السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


الأم : ليش ما تكتبين و اجباتك ؟؟
الطالبة : ماما ابلتنا غايبه
الأم : طيب هيه ما فيه غيرها ؟؟
الطفلة : مو إذا غابت ابله فلانه تغيب ابله علانه و الابلة المديرة ما لقت مدرسة فاضية عندنا و ما فيه احد جانا فطلعتنا الساحة عشان ما نسوي ضجه لبقيت الفصول


غياب المعلمة ....... متى يوضع له حل ؟؟؟

هذا الموضوع أعجبني عند قراءتي له و أحببت طرحه لكم و النقاش فيه
غياب المعلمات وكثرة الإجازات (طويلة كانت أم قصيرة) من أكثر المشاكل المؤثرة سلبا على سير العملية التعليمية، وهو بهذه الكثرة مقلق جدا ومربك إلى حد كبير! خاصة أن هناك من تتغيب بدوافع الملل فقط أو بلا سبب!!
والمطمئن أنها ليست ظاهرة بل حالات فردية.. لكن يبقى الغياب مشكلة ينبغي البحث عن مسبباتها الحقيقية وبالتالي إيجاد الحلول الفورية حفاظا على سير العملية التعلمية وأملا في تحقيق أكبر قدر من أهدافها.
فحجم مسؤولية المعلمة كأم وزوجة وربة بيت أيضا وإنسانة تتعرض لما يصيب البشر يجعلها عرضة للغياب كأي موظفة!
وقبل أن يأخذني الحديث عن بعض الأسباب سأعرض حلا رأيت المدارس الأمريكية تعمل به لتطلعواعلى التيسير الذي ينتهجونه!!وهو فكرة المعلمة البديلة، حيث يتم الاتفاق مع معلمات غير مرتبطات بعمل بأن يتم استدعاؤهن من منازلهن بشكل آلي ومن قبل مديرات المدارس دون الرجوع لأحد!! عند غياب معلمة حتى لو كان يوما واحدا!!بحيث تكون المعلمة منهن جاهزة وتحت الطلب.. فلا يؤثر غياب المعلمة على سير اليوم الدراسي أويربك زميلاتها بحصص انتظار!! وحسابها مضمون طبعا!
أما نحن والمعلمات عندنا تغص بهن المنازل مؤهلات وجديرات بالعمل؟
والإجازات طويلة ومتنوعة وليست يوما واحدا؟ ومع هذا لا بد من سلسلة من المكاتبات التي تأخذ وقتا طويلا لتتمكن المديرة من الفوز بالبديلة هذا إذا لم تتكسر الجهود على صخرة النصاب؟؟
هذا النصاب الذي يحتاج لأن نفرد له الكثير الكثير من الحديث والذي أراه سببا كبيرا في كثرة الغياب والإجازات والضغط على مديرة المدرسة ومعلماتها؟؟
فنصاب كل معلمة حدد بأربع وعشرين حصة.. فمثلا إذا كان معدل الحصص في المدارس الابتدائية ست حصص في اليوم.. يعني أن نصيب المعلمة في اليوم خمس حصص أربع أيام في الأسبوع ولاشك أن الحصة السادسة ستكون انتظارا لمعلمة غائبة في كثير من الأيام!!
هذا يعني أنها لن تلتقط أنفاسها طوال اليوم فضلا عن مهماتها الأخرى! فمتى ستتهيأ للحصة القادمة؟ وماذا عن الدفاتر والكتب وتصحيحها والاختبارات والتقييم وغيرها الكثير من المهام اليومية المناطة بالمعلمة غير الحصص؟؟ ولاشك أن تلك الحصص تتطلب إعدادا وتحضيرا سيأخذ منها الكثير في المنزل؟ كل هذا اللهاث ألا يتعبها؟ ويجعلها تفكر كثيرا في الإجازة؟ ثم ألا يؤثر هذا في العطاء والجهد الذي نتطلع إليه؟
هذا النصاب أيضا يقف حجر عثرة أمام أي مطالبة للمديرة بمعلمة بديلة!
حتى لو قدمت أكثر من معلمة إجازة (خاصة الإجازة الحديثة!! وموضة العام التي تكون بربع الراتب لأي طفل حتى سبع سنوات!! أي في سن المدرسة، ما ينتفي معه سبب حضانته؟!) فإجازة المعلمة تقبلها الوزارة ولكن المعلمة البديلة ترفضها بحجة أن المعلمات في مدرستها لم يكتمل نصاب الـ 24 حصة لديهن!! على الرغم من النقص الكبير في المدارس من المعلمات والحاجة الملحة للمزيد من التعيين ولا أدل على ذلك من دموع إحدى الأخوات التي تدرس في ثلاث مدارس مدرستها الأصلية وانتداب لمدرستين أخريين!!
أشعر أن المديرة في حصار كبير ومعها معلماتها المجتهدات ولكن تخور قواهن ويفكرن كثيرا في إجازة هن أيضا حين تضاف حصص زميلاتهن المجازات إليهن!! وما أكثر ما يكررن ذلك! وهكذا النصاب يربك مرة أخرى على الرغم من أن المفترض هو وجود معلمة إضافية في كل مدرسة للحالات الطارئة حفاظا على سير اليوم الدراسي (وليس السنةالدراسية فقط) (!!)
والمدهش أن تطالب المديرة وتناقش كثيرا وكأنها المتسببة في غياب معلمات مدرستها!! وكأنهم يريدونها أن تمسك عصا!! مع أنهم يتسببون في النقص بقبول الكثير من الإجازات، وحتى المستوصفات الأهلية التي يجب مراقبتها جيدا في منح الإجازات المرضية أو تمنع صلاحياتها في ذلك بسبب التلاعب الكبير والله المستعان!
المؤلم أن الضحية في كل ذلك التلميذة خاصة في المراحل الأولية التي يعتمد اليوم الدراسي على المربية وبالتالي تعود بلا تحصيل؛ الأمر الذي يؤثر على تحصيلها إذا تكرر غياب معلمتها أو حتى ضغطت هذه المعلمة بجدول غيرها من المتغيبات؛ مما يعني عدم القدرة على بذل المزيد من الجهد كما ينبغي مهما حاولت! ناهيك عن الأعداد الهائلة من التلميذات في كل صف وعدم تهيئة الفصول بل المدارس بشكل عام للمزيد من العطاء!؟ وحتى نتصور خطر الغياب الذي يصل إلى ثماني أو تسع معلمات في اليوم أحيانا سندرك كم هي الحصص الضائعة إذا كان نصاب الواحدة منهن من أربع إلى خمس حصص في اليوم وعليكم الحساب!!
من الأسباب المضحكة والمبكية أيضا في غياب المعلمات هو انجرافهن مع خلق الله الآخرين وراء لعبة الأسهم!! اندهشت كثيرا وأنا أسمع هذه الحكاية! بل وحتى حارس المدرسة *****تخدمات أيضا صاروا من المساهمين!!
الآن ابحث عن بعض منسوبات التعليم (وليس فقط المعلمات) المستأذنات والمتغيبات بدعوى مواعيد طبية ستجدونهن في صالات الأسهم!
الحقيقة أجدني مضطرة للتوقف!!
ولازال هناك الكثير مما لم أقله بعد! فالموضوع متشابك وشائك ومحبط أيضا!! ولم أعد أدري نلوم من تحديدا؟؟
فقط أتمنى أن تكون هذه الرؤية جديرة بالمناقشة