تعليم المدينة يواجه صعوبات التعلم ب**; 39 برنامجًا تربويًا متطورًا
--------------------------------------------------
سماح ياسين - المدينة المنورة
خلال أعوامهم الأولى في المدرسة يتعثر بعض الطلاب والطالبات في القراءة والكتابة أو يصعب عليهم فهم واستيعاب مادة الرياضيات.. وعندما يكتشف الآباء والأمهات هذه الحقيقة ينزعجون ويخشون أن يكون صغارهم مصابين بمرض عقلي، خاصة عندما ترى إدارة المدرسة ضرورة دمجهم، الأمر الذي يؤكد أن إدراك المجتمع لمفهوم (صعوبات العلم) لا يزال قاصرا وأننا في حاجة لرفع الوعي بطبيعة واحتياجات هذه الفئة. إضافة إلى العمل الجاد من جانب كافة الجهات المعنية لتوفير المعلمين المؤهلين لتدريس هذه الفئة.
(المدينة) ناقشت هذه القضية المهمة مع عدد من أولياء الأمور ومسؤولي إدارة التربية والتعليم في منطقة المدينة المنورة وسجلت الجهود التي تبذل لتوفير ما يناسب هذه الفئة من أنماط تعليمية.
تقول أم عبدالله إن ابنها الذي يدرس بالصف الثاني الابتدائي ضعيف في مادتي القراءة والكتابة موضحة أنه كان يدرس في البداية في مدرسة حكومية وكان أستاذه يشتكي من ضعفه. وأضافت: حاولنا تقويته في هاتين المادتين كثيرا لكن دون جدوى فقام والده بنقله من المدرسة الحكومية إلى مدرسة خاصة وبعد مرور شهر على تواجده في المدرسة قامت المدرسة بمخاطبتنا وأوضحت لنا أن ابننا مستواه ضعيف وأنه يجب نقله إلى فصل صعوبات التعلم الأمر الذي أصابني بهلع وخوف من أن يكون مصابا بتخلف عقلي ولكن المدرسة شرحت لنا الوضع وعرفتنا أن هذه الفصول ليست لأصحاب حالات التخلف العقلي بل لتقوية الطالب الضعيف بطرق تعليمية مختلفة عن التي يتعلم عن طريقها أقرانه في الفصول العادية وتضيف أن ابنها تحسنت قراءته وكتابته بعد دمجه في هذه الفصول.
وعبرت عائشة عن صدمتها ودهشتها من فكرة دمج ابنتها في فصل صعوبات التعلم لأنها تعتقد أن هذه الفصول مخصصة لمن لديهم عوق عقلي وتقول: عندما علمت بأن ابنتي ضعيفة في مادة الرياضيات وتحتاج لأن تدمج في فصل صعوبات التعلم خفت كثيرا لاعتقادي بأن ابنتي لديها خلل في التفكير ولكن بعد أن تفهمت الوضع وقمت بزيارة لطبيب نفسي متخصص في سلوكيات الأطفال شرح لي حالة ابنتي بالتفصيل واطمأنيت على وضعها. وأضافت: يجب أن تنظم الجهات ذات العلاقة برامج ودورات تعليمية وتثقيفية لأولياء الأمور يتم فيها شرح برامج صعوبات التعلم ومغزاها والهدف منها حتى لا ينزعجوا عندما يعرفون أن أبناءهم في حاجة إليها.
(المدينة) ناقشت القضية مع مدير عام التربية والتعليم بمنطقة المدينة المنورة للبنين الدكتور بهجت جنيد فقال: صعوبات التعلم هي اضطراب في واحدة أو أكثر من العمليات النفسية الأساسية التي تتضمن الفهم أو استخدام اللغة المكتوبة أو اللغة المنطوقة تظهر في صورة اضطراب في التفكير أو الكلام أو القراءة أو الكتابة أو استيعاب الرياضيات لأسباب تتعلق بعوق عقلي أو سمعي أو بصري أو غيرها من أنواع العوق أو ظروف التعلم أو الظروف الأسرية.
ويضيف: بدأت وزارة التربية والتعليم تطبيق برنامج صعوبات التعلم لأول مرة في عام 1416 بينما كانت بداية انطلاق البرنامج بمنطقة المدينة المنورة عام 1418من خلال برنامج واحد ثم أخذت البرامج في التوسع والانتشار حيث أصبح عددها هذا العام 39 برنامجا منها 4 برامج موزعة على المحافظات التابعة للمنطقة وهي محافظة الحناكية وبدر وخيبر واثنان في المدارس الأهلية.
ويضيف د. جنيد: يمكن إجمال أهداف هذا البرنامج في التالي:
1- تقديم الخدمات التربوية الخاصة بالتلاميذ الذين لديهم صعوبات في التعلم بعد اكتشافهم وتشخيص حالاتهم.
2- تقديم الاستشارة التربوية لمعلمي المدرسة في كيفية تدريس هؤلاء التلاميذ داخل الفصل العادي.
3- توعية وإرشاد أولياء أمور التلاميذ الذين يتلقون خدمات البرنامج لمساعدتهم في التعامل مع حالة ابنهم في المنزل.
وأوضح د. بهجت أن عدد المستفيدين من هذا البرنامج في منطقة المدينة المنورة منذ نشأته حوالى 2135 تلميذا بينما بلغ عدد التلاميذ المنتظمين هذا العام 370 تلميذا.
وأشار إلى أن هناك عدة شروط لدمج الطالب في فصول صعوبات التعلم منها:
1- أن يكون لدى التلميذ تباينا واضحا بين مستوى قدراته ومستوى تحصيله الأكاديمي في أحد جوانب التالية التعبير اللفظي أو الكتابة والقراءة أوالاستدلال الرياضي أو أن يكون لديه اضطراب في إحدى العمليات النفسية مثل (الذاكرة، الانتباه، التفكير، الإدراك).
2- أن لا تكون الصعوبات ناتجة عن عوق عقلي أو إضراب سلوكي أو أسباب حسية أو أية أسباب أخرى لها علاقة بعدم ملاءمة ظروف التعلم أو الرعاية الأسرية.
3- أن يثبت أن الخدمات التربوية العادية غير ملائمة أو قليلة الفاعلية في تعليم هؤلاء التلاميذ مما يتطلب توفير خدمات تربوية خاصة.
4- أن يكون قد تم تشخيص التلميذ من قبل فريق متخصص.
5- موافقة اللجنة الخاصة بقبول وتصنيف الأطفال ذوي صعوبات التعلم والتي يرأسها مدير المدرسة وتضم في عضويتها كلا من معلم صعوبات التعلم ومعلم الفصل العادي والمرشد الطلابي وولي الأمر.
وتقدم هذه الخدمة في مدارس التعليم العام من خلال غرفة يطلق عليها غرفة المصادر وقد قامت إدارة التعليم بتوفير هذه الغرفة الخاصة وتأمين جميع التجهيزات اللازمة لها بما يتناسب مع احتياجات هذه الفئة علما بأن الأسلوب التدريسي المستخدم مع هؤلاء التلاميذ هو أسلوب التدريس الفردي.
وقال د. جنيد: إن الإدارة العامة للتربية والتعليم بالمنطقة قامت بإنشاء مركز لمساندة خدمات التربية الخاصة يحتوي على ثلاثة أقسام هي: المركز المسائي لصعوبات التعلم، ومركز السمع والكلام، ووحدة القياس والتشخيص. ونهدف من هذه المراكز إلى خدمة أكبر شريحة من طلابنا من ذوي الاحتياجات الخاصة وتقديم الخدمة التربوية والتعليمية التي تتناسب مع احتياجاتهم في الفترة المسائية وممن لا توجد في مدارسهم برامج صعوبات تعلم أو أخصائيين في عيوب نطق سواء كانوا طلابا من ذوي صعوبات التعلم أو ممن يعانون من عيوب واضطرابات في النطق.
وعن الخطط المستقبلية يقول د.جنيد: من خططنا المستقبلية وجود معلم برنامج صعوبات التعلم في كل مدرسة من مدارس المنطقة وذلك من خلال التنسيق مع الإدارة العامة للتربية الخاصة بالوزارة لزيادة عدد المعلمين المتخصصين سنويا والتوعية بضرورة الاهتمام بهذه الفئة من خلال إقامة مهرجانات سنوية توعوية في المراكز التجارية، فنحن نسعى لأن تصبح المدينة المنورة بلا صعوبات تعلم.
من جهة أخرى قالت عدلاء محمد عبيدالله مديرة إدارة التربية الخاصة بمنطقة المدينة المنورة: لدينا في منطقة المدينة المنورة 6 غرف لصعوبات التعلم منها 5 فصول داخل المدينة وفصل واحد في مهد الذهب.
وتضيف: يتم دمج الطالبة التي لديها صعوبة في تعلم مادة القراءة أو الكتابة أو الرياضيات في هذه الفصول بعد إخفاقها في إحدى هذه المواد في الصف الأول الابتدائي فنحن نقوم بتشخيص الطالبة في الصفوف الثلاثة الأولى في المرحلة الابتدائية وذلك بعد عمل اختبارات لها لتحديد إذا كان يلزمها الدمج في هذه الفصول.. مضيفة: إن تنفيذ برنامج صعوبات التعلم من خلال إدارة متخصصة منذ عام 1421ويوجد لدينا في الإدارة مشرفة صعوبات وهي تهاني نايف الردادي.
وأضافت: لابد من توفير كوادر تعليمية لخدمة هذه الفئة لأننا نعاني من نقص شديد في هذه الكوادر بمنطقة المدينة وجميع معلمات التربية الخاصة يأتون إلينا من منطقة الرياض أو المنطقة الشرقية وتنتهي فترتهن ويذهبن.
واستطردت: نسعى دائما لتقديم برامج توعوية وتثقيفية للمديرات والمشرفات التربويات والمعلمات عن هذا البرنامج أيضا نهدف الآن لتقديم هذه البرامج لأولياء أمور الطالبات من أجل توعيتهم.
http://www.almadinapress.com/index.a...ticleid=213842
المفضلات