البكر: المنهج في المقررات الدراسية يعامل الطفل وكأنه من العصور الوسطى
في محاضرة شهدت حضورا تربويا وتعليميا
الدمام: عبيد السهيمي
وصفت الأستاذ المشارك في كلية التربية في جامعة الملك سعود الدكتورة فوزية البكر طلاب التعليم العام في السعودية بأنهم مجرد أرقام في المحصلة النهائية للتعليم العالي محذرة من أن ذلك يساهم في خلق طالب لا منتم إلى النظام التعليمي، فتبدأ رغبته في التغيير تقل ولا تتحقق لديه القدرة على الإبداع «وهي من المشكلات التي تواجهها مدرسة اليوم». ووصفت الدكتورة البكر طلاب المدارس في التعليم العام بالمتمدرسين قائلة «جميعنا أصبنا بظاهرة التمدرس» حيث يذهب أبناؤنا إلى المدارس ليصبحوا رهناً للمدرسة كما يصورها علماء التربية.
وتحدثت الدكتورة البكر في محاضرتها عن مصطلح «المنهج الخفي» والذي يقصد به كل القواعد والقناعات والنماذج والقيم التي يتم إرسالها وتحويلها إلى الطلبة عبر القواعد غير المعلنة وغير المكتوبة والتي تعكسها القواعد المدرسية أو الروتين اليومي داخل الإطار المدرسي. فالمنهج الخفي كما تقول البكر يظهر في المبنى المدرسي وفي طريقة المعلمات مع طالباتهن. مضيفة أن الكتاب المدرسي معبأ بالقيم الهائلة الخفية ممثلة ذلك بقطعة من كتاب القراءة في الصف الثالث، والتي ترسل فكرة أساسية هي أن الأم عاطفية بلا عقل ولا تفكير وهي جزء من الثقافة السائدة في النظرة إلى المرأة وتلك القيم تتسرب إلى الطالبة، وهناك العشرات من الأمثلة المختلفة كقصر دور المرأة في المناهج على أعمال منزلية بينما العكس للرجل، مشيرة إلى أن بعض المفردات تتحدث مع الطفل وكأنه من العصور الوسطى، كعبارة «يركب أشعب جملا» «جدار بيتنا من طين» وهذا ما يبعد الطفل عن واقعه ولا يلبي احتياجاته النفسية. وتساءلت البكر خلال المحاضرة التي أقامها قسم المرأة في ديوانية «منبر الحوار والإبداع» في الظهران الخميس الفائت حول كتابها الأخير «مدرستي صندوق مغلق» وحضرها جمع من التربويات قائلة هناك 4 ملايين طالب وطالبة يحركون رؤوسهم وقت الدرس ليس إلا وهذا هو الخطر الحقيقي، مؤكدة أن اتجاهات الطلاب تتشكل من خلال المدرسة «فهي مؤسسة اجتماعية قبل أن تكون تربوية».
وعرجت البكر على المنهج الدراسي الذي أطلقت عليه مسمى «منتج ثقافي» تنتفي الفائدة منه في ظل ثورة المعلومات، حيث تصبح المادة سخيفة وسطحية في نظر الطالب «فطفل الإنترنت والفضائيات يختلف عن طفل الماضي» متسائلة عن هذه الفوضى الهائلة التي تصاحب تغيير المنهج، فمن المفترض أن يتغير المنهج كل خمس سنوات كما يحدث في كل دول العالم سواء في الرياضيات أو العلوم أو المواد الاجتماعية. وتناولت البكر سلطة المعلم في الوقت الحالي والتي رأت أنها «تتعرض لتحديات كبيرة جدا» مرجعة ذلك إلى أهداف المعلم الرئيسية والتي تتمثل في ضبط الفصل دون النظر إلى تهيئة الجو التعليمي والمعرفي لتركيز نشاط الطالب واصفة سلطة المعلم بالمستمدة في الأصل «من نموذج سلطوي تقليدي أبوي».
|
|
المفضلات