الدروس الخصوصية: إشكاليات وحلول !
------------------------------------------------------------
يحيى اللواما
كثيرا ما أقف أمام ملصقات وضعت على أعمدة الهاتف وجدران المساجد وحوافظ عدادات الكهرباء ومداخل الأبنية وسيقان الأشجار... تقولمدرس مادة... الخبرة... الجنسية... الهاتف...) وأتساءل لماذا أوصلنا هذه المهنة الشريفة النبيلة إلى أن تسوق بهذه الطريقة التي لا تليق بها؟ ولماذا لا تسوق مهن أخرى؟ منذ زمن بعيد والدروس الخصوصية تتردد على أسماعنا بين مؤيد لها ورافض وكل فريق له مبرراته في ذلك ولكن الغالب منهم اتفق على أن الدروس الخصوصية بحد ذاتها لا ضرر ولا خطورة فيها ولا نجد بلداً من بلدان العالم العربي يخلو منها . ولكن الخطورة تكمن في الهدف الذي يسعى لتحقيقه قطبا الدرس (المعلم والطالب) فالبعض من المعلمين وللأسف يعتبر أن الدروس الخصوصية وسيلة للكسب المادي وأنها نوع من أنواع التجارة لذلك يلجأ إلى جميع الوسائل والأساليب للوصول إليها من خلال الابتزاز والاستغلال وتصيد الفرص وكثيرا ما يقدم التنازلات التي تهز وتضعف شخصيته الإنسانية والتربوية . كل ذلك في سبيل عدم قدرته على مقاومة إغراءات الدروس الخصوصية وما تجلبه من مردود مادي. وإنني على يقين أن معظم هؤلاء أناس قادمون إلى هذه المهنة بقصد الكسب المادي من خلال تلك الدروس الخصوصية حتى أن بعض الأفراد غير المتخصصين بالتربية وبمهنة التدريس قد لجأوا إلى مزاولتها وهؤلاء وغيرهم من روج لهذه الفكرة وشجع على قبولها من قبل أولياء الأمور فاعتبرها البعض أسلوبا ناجحا للوصول إلى التفوق والتميز والبعض الآخر وجدها طريقة تساعد الطالب على النجاح إذا كان ضعيفاً في التحصيل الدراسي والبعض اعتبرها نوعا من المباهاة والبذخ دون معرفة بالأهداف المنشود تحقيقها . لكن السؤال المطروح هل الدروس الخصوصية ضرورية؟
أثبتت الدراسات أن الدروس الخصوصية ضرورية في الحالات التالية:
• من أجل تحقيق وبلوغ التفوق والامتياز والوصول إلى التخصص الذي يحتاج إلى تقدير عال.
• الاجتياز وتجنب الرسوب إذا كان المستوى دون المتوسط.
• «لطلاب المنازل» ولمن أخفق في امتحانات الدور الأول لمادة دراسية أو أكثر. إن هؤلاء الطلاب لجأوا إلى الدروس الخصوصية اضطراراً لا اختياراً. إن الكثير من الدول حاولت التخفيف من حدة الدروس الخصوصية وجشع العاملين فيها من خلال وضع التشريعات التربوية التي تجعل الطالب وولي أمره لا يسعيان كثيراً إلى الدروس الخصوصية إلا لمن هو بحاجة فعلا إليها وذلك من خلال اختيار المعلمين المؤهلين للتدريس والذين لديهم انتماء لمهنتهم ومكانتهم ومنحهم المكافآت المالية المناسبة التي تبعدهم من الوقوع في شبهات الدروس الخصوصية إلا من خلال ما يسعى بالتقوية وفي المدارس فقط. أيضا التركيز على اختبارات القبول في الجامعات التي هي في الأساس اختبارات تعتمد على ثقافة الطالب ومعلوماته المتراكمة عبر سنوات دراسية وليس الاعتماد فقط على نتيجته في الثانوية العامة. إن تفريد التعليم وتقسيم الطلاب إلى مجموعات تعليمية حسب قدراتهم واستعداداتهم وسيلة للوصول إلى المستوى المطلوب من الجودة والإتقان لدى الطالب وتبعده عن الدروس الخصوصية.
إن هناك مرئيات كثيرة للدروس الخصوصية ومهما تكن هذه المرئيات والتصورات فهي آراء ودراسات قد تكون مقبولة لدى البعض ومرفوضة لدى البعض الآخر.
ولكن اعلم -أخي المعلم- ان مهنتك هي أعظم مهنة وهي مهنة الأنبياء فارع طلابك واخلص في عملك ولا تكتم علمك ولا تلتفت إلى ما أنت فيه ، واطلب الأجر من عند الله تعالى.
فبالإخلاص سيبارك الله جهدك وعملك وحياتك
http://www.almadinapress.com/index.a...ticleid=201481
|
|
المفضلات