الاعتداءات المدرسية: نحو دورات تأهيلية
-------------------------------------------
عطية جابر الثقفي مشرف تربوي بمدرسة طلائع المبدعين الأهلية بالطائف
كثر الحديث في الآونة الأخيرة في المجالس وعبر صفحات الصحف عن قضية استثارت اهتمام الأوساط الاجتماعية بمختلف مشاربها ذلك الحديث الذي يدور حول انتشار ما يشبه ظاهرة الاعتداء على المعلمين من قبل طلابهم.
وفي حقيقة الأمر أن ما يحدث في بعض مدارسنا أمر خطير لم يكن معهوداً في سنوات خلت من عمر المسيرة التعليمية في بلادنا وهو ما يحتاج إلى وقفة جادة ممن يعنيهم الأمر من أولياء أمور ومربين كل في موقعه.
فما يتعرض له المعلمون في المدارس حالياً لا يقره عقل ولا منطق ولا يمكن أن يقبل به أحد مهما كانت الأسباب والمبررات وهذا ما أجمع عليه كل الذين يتحدثون عن هذا الموضوع فالناس جميعاً يكادون يجمعون على تجريم هذه الأفعال ويحملون الطلاب المسؤولية الكاملة.
أما أنا وبحكم خبرتي الطويلة في ميدان التربية والتعليم فإنني أرى أن المعلم قد يكون سبباً مباشراً أو غير مباشر فيما يتعرض له من تجاوزات من طلابه ذلك أن بعض المعلمين وللأسف يتعاملون مع طلابهم بكثير من أساليب الجفاء والتعالي والفوقية من خلال إطلاق عبارات السب والتهكم والاحتقار والتعليقات التي هي بالتأكيد سهام تقع في نفوس الطلاب فتصيبهم إصابات موجعة ولا سيما في سن المراهقة التي يرى فيها الطالب نفسه أنه أصبح رجلاً لا يمكن أن يقبل الضيم أو أن تُهان كرامته هذا علاوة على أن بعض المعلمين يعاقبون الطلاب على أي تصرف لا يعجبهم بالحسم من الدرجات أو إجراء اختبارات مفاجئة بقصد تأديب الطلاب بقلة الدرجات حتى أن بعضهم لا يقبل من الطالب مراجعته أو التفاهم معه حول أي موضوع كان ونتيجة لهذه السلوكيات التي تصدر من بعض المعلمين يكونون قد جعلوا بينهم وبين طلابهم فجوة كبيرة وملأوا صدورهم حقداً وكراهية وقد تكون ردة الفعل عند بعضهم عنيفة تظهر في صورة قول أو فعل مشين هذا ولو سأل المعلم المتعدى عليه نفسه لماذا يحصل له هذا الذي حصل بينما زملاؤه الآخرون يكونون موضع تقدير واحترام من طلابهم. أقول لو سأل كل معلم نفسه أحس بعدم رضا طلابه عنه لوجد الخلل فيه وأن الحل بيده.
وبذلك يتذكر قول الشاعر:
نعيب زماننا والعيب فينا
وما لزماننا عيب سوانا
بقي أن أقول إن على الجهات المعنية بشؤون المعلمين تبصيرهم وتعليمهم سبل التعامل الصحيح مع طلابهم من خلال عقد دورات تدريبية مكثقفة غير التي تقام حالياً لقصرها وعدم الجدية في تنفيذها ورفع كفاياتهم العلمية والمهنية خاصة وأن الجامعات وكليات المعلمين لا تخرج معلمين جاهزين للعمل في الميدان التربوي في الوقت الحاضر.
http://www.almadinapress.com/index.a...ticleid=216874
أخبارالتربية والتعليم ليوم الاحد 5 / 4 / 1428 هـ 22ابريل 2**7م
رد مع اقتباس
تواصل معنا
إعلانات نصية
الخصوصية
المفضلات