لازال المعلم يمارس انفعالاته في رسالته المطولة ويتهمني بالظلم ويتوعدني بالحساب يوم القيامة..
يقول هذا المعلم في رسالته الغاضبة : يعاني المعلم المرارة من جميع النواحي:
أولا: يعاني من الطالب المستهتر والمتمرد لعدم توفر العقاب، ولو قلت لي إن الوزارة وضعت عقوبات سلوكية، أقول لك: اطلع على قرار الوزارة لترَ الثغرات، فالوزارة وضعت للسلوك درجات يمحوها الطالب بعمل للمدرسة، ولو ضربه المعلم أو حسم من درجاته لاستطاع بلوحة من المكتبة أن يكتم أنفاس المعلم والمدير ومدير التعليم.
ثانيا: يعاني المعلم من مدير المدرسة الذي أصبح عمله في المدرسة وكأنه عامل بناء وديكور فقط ومتسلط على المعلم.
ثالثا: أنظر إلى المهازل التالية لتدرك عمق مأساة المعلم: تطلب الإدارة من المشرف أن يتصرف في تحسين المدرسة بلا مصروفات، ينطلق المشرف للمدير ويقول له (تصرف) بلا مصروفات، المدير يطلب من المعلم أن يدفع، بعض المعلمين يقول للطالب (ادفع) بدرجات.
رابعا: أجهزة ومؤسسات الدولة جميعها تعمل «كل معلم يقرأكلامكم يرفع يديه
بالدعاء عليكم» في الصباح وفي وقت عمل المعلم، والمعلم كما تعلم لا يقدر على الخروج كغيره من الموظفين في بقية القطاعات، وإذا ما خرج المعلم مضطرا لقضاء حاجاته ومراجعة الدوائر المختلفة قيل له لماذا خرجت؟ أو أحضر ورقة إثبات أو عليك بتأمين من ينوب عنك في تدريس حصصك. هل رأيت واقع المعلم الذي تنزل أنت وغيرك عليه بسياطكم وأنتم لا تعلمون أنه ميت أصلاً فالضرب في الميت حرام. وقبل الختام هل تعلم:
1- أن مديري المدارس يتم تقييمهم فقط على حسب شكل المدرسة وما يحدثه المدير الجديد من لوحات وسيراميك ودهانات... أما ما يخص الطالب فيكتفى بالورق المكتوب ولو كان على غير أساس.
2- أن حصة النشاط مصيبة كبيرة على المعلم والطالب *****تفيد الوحيد منها هم العمالة بالمكتبات ومكاتب الخدمة.
3- أن مديري المدارس يتم اختيارهم ليس على أساس الجدارة وإنما بالواسطات.
4- أن كثيرا من المشرفين المجتهدين في الإشراف في متابعة دفتر التحضير ودفتر الدرجات لم يكونوا هم يحضرون دفاترهم بل لم يكن لديهم دفاتر تحضير في الأساس.
5- لم كان للإمام أحمد أكثر من حكم في المسألة الواحدة؟؟؟ لأنه كان يعيش حياة الناس فلكل حال حكم فهو يقول الحكم على حسب أحوال الناس من الشدة واللين في الحكم.
6- أنك عندما تكتب عن موضوع ما من خلف الزجاج والجدران تكون ظالماً للكثيرين وستحاسب على كتابتك.
7- أن كلامي هذا حجة عليك يوم القيامة إن لم تتمعنه وتقم بما تقدر عليه من النصح ولا تتكلم حتى تعايش الوضع.
إن كنت صادقا وأميناً فإني انتظر منك الإجابة على رسالتي وإبداء الرأي في الجريدة كما حرضت على المعلم فيها أو على الأقل كف عن المعلم وابدأ بما تستطيع من إصلاح ونصرة للمعلم ليستعيد هيبته أمام الطالب على الأقل لعلك تبعث يوم القيامة في مقام محمود، فكل معلم يقرأ كلامكم فإنه لا شك رافع يديه لله بالدعاء عليكم...
لا تعليق!!!
كتبه الدكتور.. عبدالله محمد الفوزان صحيفة عكاظ23/2/1428