مشروع تطوير التعليم
------------------------------------------------------------------------
يوسف القبلان
جاء مشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم العام تعبيراً عملياً عن ادراك القيادة لأهمية تطوير التعليم بما يتفق مع المستجدات والمتغيرات ومتطلبات التنمية المعاصرة.
المشروع الذي خصصت له الدولة تسعة آلاف مليون ريال سوف يشمل تطوير المناهج وتأهيل المعلمين وتطوير البيئة التربوية والنشاط اللاصفي.
إنه مشروع وطني استراتيجي وهو ترجمة لكثير من البرامج والأفكار التي طرحت في خطط الوزارة وفي المنتديات والندوات، وضمن فعاليات الحوار الوطني، وكذلك ما يطرح في الصحف والمجلات من كتابات عن التعليم من حيث واقعه ومستقبله.
ومن ملامح هذا المشروع كما جاء في قرار مجلس الوزراء الموقر التأكيد على أهمية تكوين معايير تقيس كفاءة العملية التعليمية.
إن أول ما يتبادر إلى الذهن تجاه هذا المشروع الحيوي البالغ الأهمية والذي يحظى بالأولوية في خطط التنمية هو التفكير في عملية التنفيذ، ونلاحظ أن القرار أشار إلى رفع تقرير سنوي للمقام السامي عن تنفيذ المشروع.
وتلك إشارة مهمة إلى عنصر المتابعة فالمطلوب رفع تقرير سنوي من الوزارة للمقام السامي، ولكن بالنسبة للعمل التنفيذي داخل الوزارة فإني أتصور أن يوضع برنامج للمتابعة الشهرية أو ربع السنوية خاصة أن المشروع يغطي أربعة محاور هي المناهج، وتطوير المعلمين والمعلمات وتطوير البيئة التربوية والنشاط اللاصفي.
إن كل محور من هذه المحاور عبارة عن قطاع ضخم وتقوم بمسؤولياته إدارات كبيرة في حجمها وعدد العاملين فيها، ولابد من آلية تنفيذ واضحة تربط بجداول زمنية، ومسؤوليات محددة ولابد من التحرر من بعض الاجراءات البيروقراطية غير الضرورية لكي يتحقق انجاز المشروع بفعالية وفي المدة الزمنية المحددة وهي ست سنوات ومن المهم كذلك وجود أرضية مشتركة وثقافة واحدة تعبر عن سياسة واحدة يؤمن بها الجميع وهذا يتطلب من الوزارة القيام بجهود ادارية وتربوية تهدف إلى تهيئة المناخ للتطوير والاتفاق على ثقافة واحدة للوزارة توفر المجال للمشاركة بما يساعد على تحقيق التكامل والدعم العاطفي والفكري لمشروع التطوير.
إن مواكبة التطور العلمي والتقني وأساليب التعليم الحديثة كأهداف لهذا المشروع بالاضافة إلى كونها تتوافق مع سياسة التعليم، وخطة التنمية الثامنة، فإنها تعزيز لجهود وأفكار المسؤولين في الوزارة بمختلف مستوياتهم في السلم الوظيفي وطبيعة أعمالهم وهي تحقيق لطموحات كافة أبناء الوطن، وهو في الوقت نفسه استجابة لعملية تقييم شاملة ومستمرة من داخل الوزارة وخارجها، ان التطلعات الآن بعد إقرار المشروع هي ان يرتقي أسلوب التنفيذ إلى مستوى أهمية المشروع وأن تدار عملية التنفيذ بطريقة تجمع بين الجدية والحرفية العالية وأن يكون من أساسيات العمل التربوي إقرار مبدأ أن التطوير عملية مستمرة لا تتوقف.
Yalgoblan@alriyadh.com
http://www.alriyadh.com/2**7/02/18/article225855.html
|
|
المفضلات