تعقيباً على ما نشر في "الوطن"
---------------------------------------------------------
فصل الطلاب المعتدين قد يجلب نتائج عكسية
أشير إلى قرار نائب وزير التربية والتعليم للبنين الدكتور سعيد المليص، والمتضمن فصل سبعة طلاب من ثانوية المجصة نتيجة اعتدائهم على معلمي ابتدائية المجصة، وكذلك نقل مدير المدرسة وخمسة معلمين، وقد نشر هذا الخبر في "الوطن" بالعدد رقم 2390 في 28/3/1428ه**; الموافق 16/4/2**7م.لا شك أنه من المؤسف جدا أن يعتدي الطالب على معلمه، وهذا الاعتداء يدل على عدم تقدير المعلم، وإنكار دوره في التربية والتعليم وفي الوقت نفسه يدل على جهل الطالب بنتيجة هذا الاعتداء وعواقبه الوخيمة عليه وعلى أسرته قبل غيرهم من المجتمع.وقد لاحظنا تنامي الاعتداء على المعلمين في مناطق مختلفة من المملكة، وهذا الاعتداء يدل على خلل في التربية، ولكن هذا الخلل التربوي على من يقع؟ هل هو يقع على المدرسة أم على المنزل أم عليهما معاً؟. المهم أن أسلوب الاعتداء على المعلمين يجب أن يختفي، بل لا بد من معالجة هذا الأمر بالبحث عن أسباب الاعتداء، وبالتالي علاجها بوضع الحلول لعدم تكرارها.ومع احترامي لقرار نائب وزير التربية والتعليم للبنين إلا أنني أتفق مع الكاتب سعد عطية الغامدي الذي يرى (أن الحرمان من المدرسة ليس في مصلحة الطالب ولا أسرته ولا المجتمع الذي يعاني الآن من البطالة ومن انتشار العمالة السائبة التي تتصيد ضحايا من القابعين نتيجة التخلف عن المدرسة"، هذا هو رأي الكاتب سعد وأنا أتفق معه، والذي نشرته "الوطن" في العدد المذكور بعاليه صفحة 23 ولعل سائلاً يسأل ما العلاج الذي يكون مفيدا بدلا من الحرمان من المدرسة؟.ولعل العلاج الذي أراه مفيدا يتلخص فيما يلي حسب اجتهادي الشخصي أولاً: إلغاء قرار الحرمان من المدرسة قبل أي إجراء آخر، لأن الحرمان من الدراسة قد تكون له نتائج عكسية على الطالب نفسه وعلى أسرته وعلى المجتمع، وقد يكون هذا الحرمان مدخلا للشيطان لإفساد الطالب وجعله منحرفا في أخلاقه وسلوكه نتيجة فراغه من الدراسة ومن العمل والذي كان يشغل وقته فيه، وفي الحديث الذي رواه البخاري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا نص الحديث (لا تكونوا عوناً للشيطان على أخيكم).
ثانياً: جمع أطراف النزاع وهم الطالب ومعلمه وولي أمره، ومحاولة الإصلاح بين الجميع بالطرق التي تحفظ لهم كرامتهم جميعا، وتزيل أسباب العداوة والبغضاء بينهم، ومحاصرة المخطئ حتى يعترف بخطئه ويعلن ندمه على ما حصل منه ثم يحصل التسامح بين أطراف النزاع، فإذا نفع الصلح بينهم فكفى بالصلح خيرا، وهذا على أساس وجود مشكلة ولا يمكن أن توجد مشكلة بدون أسباب لها.
ثالثاً: إذا لم ينفع الصلح وتمسك صاحب الحق بحقه وجب الرجوع للعقاب، وأرجو أن ينظر لوسائل العقاب التالية:
أ) سجن الطالب الذي ثبت ارتكابه للاعتداء على المعلم لمدد تتراوح بين يومين إلى شهرين حسب درجة القضية، والذي يقرر عقوبة السجن وعدد أيامه الادعاء العام بعد إحالة القضية إليه من قبل المدرسة، مع استمرار الطالب في دراسته خلال سجنه إذا أمكن ذلك.
ب) حرمان الطالب من المدرسة مدة أسبوع أو أسبوعين ثم يعود بعد ذلك إلى المدرسة بعد أخذ التعهد عليه وعلى ولي أمره بعدم العودة لمثل ما حصل منه سابقا.
ج) حرمان الطالب من النجاح في الدور الأول حتى لو نجح في جميع المواد وإلزامه باختبار مادة من المقرر يعتبر فيها مكملا من إحدى مواد مدرس المادة الذي حصل معه النزاع فيها، فإذا لم توجد مادة فيها نزاع يقرر مدير المدرسة والمرشد الطلابي مادة يعتبر الطالب فيها مكملا من مواد المنهج المقرر عليه في نفس المرحلة التي يدرس فيها وإلزامه باختبارها في الدور الثاني.
د) حرمان الطالب من الدراسة مع الطلاب طيلة السنة الدراسية مع أحقيته بحضور اختبار الفصل الأول واختبار الفصل الثاني، وتحسب له النتيجة على أساس طالب منازل فقط بشرط أن يكون الطالب حسن السيرة والسلوك أثناء انقطاعه عن المدرسة.
هذه الحلول التي أرجو أن ينظر إليها لعلها تكون بديلا من الحرمان من الدراسة، وقد راعيت فيها الرفق بالطالب المسيء نظرا للمرحلة التي يمر فيها وهي مرحلة مراهقة يتخللها بعض الأخطاء التي تحصل من الطلاب مع أنهم يرونها مقبولة من وجهة نظرهم ولا شك أن الرفق بالطلاب مع التوجيه السليم أفضل من استخدام أسلوب الحرمان الذي قد تكون نتائجه عكسية وفي الحديث الشريف الذي رواه مسلم (عليك بالرفق، إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه). وفي ختام هذا الموضوع فإن الأمر لله تعالى، ثم لوزارة التربية والتعليم.
سالم عبدالله الخمعلي - المدينة المنورة
http://www.alwatan.com.sa/news/ad2.a...no=2403&id=165
المفضلات