مع بداية كل عام دراسي جديد توجه وزارة التربية والتعليم آلاف المعلمين الجدد إلى إداراتها في مختلف المناطق والتي ترسلهم بدورها إلى مدارسهم في المدن والقرى والهجر، ومن ثم تبدأ رحلة المعلمين الجدد المعينين في المناطق النائية وسط كثير من العوائق التي تنهي فرحتهم بالتعيين سريعا.
"الوطن" استطلعت آراء العديد من أولئك المعلمين حول أبرز العوائق التي تواجههم بعد تعيينهم، فكانت إجاباتهم متفاوتة ومختلفة في دليل واضح على كثرة العوائق التي تواجه المعلمين الجدد كل بحسب رؤيته.
المعلم تركي الشهري يلخص أهم العوائق التي تواجه المعلمين الجدد في تعيينهم في مناطق نائية تفتقر إلى الخدمات الأساسية وذات طرق وعرة تجعل من رحلة الذهاب والعودة إلى المدرسة رحلة عذاب يومية، ترهق المعلم ماديا وجسديا ومعنويا بشكل يؤثر على عمله.
أما المعلم علي الزهراني فيرى أن هناك فئة من المعلمين الجدد هم من ذوي الدخل المحدود وظروفهم المادية صعبة جدا ومع ذلك نجد أنهم يعينون في مناطق بعيدة عن المناطق التي يرغبونها مما يتسبب في إرهاق ميزانياتهم، فضلا عن بعض المعلمين الذين يعولون أسرهم ثم يتم تعيينهم في مناطق بعيدة عنهم مما يستوجب منهم مراجعة لجان الظروف الخاصة التي قد تستجيب لظروفهم وقد لا تفعل.
من جهته قال المعلم خالد فرحة إن تكليف المعلمين الجدد بتدريس مواد ليست من تخصصهم يتسبب في إرباكهم إذ إن عليهم تدريس هذه المواد بكل كفاءة فأي تقصير منهم سيعرضهم للوم من قبل مديريهم ومشرف تلك المواد، بغض النظر عن أنها في غير تخصصاتهم، وهذا يتسبب في إحباطهم نفسيا وهم في أول الطريق.
في مقابل المعلمين الجدد أوضح المعلم صالح الغامدي، وهو من قدامى المعلمين، أن أبرز المعوقات التي تواجه المعلمين الجدد استغلال بعض مديري المدارس لجهل المعلمين الجدد بالأنظمة واللوائح وتكليفهم بأعمال ليست من صميم مسؤولياتهم، مثلما حدث من أحد المديرين عندما أقنع أحد المعلمين الجدد بأنه إذا ما قام بتدريس الصف الأول الابتدائي فسوف يحصل على المميزات التي تمنح عادة لمعلمي الصفوف الأولية، وبعد نهاية الفصل الدراسي فوجئ المعلم بعدم أحقيته لتلك الحوافز وذلك لأن خدمته أقل من سنتين، مما جعل المعلم في حيرة من أمر تكليفه بتدريس الصفوف الأولية على الرغم من أن النظام لا يمنحه أي مميزات في الوقت الذي يوجد معلمون آخرون من القدامى كان يمكن تكليفهم بذلك.