فراغ بين التعليم العالي والعام
------------------------------------------
سلمان سالم المالكي
تنتابني لحظات لا استطيع أن أميز بين الصح والخطأ وعند التمييز فإنني لا أستطيع أن أبرر اختياري لهذا الخيار أو ذاك خاصة عندما يصدر التوجيه أو الأمر أو الخطاب أو القرار ممن هم أعلى مكانة وأرفع شأنا وابعد نظرا. لكنني في الوقت ذاته أستثير ذاكرتي واستميح الآخرين عذرا لأعبر عن وجهة نظري ولأبيح بما في خاطري.
وإذا نظرت في شروط القبول للانتظام في إحدى جامعاتنا للحصول على درجة الماجستير فإن الشرط الذي يقف عائقا أمام الجميع هو أن يكون المتقدم حاصلا على تقدير جيد جدا على الأقل في مرحلة البكالوريوس.
وإذا دققنا النظر في المعدل التراكمي للطلاب الخريجين خاصة في السنوات الأخيرة فإنك ستجد ثلة قليلة من الحائزين تقدير جيد جداً فما فوق أي أننا إذا انتظرنا أصحاب هذه التقديرات فسيكون لدينا عجز في إعداد المتقدمين لدرجتي الماجستير والدكتوراه هذا إن لم يكن لديهم مانع يحول دون إكمال دراستهم .
إلا أن وزارة التربية والتعليم عكست المعادلة من هذه الناحية وفتحت لمنسوبيها الحاصلين على تقدير جيد باب الابتعاث الداخلي في الجامعات السعودية ولكن هذه العلاقة العكسية بين - التعليم العام والعالي تؤرق الراغبين في إكمال دراستهم ومن وجهة نظري فإن تقدير جيد هو تقدير معقول يسوٍغ لصاحبه الالتحاق بالجامعة لأنني شخصياً وجدت كثيراً من الحاصلين على تقدير جيد ومقبول يديرون دفة مدارسنا و أعمالنا القيادية ويسجلون نجاحات منقطعة النظير والميدان يثبت ذلك.
أما وزارة التعليم العالي فهي في حاجة ماسة للكوادر الوطنية خاصة بعد انضمام كليات المعلمين التي تعج بالمتعاقدين رغم وجود الراغبين والمتحمسين لإكمال دراستهم.
وإذا كانت الجامعات حولنا تقبل تقدير جيد للتسجيل في مرحلة الماجستير فإن جامعاتنا من باب أولى حريٌ بها أن تقبل أبناء الوطن خاصة وأن خادم الحرمين الشريفين أمد الله في عمره يؤكد على استقطاب حملة البكالوريوس للتدريس في الكليات والجامعات السعودية وإحلالهم محل الإخوة المتعاقدين.
كلي أمل أن تتفق وزارتا التعليم على تقدير محدد بدلاً من أن تتقاذفنا مضارب التنس على طاولة المشاوير من التعليم العالي للعام والعكس وللوزارتين تحياتي.
http://www.almadinapress.com/index.a...ticleid=218124
|
|
المفضلات