خديجة محمد
--------------------------------------
التربية الإعلامية
هي خطوة فريدة من نوعها خطتها وزارة التربية والتعليم في التآخي مع الإعلام يدا بيد لتوسيع ثقافة منسوبيها من طلاب وموظفين على حد سواء من اجل تربية إعلامية مميزة ، ولو أن تلك الخطوة جاءت متأخرة نوعا ما إلا أنها تعتبر رائدة وذات سبق في الوطن العربي ،
لان الإعلام بكافة أنواعه لم يعد ببعيد عن أبنائنا الطلبة فهم يتلقون كل مايبث فضائيا وهم داخل البيوت وتثار في أنفسهم عدة تساؤلات وحيرة ونقد لا يجدون من يجيب عنها في اغلب الأحيان لا في البيت ولا في المدرسة التي تنتهج الممنوع في مناقشة أي من تلك القضايا الإعلامية وكأن المعلمين في واد آخر لا يقيمون وزنا لما يلقاه الطالب من عناء في محاولة فهم ما يدور حوله إعلاميا في حياته اليومية وقد وصل الأمر من بعض التربويين رفض الفضائيات نهائيا في البيوت كي لا تخرب عقول الأبناء متمثلين بالمثل القائل( الباب اللي يجيك منه الريح سده واستريح )وهم لا يعلمون شاءوا أم أبوا أن الإعلام يفرض رؤيته على الجميع ولا بد من التواصل مع الإعلام لتوعية الطلاب لملكات النقد الإعلامي والنقاش في مجمل قضايا التربية المطروحة ليفرقوا بين الجيد والخبيث وألا يصدقوا كل ما يطرح إعلاميا على اساس انه من المسلمات غير القابلة للخطأ بل ربما يكون بعض ما يبث إعلاميا دعاية لفكرة وهدف محدد لا يمت لمجتمعنا ولا ديننا بصلة ، ففي إحدى المرات أخبرتني ابنتي الصغيرة عن دعاية لشامبو شعر يشير الى أن الحجاب لاوزن له إذا كان الشعر جميلا فاستغربت من المنطق وعندما شاهدت الدعاية طبعا هدف الدعاية الترويج للشامبو ولكن مضمون الدعاية هو السم الزعاف لبناتنا المراهقات إذ تظهر في الدعاية الفتاة أولا محجبة ثم بعد استخدامها للشامبو وبدا شعرها جميلا ترمي بالحجاب على الأرض وتمشي خارجة مع صديقاتها غير المحجبات ؟! إذن الإعلام وسيلة فعالة لترويج الأفكار بأنواعها بغض النظر عن ماهيتها ، وليس صحيحا أن نبعد ابناءنا عن وسائل الاعلام نهائيا والدليل على ذلك أن أبناءنا الطلبة في الخارج وفي البلدان المفتوحة إعلاميا على مصراعيها يكونون متمسكين دينيا وثقافيا اكثر مما كانوا عليه في البلد والسبب يعود أولا وأخيرا إلى التوعية التي يفتقدها أبناؤنا في المجتمع ، واذكر أن مسلسلا تلفزيونيا عربيا بعنوان( أشواك ناعمة) استحوذ على عقول الطالبات لدرجة إنني كلما مررت على جمع من الطالبات والمراهقات سواء في المدرسة أو خارج المدرسة اسمعهن يتناولن أحداث المسلسل الذي يناقش مشاكل الطالبات في المدرسة لكني صدمت عندما سألت المرشدة الطلابية وبعض المعلمات بل وحتى المشرفة التربوية للإرشاد الطلابي عن فائدة المسلسل فكريا لدى الطالبة ففوجئت بأنهن لم يشاهدن ذلك المسلسل ولا غيره من المسلسلات التلفزيونية لأنها في نظرهن مسلسلات هدامة ، فقطعن علي أي باب للمناقشة وكأني من عالم آخر خارج نطاق السرب وهناك أحداث أخرى كثيرة شاهدتها بنفسي أدركت من خلالها اهمية التعاون بين الإعلام والتربية،.. نسأل الله أن تكلل تلك الجهود المبذولة بالنجاح في فتح قنوات خاصة بالطلبة لمناقشة أمور حياتهم اليومية وحل مشاكلهم وتقديم مواد إعلامية هادفة تلامس تطلعاتهم كما تلامس تطلعات وزارة التربية والتعليم.
k-ajaj@hotmail.com
http://www.alyaum.com/issue/page.php?IN=12353&P=4
المفضلات