برامج رعاية الموهوبين.. لماذا لا تلقى الترويج الكافي؟

------------------------------------------------------------------

سلطان عبدالعزيز الدليوي - مكة
الموهوبون هم الركيزة الاساسية لنهضة أي مجتمع وهم الثروة الحقيقية التي ترعاها الدول وتتبناها نظرا لقدرة هذه الفئة على احداث تنمية حقيقية تصل إلى حد الطفرة في شتى المجالات التقنية والعلمية بلا استثناء مما يساهم في الارتقاء بمجتمعاتهم ولهذا نجد ان معظم الجهات المعنية ترعى الموهوبين وفق خطط تعليمية واسس علمية مدروسة تساهم في مضاعفة عطائهم وتفعيل دورهم بعد توفير المناخ المناسب لهم.
وتأتي المملكة العربية السعودية في مقدمة الدول التي تبنت الموهوبين وأدركت أهمية الموهبة والموهوب ولذلك تم انشاء مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهوبين كما كان لرعاية خادم الحرمين الشريفين حفظه الله للمؤتمر العلمي الاقليمي للموهبة ابلغ الاثر في دعم دور رعاية الموهوبين حيث شارك في هذا المؤتمر أكثر من الف وخمسمائة مشارك ومناقشة ما يزيد عن التسعين ورقة عمل ضمت ابحاثا عن الموهبة وابعادها وانعكاساتها على المجتمعات المتقدمة كما انشأت وزارة التربية والتعليم إدارة لرعاية الموهوبين تتبنى المواهب في مواقع تواجدهم وتنظم لهم الدورات والدراسات التوعوية.
الا ان العديد من الأسر لا تدرك بطريقة أو بأخرى ان ابنهم أو ابنتهم موهوب أو موهوبة في مجال من المجالات المتنوعة أو ان أسرة تدرك ان الابن موهوب لكنها لا تعرف كيف ترعى الموهوب وكيف تنمي موهبته.
يقول بندر الصاعدي: شاهدت علامات التميز والموهبة على ابني في مجال الالكترونيات مما جعلني اتبنى موهبته بطريقتي الخاصة والتي اعتمد فيها على الاجتهاد الشخصي وقد أكون فيه على صواب أو على خطأ فأنا لا أعلم ان هناك جهة تتبنى وترعى الموهوبين ومؤخرا حرصت ان ابحث عن عنوان أو مكان مثل الجهات التي ترعى الموهوب وتتبناه وفق خطط علمية وتقنية مدروسة.
ويقول خالد الحربي: انه يسمع بين الحين والآخر ان هناك جهات تتبنى المواهب وترعاها مثل مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهوبين كما سمعت ايضا ان هناك مركزا للموهوبين يتبع للمؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني اضافة إلى ان وزارة التربية والتعليم تتبنى ايضا الموهوبين مما جعلني احاول ان اجمع أكبر قدر من المعلومات لأن ابني في المرحلة الثانوية ويمتلك موهبة مميزة جعلتني احرص ان اجعله يلتحق بأحد الجهات المعنية برعاية الموهوب.
ويتساءل خلف المطيري عن سبب عدم ظهور الحملات الاعلامية للجهات المعنية برعاية الموهوب وعدم انتشارها بالشكل الكافي من خلال النشرات أو الصحافة حتى يتم تعريف المجتمع بالموهوب خاصة واننا نصادف موهوبين كثيرا سواء من ابنائنا أو ابناء اقاربنا واصدقائنا ونقف حائرين في كيفية رعايتهم وتفعيل موهبتهم ليكون الشاب الموهوب أداة بناء لمجتمع ومحيطه وتسخير موهبته للارتقاء بذاته وأمته.
ويقول سلطان بصنوي: ان البرامج الموجودة لدى الجهات المعنية والتي تختص بالموهوبين هادفة وبارزة فهذه المراكز تتميز باستعدادات بشرية وآلية وكوادر مؤهلة ومدربة تكتشف الموهوب مبكرا وتتبناه بل وفي احيان يأتيها الموهوب معدا سلفا من قبل أسرته لكنه بحاجة إلى تطوير وتفعيل.
واتمنى ان تساهم هذه المراكز في توعية الأسر بكيفية اكتشاف ورعاية الموهوب والوصول للمنازل من خلال النشرات التوعوية والصحافة حتى لا ينطفئ بريق موهبة قد تساهم في انجاز غير مسبوق سواء على المستوى المحلي أو العالمي والامثلة لدينا كثيرة عن منجزات تحققت ولا زالت على يد هؤلاء الموهوبين والمبدعين.
ويقول فهد عاشور: ان الدراسات تثبت ان تعريفات الموهوب تختلف وتتنوع ولكن كل هذه التعريفات تصل في نهاية المطاف إلى ان الموهوب هو المتدرب الذي يمتلك قدرات عالية من الذكاء كما ان لهم قدرات استثنائية تحتاج إلى رعاية وتطوير لتبرز هذه الموهبة بشكل أكبر.
الاستاذ منور ازرعي يقول: ان أكثر ما يحفز الموهوب هو توافر مدرب متميز يثير مواهبهم ويرتقى بها ويعد لها البرامج العلمية والتعليمية والعملية وفق خطط مدروسة لتحقيق اهدافه.
اضافة إلى استعداد المدرب الدائم لتلقى الاسئلة الجديدة المحيرة التي تختزلها ذاكرة الموهوب والتي هي في الاساس سر تميز الموهوب عن بقية قرنائه.
ويختتم الاستاذ صلاح عبدالجليل رئيس مركز الموهوبين بمكة المكرمة الحديث عن الموهوبين بقوله: ان الفرد الموهوب أول من يكتشفه أسرته لأنهم هم الادرى بأدق تفاصيل وحركات وسكنات ابنهم.
وقد تم اعداد خطط على مدار العام للموهوبين سواء ايام الدراسة وحتى في البرامج الصيفية التي تتناول الموهوب بصورة علمية وترعى موهبته في اطار الخطة المعدة لتبني الموهوب.

http://www.almadinapress.com/index.a...ticleid=201420