بعد أن أصبحت ظاهرة تؤرق الجميع ..
------------------------------------------------------------------
مطالبات بتكريم أسر معلمات الحوادث واستمرار صرف رواتبهن
[img]http://www.alriyadh.com:81/2**7/01/22/img/211020.jpg[/img]
الموت كان مرافق للمعلمات في هذه السيارة
تحقيق - خالد الشهري:
بدأت وزارة التربية والتعليم قبل عدة سنوات في احلال المعلمات المواطنات مكان الوافدات ليساهمن في خدمة وطنهم ويقمن بتربية بنات هذا الوطن ويعلمنهن ما يفيدهن في حياتهن العلمية والعملية.
ولسد الحاجة من هؤلاء المعلمات كانت البداية بالتعيين في المدن الكبرى الى ان تم الى حد ما سد هذا الاحتياج، وبعد ان زاد عدد الخريجات كل عام عن احتياج الوزارة في المدن الكبرى بدأت الوزارة في تعيين هؤلاء المعلمات في بعض الهجر والقرى الواقعة خارج المدن.
ورغم بعد المسافة ومتاعب السفر وهم الاغتراب وحالة المرأة النفسية وارتباطاتها الأسرية الا انها اضطرت الى القبول بهذا التعيين المرهق بسبب حاجتها الأسرية والمادية لهذه الوظيفة والتي لم تأت في بعض الاحيان الا بشق الانفس.
ومن هنا تبدأ مشكلة أخرى تتمثل في ايجاد وسيلة نقل من والى المدرسة تتمثل في استئجار مركبة من قبل عدد من المعلمات المعينات في منطقة واحدة خارج المدينة، يقوم خلالها قائد المركبة بإيصالهن الى مقار عملهن مقابل اجر مادي يتم الاتفاق عليه وبعيداً عن اشتراطات السلامة في هذه الوسيلة التي قد لا تهتم بها المعلمات في حين يكون همهم الاول والاخير متركزاً في ان يكون السائق كبيراً في السن ومعه محرم لترافقهم في رحلة العناء اليومية.
وقد كان لهؤلاء المعلمات ما اردن في وسيلة النقل وبدأن في اداء مهمتهن المكلفين بها.
ولكن في الفترة الأخيرة برزت ظاهرة جديدة تمثلت في ارتفاع عدد الحوادث التي تقع لهؤلاء المعلمات والتي شملت بلا استثناء جميع مناطق المملكة، وحتى لا نكون مبالغين فإننا نستطيع القول بأن كل اسبوع من اسابيع العام الدراسي نجد فيه حادثاً من حوادث المعلمات سواء اعلن عنه ام لا، وحتى اذا لم تقع لهن الحوادث فإنهن قطعاً سيشهدن بأنفسهن حوادث أخرى حتى لو كانت لسيارات تسير معهم في نفس الطريق مما سينعكس اثره على نفسياتهن ويؤثر بالتالي على عطائهن داخل الفصل، ثم كيف نطلب من المعلمة ان تؤدي رسالتها السامية وتتفانى في عملها وهي تشهد بنفسها مجازر بشرية تقع على امتداد الطرق السريعة.
لذلك كان الاولى بالقائمين على التربية والتعليم ان يعملوا على ايجاد الجو المناسب للمعلمة ثم بعد ذلك يحق لهم مطالبتها بما انتجته في المسيرة التعليمية ومحاسبتها.
لكن الوزارة وللاسف لم تراع في المقام الاول الجانب الإنساني والذي يتمثل في تهيئة وسيلة نقل آمنة ومريحة لا ان تكون الوزارة مع الظروف السيئة على المعلمة ولذلك ونتيجة لتراكم هذه الظروف القاسية اصبحنا نشهد كل يوم حادثاً مرورياً أليماً يروح جراءه انفس بريئة ونحن نقول هنا يومية وهي ليست مبالغة منا بل هذه هي الحقيقة او هي جزء منها خاصة واننا تابعنا جانباً من هذه الحوادث المؤلمة خاصة ما ينشر منها في الصحف المحلية واليكم جانباً من هذه الاحصائيات التي سيندى لها الجبين لعل القائمين على التعليم في هذه البلاد يدركون حجم المشكلة التي تنهش كل يوم في معلمات هذا البلد الكريم وكلنا امل ان نرى منهم مواقف ايجابية ويشار لها بالبنان لا ان يكون كل همهم حفظ اخبار الحوادث التي تقع للمعلمات في ارشيف الوزارة او ارسال برقية عزاء من الوزير الى اهالي المعلمة.
واليك عزيزي القارئ جانباً من هذه الاحداث، ففي عام 2**4م كنا على موعد مع وفاة معلمتين واصابة اثنتين و 8طالبات في حادث مروري اثناء سفرهن من محافظة الطائف الى مدارسهن في محافظة الخرمة اضافة الى اصابة 4معلمات في حادث في عفيف واصابة (5) معلمات في حادث مروري بنجران، كذلك اصابة 4معلمات وسائقهن وزوجته في حادث مروري بالقرب من مركز مربة، عقب ذلك مصرع معلمة و 7طلاب وإصابة 15طالباً آخرين عندما تعرضت حافلة كانت تحمل نحو 28من طلاب وطالبات المدرسة الهندية العالمية في جدة ومعلمتهم والسائق لحادث مروري
قبيل جسر بحرة، ثم اعقب ذلك وفاة امرأتين واصابة 21بينهم 12معلمة في حادث مروري على طريق الطائف أبها.
اما في عام 2**5م فقد وقعت جملة من الحوادث منها مصرع 4معلمات وسائقهن في حادث تصادم مروع بعفيف، ثم وفاة معلمة واصابة 8اخريات بسبب الاصطدام بجمل سائب بالطائف ثم وفاة معلمة واصابة 3اخريات وسائقهن في حادث مروع ببقيق.
اما في عام 2**6م فقد حفل هذا العام بجملة من الحوادث المؤلمة منها وفاة معلمة واصابة 6بطريق الليث، اضافة الى مصرع معلمة وطفل واصابة 3في حادث تصادم في بيشة.
كذلك مصرع 6معلمات وطفلين وسائقهم مع بداية النصف الثاني من العام الدراسي على طريق خميس مشيط وادي بن هشيل بمنطقة عسير، كذلك مصرع معلمتين واصابة 3في انقلاب سيارة على طريق ثادق، اضافة الى مصرع معلمة في اول دوام لها بالشرقية، وفي الاول من رمضان هذا العام وقع حادث مروع في محافظة القويعية كانت حصيلته احتراق 5معلمات وسائقهن بعد ا شتعال النار بحافلتهم.
اعقب ذلك اصابة ثمان معلمات في طريقهن للمدرسة على طريق الليث احداهن اسقطت جنيناً والاخرى دخلت العناية المركزة.
اضافة الى اصابة ثمان معلمات في حادث مروري بمحايل عسير، ثم وفاة معلمة وسائقها على طريق الاضارع دومة الجندل.
هذه اذاً عزيزي القارئ بعض الحوادث المأساوية التي وقعت لاخواتنا المعلمات والتي تم تغطيتها اعلامياً، وما خفي منها كان اعظم، وانا على ثقة تامة بأن هذا العام لن ينتهي الا وقد سمعنا بعشرات الحوادث للمعلمات هنا وهناك خاصة وان لا حل نهائياً وجذرياً لهذه المشكلة.
بناءً على ذلك واستناداً على ما تم طرحه ومناقشته سابقاً من حوادث ووقوعات مؤلمة. لماذا لا تبادر الوزارة الى تخليد اسماء هؤلاء الشهيدات وتكريمهن مادياً ومعنوياً من خلال الاستمرار بصرف رواتبهن كاملة دون نقصان وهو ادنى ما يمكن ان نقدمه لضحايا الواجب واللواتي فقدن زهور شبابهن لخدمة هذا البلد.
كذلك صرف مبلغ مالي عاجل يتم تحديده وفق ضوابط معينة بالاضافة الى اطلاق اسماء هؤلاء الشهيدات على المدارس التي يعملن بها كنوع من التقدير المعنوي والمادي لهؤلاء الشهيدات وليحس اهالي الشهيدات بأن هناك من يقدر تضحياتهن البطولية.
ثم لماذا لا تنشأ في الوزارة ادارة مختصة بمتابعة هؤلاء الشهيدات واسرهن، وان كانت موجودة فلماذا لا يتم تعريفنا بجهودها، خاصة وان بعض اهالي المعلمات الشهيدات قد طالبوا في اكثر من مرة بالالتفات المادي والمعنوي لهم اسوة بالمعاملة الانسانية الراقية التي يجدها اهالي شهداء الواجب من رجال الأمن من مقام وزارة الداخلية خاصة وان وزارة التربية والتعليم قد آلت على نفسها الا ان تفرق بين المرء وزوجه وتدفعهم الى الموت بالقوت.
وفي الوقت الذي نختتم فيه هذا الموضوع ابت الوزارة الا ان تتحفنا بحادث آخر كانت حصيلته اصابة 7معلمات وسائقهن في حادث مروري مروع بطريق الطائف الباحة. ولا ندري من ستغادر من هؤلاء المعلمات هذه الدنيا في هذا الحادث ومن يكتب لها عمر جديد لتشهد حادثاً مروعاً آخر.
http://www.alriyadh.com/2**7/01/22/article218320.html
المفضلات