المدرسة عن المنزل، وسوء الأحوال الجوية، وعدم رغبة الطالب في أداء التمارين الصباحية، فعندما تعرف المدرسة السبب يسهل على إدارتها الوصول للحل الناجع، وبين أن هناك العديد من الوسائل التربوية التي يمكن لإدارة المدرسة استخدامها كتوضيح أهمية النوم المبكر، ومساعدة الطالب على التسجيل في مدرسة قريبة من منزله ، وكذلك عمل مسابقات وجوائز في الإذاعة المدرسية، ودمج الطالب كثير التأخر في جماعات النشاط، أو حرمانه من المشاركة في حصة التربية البدنية، مع أخذ تعهدات من ولي أمره بالحرص على ايصاله المدرسة في الوقت المناسب.
من جهته قال استشاري الطب النفسي بمستشفى الصحة النفسية بجدة الدكتور سعد عمر الخطيب أنه يمكن تصنيف تأخر الطالب عن المدرسة إلى حالتين مختلفتين الأولى : تأخر بدون قصد ، كأن يكون التأخير ناتجا عن صعوبة المواصلات أو الظروف الأسرية، وهذه الحالة لا نعتبرها مشكلة بحد ذاتها لأنه يمكن حلها من خلال إيجاد الحلول المناسبة لها، أما الحالة الثانية فهي تأخر الطالب عمدا وبشكل متكرر ، وفي هذه الحالة يمكن أن يكون الطالب مصابا باضطراب سلوكي ويحتاج لنوع من الضوابط كأن يقوم ولي أمره بإدخاله المدرسة بنفسه ووضعه تحت الرقابة في محاولة لضبط السلوك إضافة إلى قيام المدرسة باستدعاء ولي أمره وأخذ تعهد عليه بتوصيل ابنه إلى المدرسة في الوقت المحدد .. ويمكن لادارة المدرسة أيضا حرمان الطالب من الدوام المدرسي لمدة يسيرة بعلم ولي أمره حتى يكون تحت مراقبته. أما إغلاق باب المدرسة وتركه خارجها فإن ذلك يجعله خارج دائرة الإشراف والرقابة ويدفعه إلى مصاحبة أصدقاء السوء، وقد يتعرض للكثير من المشاكل وقد يقوم بأعمال تسيء للمجتمع كمضايقة المارة والكتابة على الجدران.
وأوضحت رئيسة القسم النسائي يإدارة مكافحة المخدرات ومديرة التوعية الوقائية بمنطقة مكة المكرمة الدكتورة عبلة جميل حسنين أنه يجب على المدرسة والمنزل وغيرها من مؤسسات المتجمع احتضان الطالب حتى لا ينفر منها إلى الفئات المنحرفة.
http://www.almadinapress.com/index.a...icleid=1**0674
المفضلات