هيفاء وهبي .. داخل مدارس البنات بجدة

-----------------------------------------------------------

تلميذات صغيرات يرددن الكليبات ويتمايلن كمطربات الاستعراضات

جدة - نجلاء الجفري
لم يكن أحد يتصور أن انعكاسات ثقافة القنوات الفضائية بكل زخمها السلبي، ستصل إلى قعر دورالتربية ومحاضن التعليم، وحتى
إلى بناتنا الصغيرات.. لكن هذه هي الحقيقة بشحمها ولحمها.. فقد غدت الطالبات الصغيرات يحفظن أغاني هيفاء وهبي وأخواتها
من مطربات الإثارة والفيديو كليب، ويرددنها، ويحاكين تمايلها.. ولذلك علينا أن نقول: "انتبهوا يا سادة" فإن ثقافة هيفاء وهبي
بدأت تغزو مدارس بناتنا الإبتدائية وعودة إلى الماضي فقد كان أطفال رياض الأطفال والمراحل الدنيا في المدارس الابتدائية
ينشدون: "صاح الديك فوق السور"
كوكو .. كوكو بان النور
واليوم.. وبفعل الغزو الفكري ودخول القنوات الفضائية الى داخل بيوتنا اصبحت طالبات المراحل الابتدائية يؤدين اغنيات "هيفاء
وهبي" و"اليسا" مع براعة فائقة في تقليد حركاتهن ومحاكاتهن. اجتمعت المعلمتان "فاطمة" و"هاجر" واخذت كل واحدة منهن
تعلق على انطباعها عن طالبات الصفوف الدنيا فقالت المعلمة فاطمة: دخلت حصة احتياط لدى طالبات الصف الثاني ابتدائي وفي
محاولة لشغلهن وقضاء الوقت في تسليتهن طلبت منهن ان ينشدن انشوة.. فقامت بين طالبات الفصل مباراة فيمن تؤدي اغنية
"الواوا" لهيفاء وهبي مع ملاحظتي انهن ادين حركاتها بمهارة!! ناهيك عن أدائهن لأغاني "اليسا".. و"دومينيك" و"روبي"
و"دانا"!!
تقليد الأغاني
اما المعلمة "هاجر" فتقول: حكايتي كانت أشد غرابة فقد سمعت في حصص الاحتياط وفي ساحة المدرسة وشاهدت الصغيرات
وهن يقلدن حركات واغاني لمغنيات الاغاني الهابطة التي باتت تملأ القنوات الفضائية وتهاجمنا من كل حدب وصوب.. ولكن
الادهى والامر انني دخلت الى طالبات الصف الثاني ابتدائي شعبة "ج" وسمعت منهن طلبا غريبا حيث طلبن مني اداء اغنية "
الواوا" لهيفاء وهبي.. بصوتي. واجبتهن بأني لا اعرف كلمات الاغنية فقالت احداهن: طالبات فصل ثاني ابتدائي "ب" قلن
لنا انك "يا ابلة هاجر" غنيت لهن "بوس الواوا" مع الرقص. وبانفعال تقول المعلمة هاجر: لم يحدث ذلك الأمر ولم ادخل
اصلا لفصل ثاني ابتدائي "ب" كمعلمة احتياط ابدا.. واخشى ان يصل ذلك الكلام الى مديرة المدرسة فتظن بي سوءاً..
وتستطرد المعلمة هاجر قائلة: الاحظ ان بنات المرحلة الابتدائية الآن لم يعدن كما كنا سابقاً فالاعلام والاغاني الفاسدة وستار
أكاديمي تؤثر عليهن وعلى شخصياتهن بشكل واضح!!
أهمية التربية
الدكتورة هدى عبدالرحمن احمد المشاط "دكتوراه في علم النفس والصحة النفسية" تعلق على الموضوع قائلة ان التربية هي
اساس كل شيء فلو كان الانسان قد نشأ في اسرة سوية تلتزم بآداب الاخلاق وتطبق المبادئ الاسلامية مع متابعة الاطفال في
مراحل نموهم فسوف يؤدي ذلك بلاشك الى مردود ايجابي في نمو وتربية الطفل تصديقاً لقول الشاعر: إذا كان رب البيت بالدف
ضاربا فشيمة أهل الدار كلهم الرقص وقد قال الرسول الكريم "كل مولود يولد على الفطرة.. فأبواه يهودانه او يمجسانه او
ينصرانه". ولاشك ولا اختلاف في هذا المبدأ ولا غرو ان نجد ان الاطفال يتشدقون باغاني هيفاء واليسا والاولى والاجدر ان
يلتزم الطفل في هذه المرحلة ان يحفظ القرآن الكريم والاناشيد الاسلامية فالطفل او الطفلة في هذه المرحلة شديد الارتباط ببيئته
وكلما كانت تلك البيئة تثري اخلاقهم وتدعم سلوكياتهم كان المردود ايجابيا.. والعكس صحيح.
تأثير القنوات
اما الاستاذة سميرة محمد الخطيب "ماجستير تربوي" فقد علقت على الموضوع بقولها: ان تأثير القنوات الفضائية لا تقتصر
سلبياتها على الاطفال فقط.. ولكن في فترة التربية العملي لطالبات الكليات.. وباعتبار اننا نشرف عليهن في تلك الفترة ترد
الينا احيانا من ادارة المدارس التي تستقبل طالبات الكليات او "معلمات الغد".. بانهن يرقصن ويغنين ويقمن بعمل مخالفات لا
تتناسب مع دورهن التربوي مستقبلاً. وجميعنا يعلم ان المعلمة أم وقد قال الشاعر: "والامهات اذا ما كن في سفه فأحكم على
الجيل ان النقص حاديه" وتستأنف الاستاذة سميرة الخطيب حديثها قائلة: ان ما يعانيه عالمنا اليوم من تدهور اخلاقي لدى بعض
الشباب والشابات وانكباب على الرذائل ما هو الا نتيجة حتمية بسبب غفلة البشرية عن خالقها وبعدها عنه سبحانه وتعالى لكن ما
يؤلم المرء اكثر هو بدء انتشار تلك الظواهر بين الاطفال للاسف الشديد. اطفالنا هم اكبادنا تمشي على الارض.. هم عدة
المستقبل ورجال ونساء الغد. وكثيرا ما نسمع هؤلاء الصغار وهم يرددون بكل براءة وفرح وسرور اغان ماجنة لا معنى ولا
قيمة لها. انهم يحفظونها اكثر من دروسهم المقررة عليهم في المدرسة وتعددت الاسباب في ذلك ما بين انتشار الفضائيات
المتخصصة في عرض تلك الاغاني والكليبات الماجنة وقد يكون هناك عاملا آخر يساند العامل الاول وهو ترك الحرية للصغار
فينتقلون من محطة لاخرى ويشاهدون ما يشاءون دون رقيب!! ولعله بعد الوالدين وتقصيرهما تجاه ابنائهما وذلك بانشغالهما الدائم
بالكد والبحث عن لقمة العيش؟ جميعها قد تكون اسبابا وراء هذه الظاهرة "ظاهرة حفظ الاطفال لتلك الاغاني الخليعة التي لا
يفقهون معناها.. ولا تتناسب مع طفولتهم البريئة".
غرس القيم
وحبذا لو فتحنا اعين اطفالنا على كلمة "لا اله الا الله محمد رسول الله" وعلى اداء الصلوات الخمس منذ سن السابعة فلو
غرسنا فيهم منذ الصغر روح الخشوع والتقوى وحب الله وانبيائه وكلامهم المتمثل في القرآن الكريم وكلام نبينا محمد في السنة
المطهرة لاصبح الخشوع والحياء خلقاً اصيلاً في نفوس أطفالنا.. وعلى الآباء والامهات والمربين مساعدة ابنائهم الصغار على
التمييز بين ما هو مسموح لهم رؤيته وسماعه وبين غير المسموح كما ان القدوة تتمثل في الوالدين ولذلك تنصح الاستاذة
والتربوية سميرة الخطيب كل الآباء والامهات والمربين ان يكونوا قدوة حسنة لابنائهم وبناتهم وتشجيعهم على حفظ كتاب الله
واحاديث رسوله الكريم ومتابعة القنوات الفضائية المفيدة بدلاً من اهدار واستنزاف قدرة الاطفال على الحفظ في حفظ كلام لا قيمة
له ولا معنى.

http://www.albilad-daily.com/files/t...ah/main.html#5