تعليقاً على إيمان القويفلي
---------------------------------------------------------------------
نحتاج في مناهج التاريخ أن ندرس الحضارات التي قامت على تراب وطننا
تعليقا على مقال (قضية سيئة السمعة) للكاتبة إيمان القويفلي بصحيفة الوطن العدد (2316) بتاريخ الأول من فبراير 2**7 وأنا كواحدة من محبي التاريخ والآثار لطالما اشتكيت وتشكيت من سطحية مناهج التاريخ لدينا نفس القصص تعود وتتكرر تاريخ الرسول - الخلفاء الراشدون - الأمويون - العباسيون - ثم التاريخ الحديث وهي نفس القصص والأحداث تعود لتظهر لنا من جديد بشكل يُدّعى بأنه توَسّعي بالثانوية بلا أي رونق أو محفزات لقد صدقت القول أختي الكاتبة في إنه لا تاريخ لنا قبل الإسلام.. فقد سألت نفسي نفس السؤال.. ماذا أعرف عن القبائل والعشائر والحضارات التي سكنت الجزيرة العربية قبل ظهور الإسلام؟.. لا شيء سوى التاريخ الجاهلي بجانبه الأدبي فقط، كثير من الحضارات بدأت ونشأت وتوسعت وانتهت بجزيرة العرب.. حضارات لها باعها الطويل بتاريخ الإنسانية ولها تأثيرها وتجاربها المميزة في الحياة، وأنا متأكدة أن معظمها إن لم يكن كلها يستحق بعض الاهتمام والالتفات.بالنسبة لمناهج التاريخ لدينا..فإنها تشكل مشكلة حقيقية يجب النظر إليها فهي محدودة جدا جدا كما قالت الكاتبة من حياة النبي إلى الدولة السعودية وكأنه لم توجد حياة قبلها بل كأنه لا توجد حياة أو حضارة بالمعمورة كلها تستحق الدراسة والاهتمام غير حضارة جزيرة العرب في هذه الفترة المحدودة.إضافة إلى تاريخ مدن ودول وحضارات لطالما تمنيت أن أعرف عنها شيئا.. مثل التاريخ الفرعوني البابلي الأوروبي بعصريه (المظلم وعصر النهضة)، آسيا القديمة وحضاراتهم سلالاتهم أديانهم التاريخ الأمريكي أيضا.. فرع لا يمكن إغفاله.يجب أولا وقبل كل شيء أن ننظر إلى هذه الفروع التاريخية كفروع تعليمية وتثقيفية بحتة.. يجب الابتعاد عن النظرة السطحية وهي أنها حضارات وثقافات غير مسلمة ولها تأثيرها السلبي وغير ذلك من الأمور التي تضر ولا تنفع.هذا بالنسبة للتاريخ.. أما بالنسبة للآثار فهي قصة أكبر وأطول.. وأنا متأكدة أنه لو سألنا نصف السعوديين إن لم يكن أكثر عن الآثار بالسعودية لم يجبنا أحد بشيء وإن أجاب أحسنهم قال مدائن صالح.السعودية كجزء كبير جدا من جزيرة العرب مليئة بالآثار فهي من أقدم دول العالم القديم وقد عاشت على أرضها حضارات وحضارات، فلا يمكن أن تختفي هذه الحضارات مع كل ما يتصل بها من آثار مادية ملموسة هكذا.أصبحت أعرف عن الحضارات القديمة التي قامت على أرض البحرين أكثر بكثير مما أعرف عن الحضارات التي قامت على تراب وطني.وذلك لاهتمامهم بهذه الناحية ومتحف البحرين خير دليل على ذلك، ولا أعتقد أن أي مواطن بحريني قد ترك عبادة الله واتجه إلى هذه الأحافير والآثار القديمة ليقدسها ويعبدها.أتمنى حقيقة أن يعاد النظر في مناهج التاريخ في تعليمنا، وأقترح أن يتم تدريس كل حقبة تاريخية مرة واحدة بشكل موسع وكامل كأن تبدأ دراسة التاريخ الإسلامي كمقدمة وبشكل سلس في المناهج الابتدائية ثم في المتوسط يبدأ التوزيع كأن يبدأ بالأول المتوسط دراسة التاريخ الإسلامي (عهد النبي والراشدين) بكل حذافيره، الثاني متوسط تتم دراسة ما بعد ذلك (الأمويون العباسيون والدول المصاحبة لها)، وفي الثالث متوسط يدرس تاريخ الدولة السعودية بتوسع وفي الأول ثانوي تتم دراسة حضارات وأمم مختلفة كدراسة التاريخ الفرعوني بكل ما فيه من ألغاز ومعجزات علمية، وفي الثاني ثانوي مثلا دراسة التاريخ الأوروبي بكل ما فيه مع التركيز على عصر النهضة وعلماء تلك الحقبة (على أساس أنه الأكثر فائدة)، أو يتم التوزيع بأي طريقة أخرى بحيث لا يتم تكرار المناهج وإعادة دراستها بدعوى التوسع.
فاطمة نبيه الشخص **; طالبة بجامعة الملك فيصل
http://www.alwatan.com.sa/daily/2**7-02-04/readers.htm
|
|
المفضلات