--------------------------------------------------------------------------------

بعد حوار للأخير في صحيفة "السياسة" الكويتية
مفتي السعودية يرد على اتهامات الرفاعي لابن باز والعثيمين بالتطرف ويصفها بغير المبررة



الطائف: واس
صدر عن سماحة المفتي العام للمملكة العربية السعودية رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء ال*** عبدالعزيز بن عبدالله آل ال*** البيان التالي ردا على المقابلة التي نشرتها إحدى الصحف الكويتية بتاريخ 29 ربيع الآخر 1427هـ وتضمنت هجوما شنيعاً وغير مبرر على ال***ين عبدالعزيز بن باز ومحمد بن عثيمين رحمهما الله.
وقال المفتي في بيانه "الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد، فقد اطلعنا على مقابلة صحفية مع وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الأسبق في دولة الكويت المفكر الإسلامي يوسف بن هاشم الرفاعي في صحيفة السياسة عددها رقم "68431" والصادر يوم السبت29 ربيع الآخر 1427هـ الذي يوافقه 27 مايو 2**6م.
وكان مما لفت الانتباه وحز في الخاطر كثيرا هجومه الشنيع وغير المبرر على عالمين من أعلام هذه الأمة هما سماحة ال*** الإمام عبدالعزيز بن باز - رحمه الله - وسماحة ال*** العلامة محمد العثيمين - رحمه الله - ولفق عليهما تهما كاذبة مزورة ولبس على الناس في شأنهما.
ولما وقفت على ذلك رأيت لزاما علي الذب عنهما صيانة لعرضهما وأداء لحقهما بعد موتهما وأيضا بيانا للحق وإظهارا له ودحرا للباطل وردا له على قائله، فأقول مستعينا بالله عز وجل:
إن ما نقمه الرفاعي على ال***ين جملة مزاعم وهي على قسمين:
القسم الأول: أمور اتهمهما بها كذبا وبهتانا وهما لم ولا يقولان بها وهي:
1- قوله: إن ابن باز يعتبر أن من يحتفل بالمولد مشرك فهذا تطرف.
2- قوله: ويقول إن من يحتفل بالإسراء والمعراج مشرك فهذا أيضا تطرف.
3- قوله: من ذهب ليزور المسجد ليزور النبي صلى الله عليه وسلم فسفره معصية.
4 - قوله عنهما رحمهما الله: ألم يقولا إن الوقوف أمام قبر النبي صلى الله عليه وسلم والدعاء شرك.
5- قوله عن كتبهما: وكتب من يطلقون عليهم أئمة هي كتب تكفير وتشريك.
6- قوله: وهؤلاء الجماعة جهلة ويتبعون ابن باز ويقولون عنه إنه إمام من الأئمة رغم أنه أنكر أن الإنسان وصل إلى القمر وقال إن الأرض ليست كروية وأصدر كتابا في ذلك وقال لم أصدق الوصول إلى القمر ولم يصدق ذلك إلا عندما صعد الأمير سلطان مع الرواد الذين ذهبوا إلى القمر وبعدها صدق وقال طالما أن الأمير سلطان رأى بعينه فهذا الكلام يعتبر حقيقيا. على اعتبار أن بعضهم كان يردد الآية "لا تنفذون إلا بسلطان".
وللجواب عن هذه الافتراءات نقول ابتداء "سبحانك هذا بهتان عظيم" ثم لو كان هذا الكلام صادرا من غر جاهل لا يزن الأمور ولا يعرف المآلات ولا يحسن أدب الخلاف ولا يعرف عاقبة من يفتري الكذب ويؤذي عباد الله المؤمنين أقول لو صدر الكلام من مثل هذا الغر الجاهل لهان الأمر لكن هذا الكلام صادر من رجل كان في يوم من الأيام مسؤولاً كبيراً في الدولة ومنتسباً للعلم وله اطلاع على كتب العلماء وكان المؤمل فيه أن ينصب نفسه للدفاع عن علماء الحق لا أن ينتصب للطعن فيهم بالباطل ولنأتي على مطاعنه فقرة فقرة:
1- أما الزعم بأن ال*** ابن باز - رحمه الله - يرى أن من يحتفل بالمولد مشرك فهذا كذب عليه رحمه الله وقد ألف رسالة في حكم الاحتفال بالموالد النبوية وغيرها بين فيها أنها بدعة واستدل لذلك بأدلة قوية يطمئن إليها قلب المؤمن المتجرد وكان مما قال رحمه الله "الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه أما بعد.. فقد تكرر السؤال من كثير عن حكم الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم والقيام له في أثناء ذلك وإلقاء السلام عليه وغير ذلك مما يفعل في المولد؟ والجواب لا يجوز الاحتفال بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم ولا غيره لأن ذلك من البدع المحدثة في الدين لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يفعله ولا خلفاؤه الراشدون ولا غيرهم من الصحابة رضوان الله على الجميع ولا التابعون لهم بإحسان في القرون المفضلة وهم أعلم الناس بالسنة وأكمل حبا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ومتابعة لشرعه ممن بعدهم. وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" أي مردود عليه وقال في حديث آخر "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة" ففي هذين الحديثين تحذير شديد من إحداث البدع والعمل بها وقد قال سبحانه وتعالى في كتابه المبين: "وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا" وقال عز وجل: "فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم". وقال سبحانه: " لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا" وقال تعالى: "والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم" وقال تعالى:" اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا". والآيات في هذا المعنى كثيرة وإحداث مثل هذه الموالد يفهم منه أن الله سبحانه لم يكمل الدين لهذه الأمة وأن الرسول عليه الصلاة والسلام لم يبلغ ما ينبغي للأمة أن تعمل به حتى جاء هؤلاء المتأخرون فأحدثوا في شرع الله ما لم يأذن به زاعمين أن ذلك مما يقربهم إلى الله وهذا بلا شك فيه خطر عظيم واعتراض على الله سبحانه وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم والله سبحانه قد أكمل لعباده الدين وأتم عليهم النعمة.