تنظيم الوقت وصفة ناجعة لعلاج قلق وتوتر الاختبارات
------------------------------------------------------------
فهد الجهني- المدينة المنورة
تستنفر الاسر في المدينة المنورة هذه الايام طاقاتها ، وتعلن حالة الطواريء في المنازل ايذانا بالاستعداد لموسم اختبارات الفصل الدراسي الاول.
تكرس الاسر جهودها لتهئية الاجواء الملائمة لابنائها الطلاب للتحصيل الدراسي حتى يكون اداؤهم للاختبارات مرضيا ويكافيء طموحاتهم ، وتتمثل التهيئة في
اعداد المكان الملائم للاستذكار واتاحة الوقت الكافي لهم لذلك. ورغم الانتقادات التربوية لاسلوب الشحن الزائد الذي يخضع له الطلاب من قبل اسرهم
في ايام الاختبارات لما يتسبب فيه من قلق وتوتر ، والدعوة الى استبداله باسلوب المتابعة المستمرة لابنائها الطلاب طوال ايام الدراسة من
خلال الاستذكار اليومي ومراجعة الدروس اولا باول . (المدينة) ناقشت استعدادات الأسر في طيبة للاختبارات .
الاستغلال الامثل للوقت
يرى المعلم مروان مسفر أن الناس يختلفون في كيفية استثمار الوقت رغم انهم جميعا يشتركون في ثروة الوقت ، وقال : بما أن اليوم محدود
ب**;(24) ساعة إلا أن كيفية صرف هذا المقدار من الساعات اليومية هو نقطة الخلاف بين الطالب المهتم ونقيضه غير المبالي ، وفي أيام الاختبارات
يجب على الأسر إدراك قيمة الوقت وأهميته ، لتقوم بدورها في مساعدة الأبناء على الاستفادة من الوقت قدر المستطاع والتقليل من هدر الأوقات في
غير فائدة من خلال تحديد ساعات المذاكرة والطعام والراحة والنوم0
العبرة بالنتائج
ويقول طالب اللقماني ، تهيئة البيئة الملائمة للتحصيل مهمة جدا ، حيث انه نجد احيانا وفي ظل الانهماك في الاستذكار استعدادا للاختبارات ،
تعلو الأصوات في المنزل وخاصة في حالة وجود أطفال بالإضافة لصوت التلفاز ورنين الهاتف والجوالات فيما يتفرغ بعض الآباء والأمهات لنقاش
المشكلات الأسرية اليومية وسط دوامة من الضجيج والفوضى وأوقات تهدر من الأبناء في النوم وتناول الوجبات بصورة غير منظمة وشرب المنبهات و
إضاعة الوقت في عمل الملخصات في حين نجد بعض الأسر التي تعرف تماما كيف تستثمر الوقت بجميع تفاصيله للوصول بالأبناء لأقصى درجات
الاستعداد والتحصيل وهنا يظهر الفرق في ما يجب فعله وما ينبغي تركه وتبقى نتائج الأبناء في النهاية هي المحصلة النهائية لجهود الأسرة خلال هذه الفترة
ويظهر بالدليل القاطع الفرق بالنتائج ويتبين أثر الأسر التي تستثمر الوقت لتهيئة الأبناء وتلك التي تهاونت وأهملت0
جدولة المهام
ويقول عبدالرحمن محمد جنيد مدير مدرسة : يفاجأ كثير من الأسر بسبب الإهمال الذي يعيشون وسطه على مدار العام عند معرفتهم المتأخرة بموعد
الاختبارات، عندها يبدأ التخبط والقلق والخوف على مصير الأبناء من الإخفاق وتقديم نتائج مخيبة للآمال وسط تحذيرات وتهديدات ووعيد من الأبوين وضغوط
على الأبناء ، ومن المفترض أن تضع الأسرة جدولا متسلسلا من الأولويات والمهام في محيطها الداخلي من الأهم فالأهم ليستطيع من خلاله الأبناء
السير قدما في سباق مع التحصيل والمراجعة اليومية حتى موعد الاختبارات وبالتالي تذوب رهبة أيامها وتتحول إلى ساعات لكسب التحدي وتحقيق الطموح
والأمنيات ولابد أن يؤخذ في الحسبان بعض الاحداث الطارئة التي ربما قد تحصل في أيام الاختبارات وقد يضيع معها الكثير من الوقت وهنا يجب أن
لانغفل أيضا عن الطاقة الحيوية للجسد والقدرة التي تمكن الأبناء من الحفظ والاستذكار والاستيعاب وكم يستغرق ذلك من الوقت وسط تفهم حقيقي للفروق
الفردية والقدرات.
جهد مشترك
واعتبر صالح محمد الجهني أن الأب هو ضابط الوقت في الأسرة بمساعدة الأم ويأتي دوره في التنظيم والتخطيط بما يتماشى مع المراحل التعليمية لأبنائه ،
وللاسف ان كثير من الأباء لايراعون هذا الجانب ، فتجد الوقت ليس له أهمية لديهم وينعكس ذلك على الأبناء ويبدأ التقاعس والتراجع الذي تظهر مؤشراته
من خلال نتائج اختبارات الأبناء النصفية والتقارير الدراسية ، لذا لابد لكل أب وأم ان يغرسا ذلك في نفوس الأبناء ولابد أن يصحب ذلك الثواب
الذي يتوج ذلك العطاء بشيء من الحوافز المشجعة للأبناء في حالة النجاح والتفوق لما لذلك من أثر في نفوس الأبناء ونتائجه المثمرة على مدار مشوارهم
الدراسي.
أما إبراهيم غبان مدير القسم المتوسط بمجمع الملك عبد الله بن عبد العزيز التعليمي فقد قدم التهنئة مبكرا لكل أسرة أعدت أبناءها للاختبارات وتعاملت بما
فيه مصلحة الأبناء، لأن إدراك مفهوم الوقت وحسن التصرف من المهام الأساسية لبناء المجتمع الصغير وإعداد أفراده ليكونوا على قدر كبير من الوعي
والفهم والإحساس بالمسؤولية و في فترة الاختبارات يتحقق بإذن الله النجاح المطلوب للأبناء.
http://www.almadinapress.com/index.a...ticleid=201583
المفضلات