يعطيك الف عافيه
|
|
|
يعطيك الف عافيه
|
|
منهج لورا تشابمن في تدريس التربية الفنية
بقلم/ د. طارق قزاز
اهتمت أستاذة الفن وتدريس الفنون بالجامعات الأمريكية لورا تشابمن (Chapman-1985) من خلال منهجها في تدريس التربية الفنية لطلاب المرحلة الابتدائية وبشكل أساسي بالتجربة البصرية، وركزت على الأعمال الفنية والإشارات التي تنبعث منها كرسائل اتصال من خلال العناصر التشكيلية الأساسية مثل الخطوط والألوان والأشكال والملامس... إلى آخره من العناصر التشكيلية، ولكي يتحقق للتلاميذ الوعي بهذه العناصر قامت بتقديمها لهم في إطار تعليمي منظم، حتى يتسنى لهم إنتاج الأعمال الفنية وتذوقها، بمعنى تركيزها على جوانب النقد والتذوق الفني مع الاهتمام بميادين الإنتاج الفني وتاريخ الفن.
وتزعم تشابمن (Chapman-1985) بأن نوعية التعليم التي يتلقاها التلاميذ في المرحلة الابتدائية يجب أن تعمل على تنمية الرغبة طويلة المدى للاهتمام بالفنون، لذلك قامت بتصميم منهج متتابع مع نمو الطلاب في المستويات الستة من المرحلة الابتدائية (من الصف الأول إلى الصف السادس) ووضعت هذا المنهج في سلسلة من الكتب الخاصة بالطلاب مصحوبة بدليل للمعلم لكل مستوى في برنامج متكامل.
صمم هذا البرنامج ليتم استخدامه بواسطة معلم الصف غير المتخصص والمعلمين المتخصصين في تدريس الفنون من الذين يرغبون في تقديم دروس متتابعة تقوي الإدراك الحسي، وتعزز عملية الإبداع في النشاط الفني، وتذوق وتقدير الفن والوعي بأهمية الفنون في الحياة اليومية، والمجتمع. (Chapman-1985-pIV)
واعتمد تنظيم المنهج والتوجيهات المقدمة في البرنامج على الميادين الأربعة في الاتجاه المعرفي مع التركيز على ثلاثة محاور مترابطة ومتداخلة، هي: إنتاج الطالب للأعمال الفنية (Creating Art)، وتذوق الطالب للأعمال الفنية من إنتاج الفنانين الكبار (Looking at Art)، وتدريب الطالب على رؤية الفن أو ما أسمته "التعايش مع الفن Living with Art". وكانت السمات التي تنمو من خلال هذه المحاور تظهر جلية في كل مرحلة وعبر المستويات الست في البرنامج. حيث يشجع هذا المنهج على استكشاف الإبداعات والقدرات الخاصة بالتعبير عن النفس، ويتوسع في الوقت نفسه في تقديم المهارات الأساسية في المجالات الفنية ومفاهيمها، وتذوق كيف استطاع الفنانين من صياغتها بوسائل وأساليب جديدة، مع التعريف بمجالات المهن في الفنون. (Chapman-1985-pIV)
لقد حاولت لورا تشابمن (Chapman-1985) في منهجها حل مشكلات تدريس التربية الفنية ومراعاة حاجة كثير من الإدارات التعليمية ومدارس القطاعات المحلية في الولايات المتحدة التي تفرض أو تقترح مادة التربية الفنية في التعليم كأحد المواد الرئيسية في مناهج المرحلة الابتدائية. ووضعت في الاعتبار حقيقة أن من يقوم بتدريس التربية الفنية هم في الغالب مدرسو الصفوف، رغم قلة الخبرة عند أكثرهم، خاصة وأن معظم هؤلاء المدرسين لم يحصل على الإعداد الكافي في مجال تدريس الفنون كما في مجالات تعليمية أخرى، ولمساعدة مثل هؤلاء المعلمين في الصفوف المختلفة ولتعزيز دور معلمي التربية الفنية فقد قام الكثير من القطاعات في الإدارات التعليمية بتطوير إطار عام للمنهج له دور الدليل (Framework)، يحتوي على الأهداف والمحتوى المعرفي ومجموعة من الأنشطة في التربية الفنية التي تناسب المستويات المختلفة. (Chapman-1985-pIV)
وقد تم إعداد هذه الأدلة بواسطة لجان مكونة من خبراء على مستوى عالي من المعرفة النظرية والعملية في التربية الفنية. وبرغم ذلك فقد واجه الكثير من معلمي الصفوف ومعلمين التربية الفنية العديد من الصعوبات في اللحاق بالتوجيهات الخاصة بالمنتج التعليمي المفترض التوصل إليه في ما أوصت به تلك الأدلة. ولم يكن لأقل تلك الصعوبات بناء مادي واضح في إحكام الصلة بينها وبين الأهداف أو المحتوى في الخطوط العامة المطروحة في أدلة التعليم بالقطاعات، فكان الحل لهذه الصعوبات هو في برنامج لورا تشابمن لأنه صمم للمساعدة في حل المشكلات المرتبطة بتطوير التوجيهات التي تقدم إلى مدرس التربية الفنية. (Chapman-1985-pIV)
كان الإطار الأساسي للأهداف وما هو مطلوب تحقيقه في برنامج لورا تشابمن في تدريس التربية الفنية، مبني على تحليل شامل لمحتوى الفن، والمنهجية العامة للأدلة الموضوعة من قبل القطاعات الوطنية في الإدارات التعليمية بالولايات المتحدة، وقد احتوت جميع تلك الأدلة المختارة على توجيهات تفاعلية وتوجيهات سلوكية لتنمية الإدراك والوعي بالفنون وإنتاج الأعمال الفنية وتذوق وتقدير الفن، وقد كان هذا البرنامج ملتزما بجميع التوصيات التي تقدمها الأدلة التعليمية بالإضافة إلى ما قدم من محتوى معرفي مركز (نظري وعملي) وكان ذلك العمل في صالح تطوير منهج التربية الفنية. (Chapman-1985-pV)
وقد عمل أكثر من 2** شخص على مراجعة واختبار محتوى هذا المنهج، (Chapman-1985) وكان هؤلاء من حوالي 40 ولاية أمريكية وكندية تم تمثيلهم في رؤساء الإشراف على تدريس التربية الفنية والمشرفين التربويين المتخصصين وعدد من معلمي التربية الفنية وعدد من معلمي الصفوف ومجموعة من المختصين في المناهج من الأساتذة الجامعيين. (Chapman-1985-pV)
وكانت عملية التطوير هذه قد ساعدت في التأكيد على أن منهج لورا تشابمن هو برنامج عملي، ومبني على أسس معاصرة ويساعد في تحقيق المأمول من تدريس التربية الفنية، فهذا البرنامج يعزز دور التربية الفنية كواحدة من المواد التي توفر للطلاب التعبير عن أنفسهم بحرية مطلقة، وتذوق الفن وإدراك لما حولهم، وفي نفس الوقت فإن هذا البرنامج يقدم للطالب المصطلحات، والمفاهيم، والتجارب المرتبطة بالمهارات الفنية، والتي تنفرد بها التربية الفنية دون غيرها من العلوم الأخرى.
__________________
الدكتور/ طارق بكر قزاز
|
|
[align=center][glow=66****][glow=66**66]معلم التربية الفنية با الذات هو المؤلف والمنفذ والمخرج فمن نلوم عند فشله وعلى من نثني عند نجاحه[/glow][/glow][/align]
لعملية الانتاجية والتحليلية في التربية الفنية؟
سؤال تم طرحه
وتم نقله للفائده
واجاب عليه الدكتور الفاضل
طارق قزاز
تفضلو
............................
هذا السؤال ينقسم إلى جانبين مهمين في التربية الفنية فالجانب الأول يتعلق بميدان الانتاج الفني وهو حسب تعريفي له استجابة الفرد للمثيرات البصرية لابتكار أعمال فنية معبرة من خلال التفكير والخيال وتطبيق المهارات والتقنيات باستخدام الأدوات الخاصة بمختلف الخامات..
ويأخذ إنتاج الأعمال الفنية بعدين أحدهما تعبيري، والآخر إبتكاري، ويعتبر الإنتاج الفني ميداناً لتنمية الشخصية المتكاملة عند الطلاب فهو يتطلب الإدراك والتفكير والإحساس والتخيل والعمل والتعبير (ويكون التعبير إما بالتشكيل أو بالحديث النقدي عن الأعمال الفنية)، ويكتسب الطالب من خلال الإنتاج الفني المهارات الأساسية والتقنيات الفنية ويتعرف على أبجديات أسس التصميم وعناصره مما يساعد على نمو الحساسية البصرية والثقافة التشكيلية لصياغة إنتاجه الفني بأسلوب مبتكر وباستخدام الخامات المتنوعة والتعامل مع الأدوات الفنية المختلفة.
ويساعد الإنتاج الفني على فهم الأعمال الفنية من الماضي والحاضر والكيفيات التقنية التي عالج بها الفنانون الخامات والأساليب المهارية التي أدت إلى تطور الفن وتكوين الاتجاهات الفنية عبر التاريخ. وينقسم الانتاج الفني في التربية الفنية إلى مجالات عديدة منها الرسم والتصميم والطباعة والنسيج والنحت والتشكيل بالخامات والخزف و.. الخ...
أما فيما يتعلق بالجانب التحليلي فإن الانتاج الفني يوفر للطالب فرصة ليتوصل إلى إدراك التنوع في الصور الفنية في الأعمال الفنية. فيشكل صورة مطابقة لما يدركه وما يتخيله. ويتعلم كيف يخطط أفكاره أولاً. فيعبر عن فكرته وآرائه ومشاعره بطريقة مادية محسوسة وأشكال مرئية. ويتعلم الطالب كيف ينظم الأشكال الفنية بفاعلية في منتجه الفني. ويدرك من خلال الإنتاج الفني علاقة الجزء بالكل في العمل الفني. وينتقل في الإنتاج الفني من هدف إلى آخر بمرونة وبتوجيه من المعلم. ويتمكن من الإلمام بالحرف والمهن الفنية والتقاليد الخاصة بالأساليب، والتقنيات، والمهارات، والخامات، والأدوات، والمعدات. ويطور مهاراته الشخصية اللازمة لاكتساب مبادئ الحرفة الفنية بالممارسة، والمثابرة والنقد الذاتي، والتعرف على الأساليب المختلفة للفنانين. فيكتسب الطالب الخبرة الفنية من خلال تاريخ الفن والتعرف على أعمال الفنانين ومصادر إلهامهم.
ويتحقق ذلك في التربية الفنية بإثارة النقاش والأسئلة حول طبيعة الفن ومعناه وقيمته ووظيفته، وإثارة أسئلة فلسفية عديدة بحيث تسوقنا الإجابة إلى التمييز بين الفن وغيره من مظاهر الإنتاج الإنساني، وتحديد الفروق بينهما، ومناقشة القضايا التي قد تثار حول هذه الفروق، وما يصاحب ذلك من تطور لمعايير تقييم الفن والحكم على الأعمال الفنية.
وهناك جانب آخر في ميدان التحليل وهو ما يتعلق ببنية العمل الفني والتذوق ودراسة العلاقات الجمالية والقيم الفنية التي اتحدت لتشكل الحكم الجمالي وشرح التجربة الجمالية سواء أكانت من خلال وجهة نظر الفنان أو من خلال وجهة نظر المتذوق أو الناقد المتمرس، ولا يتأتى ذلك إلا بدراسة معرفية واعية للأسس الفنية المتعلقة بالتكوين وعناصر التشكيل والعلاقات التنظيمية التي يمكن أن تنشأ من خلال مزج تلك العناصر والقيم والتعرف عليها في الأعمال الفنية سواء أكانت من الحاضر أو الماضي. وتتم دراسة هذه الجوانب من قبل المتخصصين من معلمي التربية الفنية ليكونوا قادرين على توجيه وتدريب المتعلمين في مراحل التعليم المختلفة على إدراكها وممارستها.
ويسعى الميدان التحليلي إلى تنمية قدرة الطالب على الرؤية الصحيحة للفن والأعمال الفنية من خلال إثارة النقاش حول الأعمال الفنية المختلفة سواء التاريخية أو من الفن المعاصر وحتى حول الأعمال المنتجة داخل المرسم المدرسي وتناولها بالنقد وإعطاء الفرصة للدارس لتحديد موقفه من تلك الأعمال وإبداء رأيه حولها من خلال دراسته للقيم الفنية والعلاقات التشكيلية، بحيث تنمي تلك النقاشات بعض الجوانب المهمة في شخصية الطالب من النواحي الفكرية والفلسفية والتعرض لبعض أساليب النقاش وتقبل الرأي والرأي الآخر. لأن تذوق العمل الفني لا ينتهي بالكلام فقط بل لابد وأن يكون هناك دراسة للفكر الفلسفي وبذلاً للجهد من أجل إيجاد قناعة حول الآراء المختلفة وما يتم إصداره من قرارات أو أحكام في صالح أو ضد الأعمال الفنية ومحاولة الدفاع عن تلك الآراء وتبريرها.
_____________________
هذه محاولة مني للمساعدة والإجابة عن السؤال وأتمنى التوثيق بذكر المصدر... والكلام للدكتور طارق قزاز
|
|
[align=center][glow=66****][glow=66**66]معلم التربية الفنية با الذات هو المؤلف والمنفذ والمخرج فمن نلوم عند فشله وعلى من نثني عند نجاحه[/glow][/glow][/align]
شكرا جزيلا ع الموسوعة
|
|
الشكر لله ثم لكم احبتي وهلا بكم من القلب
|
|
[align=center][glow=66****][glow=66**66]معلم التربية الفنية با الذات هو المؤلف والمنفذ والمخرج فمن نلوم عند فشله وعلى من نثني عند نجاحه[/glow][/glow][/align]
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
|
المفضلات