نظامنا التعليمي: الإصلاح والتطوير (1)
-------------------------------------------------------------
- د. محمد بن سليمان الرويشد - 06/01/1428ه**;
التعليم شأن عام لذا ليس من المستغرب أن يطرح جميع أفراد المجتمع بجميع شرائحه وجهة نظرهم فيه وحري بالتربويين تقبل ذلك وأخذ
تلك الآراء بالجدية المناسبة ومناقشتها والاستفادة منها مع التأكيد على حق جميع أفراد المجتمع في النقد الموضوعي للتعليم إلا أن هذا
الحق ينبغي ألا يمتد حتى يصل إلى طرح الحلول فهذا أمر يجب أن يترك للمختصين.
ولا شك أن التقويم المستمر المؤدي إلى إصلاح وتطوير حقيقيين يحفظ لأي نظام تعليمي حيويته ويزيد من قدرة مخرجاته على المنافسة.
ويتوقف نجاح مشاريع الإصلاح والتطوير على توافر عدد من العوامل أهمها:
أولاً: الأهداف والخطط الواضحة: تتطلب مشاريع إصلاح وتطوير التعليم أهدافا واضحة وخططا عملية قابلة للتنفيذ والتغيير والتعديل
والقياس.
أهداف وخطط تحدد ماذا نريد وكيف يمكن أن يتحقق وإلى أي مدى تحقق لنا ما نري. ودون توافر تلك الأهداف والخطط الواضحة
يصبح أي مشروع تطوير وإصلاح هدراً للوقت والجهد والمال وإضافة إلى مجموع مشاكل النظام التعليمي.
ثانيا: المساندة المجتمعية: يجب أن لا تقتصر المشاركة في مشاريع الإصلاح التعليمي على نخبة من قادة العمل التربوي والمتخصصين
التربويين، بل يجب أن تمتد لتشمل جميع أفراد المجتمع مع اختلاف مستوى ونوع المشاركة.
فحجب المعلومات أو قلة توافرها يؤدي إلى عدم فهم أفراد المجتمع للمشروع وتنتشر الإشاعات التي تخلق مناخا مضادا للمشروع لدى
أفراد المجتمع مما قد يفشله بينما قد تكون المساندة المجتمعية من عوامل نجاح المشروع لإحساس أفراد المجتمع أنهم جزء منه.
ثالثا: الدعم السياسي: يوفر القرار السياسي لمشاريع التطوير والإصلاح التعليمي الدعم المالي والمعنوي اللازم لإنجاحها ويجعل منها شأنا
عاما وقضية وطنية.
ويأتي ذلك إدراكا من القيادة السياسية لأهمية دور تلك المشاريع في عمليات الإصلاح المجتمعي والتنمية.
رابعا: تأهيل الكوادر: تحتاج مشاريع التطوير والإصلاح التعليمي إلى كوادر مؤهلة لديها الحماس والمهارات التي تتطلبها عمليات التنفيذ
ويحسن أن يكون لديها الرغبة والاستعداد للعمل في المشروع طوال مدته فغالباً ما تتأخر المشاريع أو تفشل نتيجة تسرب الكوادر العاملة
منها قبل انتهاء المدة المقررة للمشروع.
وهكذا نصل إلى أن نجاح مشاريع التطوير والإصلاح التعليمي مرتبط بتوافر الشروط السابقة.
وعن منهجية وخطوات تلك المشاريع سيكون المقال المقبل، إن شاء الله.
http://www.aleqt.com/news.php?do=show&id=61846
|
|
المفضلات