تعقيباً على موضوع «التنظيم الحركي وسرية المراكز الصيفية»:
المراكز محاضن خير للشباب ووقاية لهم من الضياع والانحراف
عبدالرحمن التميمي
في الآونة الأخيرة، وفي مثل هذه الأيام من كل صيف أخذت تصدر من فئة أصوات نشاز تشن هجوماً غير مبرر ولا نصيب له من الحقائق على أرض الواقع من دون أي دليل على المراكز والنوادي الصيفية التي تحتضن الطلاب والشباب في وقت فراغهم الطويل في الإجازة، وتمدهم بكل ممتع ومفيد وإنه ليبلغ بالعاقل أشد العجب من هؤلاء حين يبالغون في شن هذه الحملة الظالمة ضدها وضد القائمين عليها حتى صورها بعضهم أعظم خطراً على الأمة وشبابها من المخدرات حيث يصفونها في بعض وسائل الإعلام بأنها شر داهم وخطر موقوت لأنها مكان لتفريخ الإجرام والتطرف وبثهما ودعمهما، وأنها أصبحت مجرد منابر خاوية للوعظ والواعظين وتحارب الثقافة والمثقفين وغير ذلك من هذا المنطلق المنكوس، متظاهرين بالحرص والتباكي على شبابنا وفلذات أكبادنا من هذا الخطر.
ومن ذلك ما كتبه د. إبراهيم بن عبدالله المطلق في جريدة الرياض عدد (13903) في 1427622ه بعنوان (التنظيم الحركي وسرية المراكز الصيفية) وهو عنوان خطير تضخيمي ولكنه كالبالونة أو الدخان عند كل من يعرف الحقائق عن نشاط هذه الأندية وبرامجها حيث صنف الناس من المسؤولين عنها في الوزارة وإدارات التعليم والقائمين عليها وقسمهم إلى ثلاثة أقسام من عندياته، ووصفهم بأوصاف جائرة، وكأن هذه النوادي تمارس نشاطها في سراديب مظلمة مجهولة أواخر الليل.
حيث زعم أن القسم الأول منهم يعمل لتنظيم معين ويجند الشباب على أفكار معينة وخطط خطيرة معتمدين على السرية التامة في برامجهم ونشاطهم ويمنعون أولياء أمور الشباب من الاطلاع عليها ، وأن القسم الثاني جفاة ضد الدين وتعاليمه يقوم منهجهم على الجفاء الخالص وأن نواديهم محاضن للتكفير وتلقين الأفكار المسمومة وتأصيل الأفكار الحزبية الوافدة وأن هؤلاء لا يقلون خطراً عن سابقيهم إلا أن الصنف الأول يحمل فكراً حزبياً بدعياً وافداً وهذا الصنف يحمل فكراً وافداً للتنكر للدين وتعاليمه ، وأما القسم الثالث فهم على زعمه من يحتاجون إلى معالجة الأخطاء الخطيرة !! وأهمها لديه اختيار القائمين عليها ونوعيتهم وعدم انتسابهم للصنفين السابقين.
وإلا فإنها بوضعها الحالي في رأيه لن تحافظ على الشباب وعدم انحرافهم الفكري والسلوكي حيث إن هناك لوبيا حركيا عاما خطيرا خفيا يدفع إلى التحرك السريع والتسلط على هذه النوادي إذا لم تحقق هدفاً واحداً من أهدافهم وتخدم تنظيمهم ورموز أفكارهم وأن هذه المراكز قد غيرت فقط قميصها الخارجي إلى اسم الأندية في محاولة لذر الرماد في العيون من قيادي التنظيم الحركي كما ذكر. وهنا يجدر ملاحظة أمرين مهمين جداً إزاء ما أورده من تلك المزاعم الآثمة لجأ إليهما المذكور هداه الله علها تغنيه من الحق شيئاً لذر الرماد في العيون : تلك التقسيمات والأوصاف الخطيرة التي جادت بها مخيلته والأحكام الجائرة التي بناها عليها:
الأمر الأول: أن مستنده ودليله على ذلك كله فقط هو ما قال له شخصان من الناس عنها، أما أحدهما فذكر له أنهم لم يقبلوا أبناءه في النادي وأن المسؤولين عنه قابلوه بالمماطلة ثم بالرفض لاكتمال العدد وأثار المطلق تساؤلاً حول ذلك وأجاب عليه بنفسه حيث تبين له أن عدم قبولهم لأن هذا الشخص من الموالين للدولة وأن أبناءه سينقلون له ما يجري فيه ومن ثم سيفضحهم ويكتب تقارير عنهم للجهات المختصة بصفته جاني أو جامي اللقب حسبما ذكر!! وأما الآخر فذكر له أنهم لم يقبلوا أحد أبناء أقاربه ولما أراد وليه دخول النادي منعوه فذكر لهم بأنه للشباب وليس للنساء يمنع فيه الاختلاط فقوبل بالغضب والطرد من الموقع فتساءل كيف نسلم أبناءنا لمحاضن تعتمد السرية في نشاطها وبرامجها وأن هذا النادي مثال على ذلك وليس الوحيد ؟! هذان الشخصان المجهولان اللذان لا يعرفان إلا في مخيلته هما دليله فقط على كل ما أورده من اتهامات وما بنى عليها من أحكام رغم خطورتها.الأمر الثاني: أنه لما رأى تخاذل مقولته تلك نسبها للناس محاولاً الانسلاخ منها والله يعلم أنها ليست إلا من نسج خياله، ثم إنه لم يكتف بما سبق بل أضاف من تخيلاته ومزاعمه أن هذه النوادي لا تستضيف كبار العلماء مثل المفتي العام وأن أعضاء هذا التنظيم الحركي فيها يتخذون في النهاية قاعدة (علي وعلى أعدائي) منهجاً لهم إذا يئسوا من تحقيق مطالبهم.
وحيث إنه إزاء كل هذه المفتريات والأباطيل والتجني الآثم من هؤلاء وإن كانوا شرذمة ضد المراكز والنوادي الصيفية والقائمين عليها وما يريدون إلصاقه بها خلافاً للحقائق الدامغة فإنه لا يجوز السكوت أو التغاضي عنهم وما ينفثونه حتى لا تقوم لهم بهذا الشر قائمة لذلك فإننا نجمل الرد عليهم في جميع ما يثيرونه حول هذه الأندية والقائمين عليها من غبار وأوهام بالحقائق والبراهين الدامغة والتي لا يسع كل مطلع على برامجها وأنشطتها المفتوحة لشبابنا وللجميع إلا أن يقررها بحمد الله حتى يطلع عليها الجميع ومن ذلك:
أولاً : أن هذه المراكز والنوادي الصيفية بريئة تماماً من كل هذه الأباطيل والاتهامات لمخالفتها للواقع والحقائق وأنه ليس لدى هذه الفئة أي دليل أو برهان يستطيعون به إثبات واحدة من هذه التهم التي يذكرونها فهذه المراكز أصبحت بحمد الله ورغم كل ماقيل عنها محاضن تربوية آمنة ترعى شبابنا في إجازة الصيف يستمتعون فيها بقضاء أوقات هذا الفراغ الطويل ويستغلون فيها نشاطهم بكل ممتع ومفيد لهم ولأمتهم دنيا ودين في جو تسوده الألفة وروح التعاون والمحبة والأخوة والمتعة على مختلف مستوياتهم بما يناسب كلاً منهم ورغبته وهوايته ما بين مسابقات مختلفة وبرامج ومناشط ثقافية وفكرية وعلمية ورياضية وكشفية وفنية ومسرحية هادفة بعيدة عن الإسفاف يجنون من ذلك بالإضافة للمتعة واستغلال الفراغ فوائد متعددة وخبرات ومهارات متنوعة بجانب ما يقام لهم فيها من دورات تدريبية متنوعة في الحاسب الآلي وغيره بما يصقل مواهبهم وينمي أفكارهم ويفتح لهم آفاق المستقبل، وأبوابها مفتوحة للجميع ونشاطاتها وبرامجها معلنة يتاح للشباب والطلاب على مختلف مستوياتهم ممارستها على اختلافها وتنوعها بما يتناسب ويتوافق مع رغبة كل منهم وميوله وهوايته، كما يتم إفساح المجال لهم للمشاركة في اقتراح البرامج والأنشطة والتخطيط لها لتدريبهم على ذلك وحب الإقدام والمبادءة علاوة على تنفيذها ومزاولتهم لها لأنهم المعنيون بها بهدف استفادتهم على أكبر قدر فيها .ويكسبهم مهارات نافعة وينمي قدراتهم ومواهبهم ويفتح لهم آفاق المستقبل والتطلع لحياة كريمة بكل ما يثري معلوماتهم ويفتح أذهانهم وينمي تفكيرهم وإبداعهم بخبرات متنوعة. لقد أثبت الواقع الذي لا مراء فيه أنها بتوفيق الله أنجح الأفكار والبرامج التي نفذت لشبابنا لاستثمار فراغهم الطويل في إجازة الصيف وأنها نجحت في إخراج الطلاب من جو العام الدراسي الرتيب إلى عالم من المتعة والترفيه والفائدة بكل ما يحفظ عليهم وقت فراغهم حتى لقد أصبح الإبداع والتجديد في البرامج سمة من سماتها كل عام من قبل القائمين عليها رغبة في تطويرها والتنويع فيها وزيادة رغبة الطلاب فيها وإقناعهم ولا أدل على ذلك من استحداث أنشطة جديدة كبرنامج (تداول) وبرنامج (جسور التواصل) بين النادي الصيفي وشرائح المجتمع المختلفة في الحي ومشاركتهم من أولياء أمور وغيرهم في برامج موجهة لهم للتفاعل والتواصل مع أبنائهم تتضمن كثيراً من المسابقات والجوائز للجمهور وغير ذلك من أنشطة تتجدد كل عام وهذه مجرد أمثلة وليست للحصر . وكل هذه البرامج والأنشطة تتم في ظل إشراف وانضباط ومتابعة من المسؤولين عنها في إدارات التعليم والوزارة .
ثانياً: أنه قد أشاد بواقع هذه المراكز والنوادي الصيفية ونشاطها المختلف لاحتضان الشباب في الصيف كل من تم دعوتهم لإلقاء محاضرات فيها أو كلمات توجيهية أو لزيارتها وأبرزوا أهميتها البالغة في هذا الأمر سواء من علماء البلاد المعتبرين أو المسؤولين والأخيار المنصفين من القطاعين العام والخاص في الدولة من الحريصين على مصلحة الأمة وشبابها وعلى رأسهم سماحة المفتي العام وأقوالهم في ذلك مثبتة ومسجلة في أكثر من مناسبة وردوا فيها على تلك المزاعم الظالمة ضدها ودحضوها وأثنوا على جهود القائمين عليها ومساعيهم الخيرة وشكروهم عليها داعين الله لهم العون والتوفيق.
هذا من جهة ومن جهة أخرى فقد أشاد بها المسؤولون في وزارة التربية والتعليم وإدارات التعليم وعلى ثقتهم في نوعية القائمين عليها الذين أصبح يتم اختيارهم لها من نخبة التربويين ذوي السمعة الطيبة والخلق والاستقامة والجدية والتضحيات لأنهم يقدرون هذه المهمة الكبيرة وأمانة مسؤوليتها أمام الله قبل كل شيء مؤثرينها على التمتع بإجازتهم في الصيف وراحتهم وسفرهم مع أهليهم وعلى شؤونهم الخاصة رغم أنهم مع ذلك كله متطوعون لهذا العمل محتسبون من دون مكافأة أو مقابل مادي والموقف يستوجب شكرهم.
ومن جهة ثالثة فقد أشاد بها الطلاب الذين تمت مقابلتهم في الصحافة وغيرها في عدد من النوادي وذكروا استفادتهم المتنوعة الكبيرة منها التي لا تقدر بثمن مادي وتمنوا أن يطول عملها في الصيف أكثر وأن يدعمها كل قادر وأن تغطيها وسائل الإعلام أكثر لما لمسوه فيها من الفوائد الكثيرة.
ثالثاً : يتساءل كل محب لهذا الوطن حريص على شبابه ما الذي أغاض هذه الفئة وحملها على إطلاق هذه المزاعم الظالمة الخطيرة ضد القائمين عليها.
ونقول لهم الأمر كما ذكرتم وكما تقرر من الحقائق ليس عليها أدنى لبس أو غبار ولكن بعضهم قد ألمح وصرح بعضهم الآخر عن سبب هذه الحملة الظالمة ضدها وما أغاظهم منها وأنه ليس هناك إلا ما سبق تقريره من نوعية القائمين عليها وما ذنبهم إلا أنهم يتم اختيارهم حسب المعايير التي سلف ذكرها من قبل المسؤولين في الوزارة لإدارة ورعاية هذه المراكز حيث انضبطت بعد التركيز على هذا الاختيار بسياج الأخلاق والفضيلة والآداب وانتفت عنها المفاسد والسلبيات التي كانت تحصل في بعضها فقط ولا شيء غير ذلك فلم يستطيعوا إثبات أدنى دليل وحجة لهم في ذلك غيره. والله المستعان.
رابعاً: ألا يعلم هؤلاء الذين يطلقون هذا الكلام الخطير من دون أدنى دليل أو رعاية أنه يترتب عليها أمر خطير آخر وذلك أن في هذه المفتريات اتهام للدولة وفقها الله التي أمرت بإقامة هذه المراكز والنوادي ودعمتها واتهام لوزارة الداخلية المعنية بحفظ الأمن في هذه البلاد وجهودها كيف لا تعلم عن هذه المراكز شيئاً وأمرها معلن مكشوف وإن كانت تعلم فكيف تسمح لها وتقرها على هذه المفاسد التي يذكرونها ضدها من سنين وتتركها تزاول نشاطها !!! كما أنه اتهام للمسؤولين عنها في وزارة التربية والتعليم وإدارات التعليم الذين اختارتهم الدولة لمثل ذلك وكل هذا لا بد أن يؤخذوا به بموجب مقولاتهم تلك مهما حاولوا التملص منها .
خامساً: ومعلوم أننا وكل منصف *****ئولين عن هذه المراكز والقائمين عليها لا ندعي أنها بلغت الكمال. لا، بل هي في حاجة لدعم كل مخلص ولكل فكر ناضج ورأي سديد ونقد بناء لتطويرها ، والقائمون عليها يرحبون بمثل ذلك وأبوابهم طوال الصيف وفي الإدارات طوال العام مفتوحة ويمكن تقديم ذلك لهم شفاهة أو كتابة أو في وسائل الإعلام بغير هذا المنهج الظالم والتشهير والإرجاف زوراً وبهتاناً خلافاً لما فعله غيرهم من الناصحين حقاً وفقهم الله.
سادساً: وهذا أمر هام في الموضوع يجب أن يتنبه له الجميع وهو أنه لو أجيب هؤلاء لدعواتهم ومزاعمهم وتم إغلاق هذه المراكز وإقفال أبوابها في وجوه الآلاف من شبابنا فما هو البديل الذي يريدونه لشبابنا؟ إن الجواب الذي يفرض نفسه لا محالة ولا محيد عنه أن البديل هو إهمال الشباب خلال فترة الصيف وتركهم نهباً لمجالات الضياع والفساد وأوكار الانحراف والإجرام المتعددة تتخطفهم من كل جانب وما أكثرها اليوم في هذا الزمن. ولكننا على يقين بأن الله سيرد المطالبين باغلاق المراكز الصيفية على أعقابهم ويخيب ظنون أصحابها فقد سارت بحمد الله وتوفيقه قافلة الخير تتوسع كل عام وينتظم في هذه المراكز المزيد من الشباب حيث تم هذا العام في مدينة واحدة فقط افتتاح (79) نادياً صيفياً التحق بها أكثر من (49) ألف طالب.
وقد أقيم في الرياض حفل ختامي رائع كبير لمراكزها على شرف سمو نائب أمير المنطقة حضره كثير من رجال الدولة ومسؤوليها والعلماء وعلى رأسهم معالي وزير التربية والتعليم ونوابه ووكلاء الوزارة وجمع غفير من أولياء أمور الطلاب وغيرهم .
سابعاً: وأخيراً وبعد إيضاح ما تقدم كله بالأدلة الدامغة على فساد توجه هؤلاء النفر في مقولتهم وما يترتب عليها من آثار خطيرة من جميع الوجوه فإنه لا يسعنا إلا أن نوجه لهم النصيحة الخالصة رحمة بهم وشفقة عليهم فهم اخواننا نحبهم في الله ونكره جورهم وتجنيهم وعدوانهم في مقولتهم الآثمة ونرجو لهم مراجعة جادة لأنفسهم تهديهم الطريق المستقيم في هذا الأمر وغيره وتبصرهم بالحق واتباعه وتورثهم الخشية من الله وشديد عقابه وسطوته فإن أخذه أليم شديد.
وفي الختام.. فإننا نود أن ننوه بأن المسؤولين عن هذه المراكز والمشرفين والقائمين عليها يوجهون الدعوة الكريمة لكل مواطن محب لبلده وشبابه وغيور على مستقبله عالمٍاً كان أو مسؤولاً أو مثقفاً أو رجل أعمال أو إعلامياً أو غيرهم لزيارة هذه النوادي والمراكز الصيفية فأبوابهماً مشرعة ليقف بنفسه ويطلع عن كثب على الحقائق.
|
|
المفضلات