ظاهرة ملفتة تتكرر كل عام في أول يوم دراسي
تسابق طلاب على الجلوس في مقدمة الفصول والزوايا الخلفية

الرياض: معيض الحارثي
يتسابق الكثير من الطلاب والطالبات في اليوم الأول من الدراسة من كل عام على اختيار مقاعدهم داخل الفصول الدراسية, ففي حين يحرص الكثير من الطلاب المتفوقين على الجلوس في مقدمة الفصول, يتسابق الطلاب المهملون وغير المبالين على الجلوس في مؤخرتها, ويصل الأمر ببعضهم إلى حد الشجار مع زملائهم للظفر بالمقاعد الخلفية لا سيما في الزوايا.
وتبدو هذه الظاهرة بصورة جلية في إسراع الطلاب على الدخول في الفصول الدراسية والجلوس بسرعة على الكراسي والطاولات في المواقع التي يختارونها والتسمر فيها طوال اليوم وكتابة أسمائهم عليها وإشهاد زملائهم بأن هذه مقاعدهم ويصل الأمر بالكثير من الطلاب إلى عدم الغياب في اليوم الأول ومحاولة الدوام مبكرا والوقوف في مقدمة الطابور حتى يتسنى لهم الظفر بالمقاعد التي يرغبونها.
وبسؤال عدد من الطلاب عن هذه الظاهرة التي تتكرر في أول يوم من كل عام دراسي, أجابوا بأن الكثير من الطلاب المتفوقين يبحثون عن المقاعد الأمامية القريبة من السبورة لرؤية ما يدونه المعلمون وسماع شرحهم بوضوح والتنافس فيما بينهم على تدوين كل شاردة وواردة يذكرها المعلم, ويعتبرون أن جلوسهم في المقاعد الأمامية يحفزهم على الجد والاجتهاد, فيما يختار الطلاب المهملون مؤخرة الفصول للابتعاد قدر الإمكان عن أنظار المعلمين وذلك للخلود للنوم في حال انقضى الوقت المخصص للشرح, ولكي يكونوا في مأمن بعض الشيء في حال أحضروا بعض الممنوعات داخل الفصول كالمأكولات والمشروبات والجوالات وغيرها, وعادة ما يتمسك كل طالب بمقعده الذي اختاره داخل الفصل رغم أن المقاعد تخضع لبعض التغييرات من قبل إدارة المدارس والمرشدين الطلابيين كأن يقوموا بتقديم الطلاب ضعاف السمع والبصر ليتمكنوا من سماع شرح المعلمين ورؤية ما يدونونه على السبورة.
وذكر الطالب نايف السبعان أنه في بداية كل عام دراسي يتسابق مع زملائه على اختيار المقاعد الأمامية داخل الفصل لكي يستمع لشرح المعلمين بوضوح ويشاهد ما يدونونه على السبورة, مشيرا إلى أن الكثير من الطلاب يتجنبون الغياب في أول يوم دراسي لكي يحصلوا على المقاعد التي يرغبون الجلوس فيها.
ويضيف الطالب عمر مبارك الدوسري أنه بالإضافة إلى تميز المقاعد الأمامية للفصول بقربها من المعلمين أثناء الشرح ورؤية الوسائل التعليمية وقربها من السبورة خاصة لضعاف البصر إلا أن لها مميزات معنوية حيث إنه من المتعارف عليه أن الطلاب الذين يجلسون في المقاعد الأمامية (دوافير) أي متفوقون, وبالتالي يضطر الطالب الذي يجلس في الأمام إلى الجد والاجتهاد والتنافس مع زملائه الذين يجلسون بجواره للحصول على درجات عالية.
أما الطالب مسفر .أ فاعترف بحرصه الشديد على الجلوس في الزاوية الخلفية للفصل, وقال إنه طوال حياته الدراسية يجلس في مثل هذا المكان ويستحيل التخلي عنه حتى لو وصل به الأمر إلى تهديد زميله الذي يجلس فيه أو مضايقته حتى يخليه قسرا, وبسؤاله عن سر اختياره لهذا المكان أجاب بأنه موقع مميز جدا كونه يأتي في مؤخرة الفصل بعيدا عن أنظار المعلمين لكي يتجنب أسئلتهم أثناء شرح الدرس وليستطيع النوم بعد انقضاء الشرح, كما أنه في بعض الأحيان يقوم ب*** المأكولات والمشروبات الخفيفة ويستغل غفلة المعلمين لتناولها.
أما الطالبان: سلطان عايض الحارثي ومحمد الدريهم، فأكدا أنهما دائما ما يختاران المقاعد المواجهة للمكيفات خاصة في فصل الصيف, مشيرين إلى أنهما في بعض الأحيان يتبادلان المقاعد مع زملائهم الذين يجلسون في مؤخرة الفصل للخلود للنوم بعد انقضاء الشرح ولكي يكونوا بعيدين عن أنظار المعلمين وبقية زملائهما في حال تناولا المأكولات والمشروبات داخل الفصل.
أما الطالب محمد الراجح فقال إنه يختار مؤخرة الفصل كونه عريف الفصل لكي يكون جميع الطلاب أمام ناظريه ويستطيع رؤية المشاغبين منهم, كما أن المقاعد الخلفية تعطي أصحابها هيبة كبيرة لأنه من المتعارف عليه لدى طلاب الفصل أن من يجلس في المؤخرة هو الأكبر والأقوى وبالتالي يكونون هم المتحكمين في الفصل ولا يستطيع الطلاب الآخرين التعرض لهم.
وبسؤال عدد من مديري المدارس والمرشدين الطلابيين عن كيفية توزيع الطلاب داخل الفصل الدراسي أكدوا أنه من حق الطالب الجلوس في المقعد الذي اختاره عند دخوله للفصل في أول يوم دراسي, إلا أنه في بعض الأحيان يتم تقديم الطلاب ضعاف السمع والبصر ليكونوا قريبين من مقدمة الفصل لسماع شرح المعلمين ورؤية ما يدونونه على السبورة ويتم ذلك بالتنسيق مع زملائهم في الفصل، بحيث يكون كل طالب راضيا عن مقعده الذي يجلس فيه.