أفق الشمس
-----------------------------------------------------------
لا للإعلام
د. هيا عبد العزيز المنيع
بعد مؤتمر التربية والإعلام المنعقد خلال الفترة الماضية تحت اشراف بل وبتنظيم من وزارة التربية والتعليم صدر تعميم من إدارة تعليم الرياض يمنع فيه تعامل منسوبات وزارة التربية والتعليم مع وسائل الإعلام المختلفة او امدادها بالمعلومات عن الادارة وكل ما يتبعها من مراكز اشراف وادارات نسائية ومندوبيات ومدارس....؟؟ لا أعرف هل التعميم يشمل أيضاً حراس المدارس الرجال أم هو فقط قاصر على الموظفات النساء....؟؟
حقيقة استغرب استمرار عملية الانغلاق تلك، لننظر للأمر بعين المنطق معلمات ومربيات ومديرات مدارس يتحملن مسؤولية تربية أجيال المستقبل للوطن لا يستطعن التعامل السليم مع الإعلام..؟ هل يعقل ذلك...؟؟ ألم نكن جميعنا ننادي بانفتاح المدرسة على المجتمع بكل مؤسساته وأفراده..؟ الإعلام مؤسسة وطنية تختلف مع المدرسة في أسلوب العمل ولكن نتفق معها في المصلحة العامة...؟؟ هل يعقل أن يتم اغلاق كل المسارات للتعامل مع الإعلام الا عبر بوابة واحدة هي وحدة الإعلام التربوي...؟ كل التقدير للأخوات القائمات عليها، وهن مقتدرات إعلامياً وتربوياً، ولكن اغلاق المنافذ مع الإعلام الا من منفذ واحد يجعلنا نتساءل أين الخلل...؟؟ هل المشكلة تنظيمية وحسب أم هي اشكالية عدم الثقة في المرأة..؟ أم هي اشكالية أكبر تتمثل في رفض الإعلام الا في أضيق الحدود..؟ أم أن واقع تلك المؤسسات التعليمية خاصة المدارس لا يستطيع مواجهة الضوء الإعلامي...؟؟ أعتقد ان ذلك التعميم كان اجتهادا من البعض بغرض التنظيم أكثر، ولكن نتائجه ليست لصالح العملية التعليمية، حيث ضرورة انسكاب الضوء والاوكسجين داخل مدارسنا أكثر مما هو حاصل الآن...
الإعلام قد يكون سبباً في صداع رأس بعض المسؤولين، ولكنه شريك في العمل التنموي والاصلاحي، أي لا بد من دمجه في العمل التربوي لنصل مع بعض للأفضل وفق تقدير المجتمع ككل وليس وفق تقدير بعضه... لا أعتقد أن مديرة مدرسة تملك خبرة لا تقل عن عشر سنوات في المجال التعليمي عاجزة عن التعامل الصحيح مع الإعلام...؟ ان عجزت فتلك كارثة ليس للإعلام بل للعملية التعليمية والتربوية ككل...؟؟
نحن في حاجة لانفتاح المدرسة في مجتمعنا السعودي أكثر مما هو حاصل نعم لتنفتح على الاسرة وعلى القطاع الخاص وعلى الإعلام وعلى المسجد وعلى كل مؤسسة وطنية مهما بدت في خارجها مختلفة عن المدرسة...؟ لا أريد مقارنة المدرسة في السعودية وأساليب التعليم فيها بالمدرسة اليابانية او المدرسة الإسرائيلية....؟ فقط أريد ان نعيد النظر في واقع مدارسنا وفي ثقتنا في نسائنا التربويات، لا أريد ان تستمر فكرة النوع والنوع الآخر، نعم لدى وزارة التربية كفاءات نسائية قادرة على التحليق بالعملية التعليمية لو اتيحت لها الفرصة أكثر، نحن نتوقع ان تكون الأوضاع أفضل والثقة أعلى وليس العكس خبرة تلك النساء لا تقل عن خبرة نظرائهن من الرجال وان قلت فالتجربة العملية تخلقها وليس الانغلاق... في مدارس البنات كثير من الايجابيات والسلبيات لن يضيرها دخول الإعلام لها ولكن سيضرها احجامه عنها ولنا في تجربة الماضي خير دليل حين تم عزل المدرسة عن المجتمع... زيادة نسبة الهواء تساعد على الوقاية من الأمراض وليس العكس...
http://www.alriyadh.com/2**7/03/24/article235669.html
المفضلات