الــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــفيــ ـــــــــــــــــــــروسات

**سيف الاسلام** · 24 - 8 - 2003, 12:59 AM

كان انتشار فيروس 'لافسان Lovesan' الشغل الشاغل لكل من له علاقة بالحاسب الآلي والشبكة خلال الأسابيع الماضية. ولقد أعدت إذاعة صوت ألمانيا تقريرًا عن الفيروسات أسباب انتشارها والتصدي لها وكيف تعمل. وبدأت بطرح التساؤل: ما هو الفيروس الإلكتروني؟ واستطردت تقول: لعل أفضل تعريف له هو أنه برنامج حاسب آلي تم تصميمه بحيث يقترن ببرنامج آخر فإذا بدأ تشغيل هذا البرنامج الآخر نشط الفيروس معه وانتقل بذلك مستنسخا نفسه للاقتران بمزيد من البرامج. وفي عملية الاقتران يمكن أن تظهر نسخ متطورة عن النسخة الأولى وهكذا. وتكمن خطورة الفيروس في المهمة الموكولة إليه فقد تكون مسح تسجيلات أو تخريب برامج أو حتى إتلاف قطع أساسية في الحاسب كالقرص الصلب أو أنظمة أساسية فيه بحيث يتعطل عن العمل تمامًا. وقد لا يكون إيذاء الفيروسات كبيرا وهذا ما يسري على الفيروس الذي ظهر قبل أسبوعين وانتشر انتشارًا واسع النطاق وعلى وجه التحديد كان انتشاره قبل هذه الفترة ولكن تصميمه كان قائمًا على أساس أن يبدأ عمله في وقت معين فبعد أن أصبح منتشرًا في مئات الألوف من الحاسبات في أنحاء العالم ظهر فيها دفعة واحدة ولم يكن يتجاوز حدود إصدار أمر بإغلاق الحاسب خلال فترة ثلاثين ثانية مع تنبيه المستخدم إذا كان جالسا أمام الشاشة فعلا ليحفظ المعلومات التي قام بتسجيلها لتوه . ويعني مثل هذه الفيروسات أن مصمميها يريدون تحدي شركات تعمل في تقنية الحاسب وعلى وجه التحديد شركات تأمين أنظمة التشغيل ومن المعروف أن مايكروسوفت في مقدمتها وأن نظام النوافذ أوسع الأنظمة انتشارا فكان التحدي موجها إلي النوافذ ومايكروسوفت ليثبت وجود ثغرة في برمجتها يمكن من خلالها اختراق منشآت الحاسب الإلكترونية. والفيروسات أنواع فمنها ما يعرف باسم الديدان وهي لا تلوث البرامج الأخرى ولكنها تتكاثر باستنساخ نفسها داخل الحاسب فتشغل مساحات متزايدة من القرص الصلب ومن الذاكرة إلى درجة يمكن أن تسبب بطأ عمل الحاسب حتى تعطيله .
ومن أنواع الفيروسات أيضا ما يسمى حصان طروادة نسبة للأسطورة الإغريقية المعروفة بهذا الاسم إذ تعتمد برامج الفيروس على الاختباء ضمن برامج أخرى اعتيادية فعندما يشغل المستخدم واحدا من هذه البرامج ينشط الجزء المختبئ فيه فيقوم بعمل معين مصمم له وتتميز فيروسات حصان طروادة بأنها لا تعيد إنتاج نفسها في نسخ متطورة .
ويوجد ما يوصف بفيروسات القنابل وهي التي يربط برنامجها بين عملها وبين حدث أو توقيت معين كأن تنشط في ساعة محددة لتقوم بعمل تخريبي أو غير تخريبي كأن تمسح سائر ما يوجد من ملفات النصوص على القرص الصلب أو أن تنشر مجرد رسالة يقرؤها المستخدم على غير انتظار على شاشة حاسبه .
وكان انتشار الفيروسات في الماضي يعتمد على تلويث أقراص مرنة ولكن الوسيلة الرئيسية لنشرها في الوقت الحاضر هي البريد الإلكتروني عبر الشبكة ونقطة الضعف الرئيسية هنا هي أن الرسالة نفسها يستحيل أن تكون فيروسا فهي لا تمثل برنامجا كما هو حال الفيروس ولكن الفيروس ملحق بها على شكل برنامج فلا يمكن أن ينشط ما لم يتم تشغيله وهنا يكفي أن يكون مستخدم الحاسب يقظا بما فيه الكفاية فيمتنع عن تشغيل البرامج المرفقة ببريده مهما حملت من أسماء مغرية أو جاءته على غير انتظار تحمل اسم مرسل يعرفه في الأصل ولا ينتظر إيذاء منه .
ولا ينقطع عمل الخبراء والشركات المتخصصة عن متابعة الفيروسات وصناعة برامج جديدة أو تطوير الموجود منها لاكتشاف تلك الفيروسات حين دخولها إلى الحاسب والقضاء عليها وهم يقسمون الفيروسات المعروفة إلى أقسام على حسب الجزء الذي تستهدفه من الحاسب مثل فيروسات قطاع الإقلاع أي الجزء الذي ينطلق منه تشغيل الحاسب نفسه وفيروسات الملفات وهي التي يرتبط عملها بالملفات الموجودة على القرص الصلب. ورصد الخبراء أن الأجيال المتعاقبة من الفيروسات منذ ظهور البرمجة تزداد قدرة على اختراق الحاسب على قدر ما يزداد تحقيقه من تطور في عالم البرمجة الإلكترونية وعلى قدر ارتفاع مستوى التواصل بين أنحاء العالم عبر الشبكة العالمية .
وكان آخر الفيروسات التي أثارت ضجة واسعة النطاق ما عرف باسم Lovesan ومع ظهوره في منتصف أغسطس الجاري اضطرت شركة مايكروسوفت إلى الاعتراف بوجود ثغرة أمنية في نظام النوافذ ألفين وإكس بي وقد استغل مصمم الفيروس هذه الثغرة ليصل إلى مئات الألوف من الحاسبات عبر الشبكة العالمية وليكمن فيها فترة من الزمن قبل أن يبدأ عمله متحديا الشركة وسارعت الشركة إلى إنزال إضافة برمجية في موقعها وعبر الشركات المتعاونة لتزويد الحاسبات بها وهو ما أمكن تحقيقه في هذه الأثناء .
على أنه بعد يومين من ظهور الفيروس تبين أنه يستهدف ما هو أبعد من اختراق أنظمة التشغيل العاملة في الحاسبات فقد ظهر نوع متطور منه توجه إلى خزان معلومات شركة مايكروسوفت نفسها وظهرت المشكلات فيه بالفعل يوم الجمعة الماضي ولكن الشركة لم تنتظر إلى أن يبلغ مفعول الفيروس مداه فلجأت إلى إلغاء العنوان الشبكي المستهدف معلنة في موقعها عن مدخل آخر لمن يريد الوصول إلى التعديلات البرمجية المحفوظة فيه . ويوم الاثنين فقط أمكن للشركة أن تعلن أنها استطاعت النجاة نهائيا من هجمات فيروس Lovesan .،.