مطلوب 50 ألفا للخروج من نفق الــ1%
الكليات والجامعات لن تحل أزمة (الصيدلة)
عبدالله دراج (جدة)
رغم التوسع في انشاء كليات الصيدلة في عدد من جامعات المملكة وانتشار الكليات والمعاهد الصحية التابعة لوزارة الصحة في اكثر من 25 منطقة ومحافظة الا ان قطاع الصيدلة لايزال يعاني من نقص كبير في عدد الكوادر الوطنية المؤهلة لسد الاحتياج في هذا القطاع الحيوي الذي لم تتجاوز نسبة السعودة فيه حتى الان اكثر من 1%.
سوق العمل السعودي حسب احدث الدراسات الذي يحتاج الى أكثر من خمسين الف صيدلي للعمل في القطاعات الصحية الحكومية والخاصة خلال السنوات القادمة يعاني من عجز في الكوادر السعودية المتخصصة في هذا المجال.
واشار الدكتور عبدالكريم بن محمد تلمساني عميد كلية ابن سيناء للعلوم الطبية المكلف وعميد كلية الطب بجامعة طيبة بالمدينة المنورة سابقا في الدراسة التي اجراها ان سوق العمل السعودي يحتاج حتى عام 1440هـ هذا التخصص وان كليات الصيدلة الموجودة حاليا لن تفي بتحقيق الاكتفاء الذاتي في مهنة الصيدلة والضرورة تدعو الى فتح مجالات القبول في هذا التخصص وتثقيف الطالب والطالبة في المراحل الثانوية بأهمية الالتحاق بهذا التخصص وايجاد فرص التوظيف في القطاعات الحكومية والاهلية بمجرد التخرج. واعاد عدد من الخبراء والمتخصصين اسباب النقص الواضح في خريجي الصيدلية الى عدة عوامل من بينها قلة الاقبال نظرا لضعف التوعية سواء خلال المراحل التعليمية المختلفة او في مرحلة ما بعد التخرج من الثانوية العامة.
الاستثمار الخاص
ويرى الدكتور سالم عبدالله المرشدي ان انتشار المعاهد والكليات الصحية واهتمام الجامعات بفتح المزيد من كليات الصيدلة لا يعني ان المشكلة في طريقها للحل خلال الفترة القريبة القادمة مالم يترافق مع تلك البرامج حملات توعية شاملة واتاحة المزيد من الفرص امام القطاع الخاص للاستثمار التعليمي في مجال الصيدلة خصوصا ان نقص الكوادر الوطنية المؤهلة في تزايد مستمر مؤكدا ان سد العجز في هذا الجانب يحتاج الى سنوات طويلة.
التعليم الصحي
الدكتور خالد العيبان وكيل وزارة الصحة للتطوير والتخطيط اوضح ان اعداد وتطوير القوى البشرية الوطنية على قمة اولويات الاستراتيجيات الصحية.
واكد ان الوزارة تولي اهتماما كبيرا بتدعيم كافة التخصصات الطبية والكفاءات الوطنية المؤهلة وتعمل من خلال الادارة العامة للمعاهد والكليات بالتنسيق مع القطاعات التعليمية المختلفة في الدولة على توفير الفرص المناسبة للتعليم والتدريب واعداد برامج خاصة لذلك في معاهد وكليات الوزارة المنتشرة في معظم مناطق ومحافظات المملكة. واشار العيبان الى ان قطاع الصيدلة يحظى باهتمام خاص في برامج الوزارة نظرا لحاجته الفعلية لعدد كبير من الكوادر الوطنية المؤهلة سواء على مستوى القطاع الحكومي او القطاع الخاص مؤكدا ان معاهد وكليات الوزارة خرجت اعدادا كبيرة من العاملين في هذا القطاع وغيره من القطاعات الصحية الفنية المختلفة. وحول قدرة الوزارة بامكاناتها المتوفرة بالاضطلاع بمهمة سد العجز وضخ المزيد من الصيدليين والصيدليات الى سوق العمل الذي يحتاج الى اكثر من 50,**0 منهم قال الدكتور العيبان: ركزت وزارة الصحة في البداية منذ عام 1379 على التطور الكمي والتوسع الكبير في افتتاح المعاهد الصحية للبنين والبنات وزيادة اعداد الطلاب والخريجين وتم فعلا انشاء عشرات المعاهد والكليات وهذا ما يحرص المسؤولون على استمراره والمضي فيه مع مراعاة التركيز على التطور النوعي وتطبيق معايير الاداء والجودة النوعية في مجالات الخدمات الصحية حيث تحرص الادارة العامة للمعاهد والكليات الصحية الى اعداد وتأهيل فنيين صحيين سعوديين على درجة عالية من الكفاءة الفنية لسد الاحتياج للخدمات الصحية وتنمية الكوادر التعليمية بالمعاهد والكليات الصحية واستقطاب الكوادر الوطنية المتخصصة في مجالات العلوم الصحية للعمل بهيئة التدريس وتمكينهم من مواكبة التطوير الهائل الذي تشهده وكذلك ارسال الاعداد المناسبة من العاملين بالمعاهد والكليات الصحية في بعثات دراسية متقدمة وهذا لا يعني ان الوزارة تعمل في هذا الجانب بمفردها او انها قادرة بامكاناتها التعليمية الخاصة ان توفر كافة الاحتياجات التخصصية فهناك جهود كبيرة تبذلها الجامعات التي ساهمت في تخريج المئات من الكوادر في مختلف التخصصات الطبية ومن بينها مجال الصيدلة التي اتجهت معظم الجامعات الى انشاء كليات خاصة به لسد العجز في هذا التخصص الهام الذي يحتاجه القطاع الصحي بشقيه العام والخاص خلال المرحلة القادمة.
جهد استثنائي
الدكتور زهير محمد المرزوقي عميد كلية الصيدلة بجامعة الملك عبدالعزيز اكد ان الحاجة الى تخريج الآلاف من طلاب الصيدلة تتطلب تظافر جهود كافة الجهات المعنية خصوصاً في ظل المشروع الوطني لسعودة التخصصات الفنية في مختلف القطاعات وخصوصاً الصحية التي لا زالت نسب السعودة فيها متواضعة مقارنة بالتخصصات الادارية. واضاف الدكتور المرزوقي: ان القضية تحتاج الى جهد استثنائي لمعالجتها خصوصاً ان الاهتمام بتدريس الصيدلة بدأ متأخراً فكلية الصيدلة بجامعة الملك عبدالعزيز التي تعتبر الثانية في تاريخ تأسيسها بعد كلية جامعة الملك سعود بدأت نشاطها في تاريخ 6/2/1422هـ وباشرت الدفعة الاولى البالغ عددها 48 طالباً وطالبة الدراسة في العام الدراسي 1422/1423هـ, ومنذ ذلك التاريخ والكلية تعمل على مسابقة الوقت وتحدي الظروف بشكل يضمن اختصار المسافة الموصلة الى تحقيق الاهداف العامة ويجري حالياً تطوير الامكانات البشرية والتقنية في الكلية لاستيعاب اعداد اكبر من الطلاب في السنوات الدراسية المقبلة من اجل توفير اعداد كافية من خريجي الكلية المميزين القادرين على المساهمة في تقديم الخدمة الطبية المتميزة للمجتمع.
الزيادة والجودة
واوضح الدكتور المرزوقي ان الاهتمام بزيادة اعداد الخريجين لن يكون على حساب الجودة على الاطلاق, وقال: ان البرنامج الدراسي المتطور لكلية الصيدلة الوليدة يعد برنامجاً فريداً ومتميزاً في المنطقة العربية حيث تم وضعه طبقاً لأحدث الاساليب العالمية في التعليم الصيدلي حيث يحصل خريج الكلية على درجة دكتور صيدلة ويتميز الخريج بما لديه من دراسات وخبرات نظرية وعملية بقدرته على القيام بدور فعال ضمن الفريق الطبي العلاجي كما ان خريج الكلية مؤهل لممارسة مهنة الصيدلة بكافة اشكالها وفي جميع مجالاتها الاخرى, مثل العمل في صيدليات المستشفيات العامة والخاصة وهذه المقررات يتم تدريسها خلال ست سنوات دراسية وتنقسم الدراسة في الكلية الى ثلاث مراحل متتالية.
مهمة استثنائية
د. عبدالله بن محمد البكيري عميد كلية الصيدلة بجامعة الملك سعود اوضح ان مهمة ضخ المزيد من خريجي الصيدلة الى سوق العمل بما يواكب حاجاته الفعلية المتزايدة يحتاج الى المزيد من تظافر الجهود والتنسيق بين مختلف الجهات والمؤسسات ذات العلاقة, وقال: هناك تقدم واضح في نشاطات وبرامج كليات الصيدلة في الجامعات والمؤسسات التعليمية المختلفة فكلية الصيدلة بجامعة الملك سعود على سبيل المثال والتي انشئت عام 1959م بدأت في السنة الاولى بـ(17) طالباً يقوم بتدريسهم 3 من اعضاء هيئة التدريس في اربعة اقسام مختلفة هي الصيدلانيات, وعلم الادوية, والعقاقير, والكيمياء الصيدلية, وبحلول الفصل الدراسي الاول من عام 1979-1980م ارتفع عدد اعضاء هيئة التدريس الى 35 عضواً يقومون بتدريس اكثر من 350 طالباً وفي هذه السنة شهدت الكلية انشاء قسم خامس وهو قسم الصيدلة الاكلينيكية, ومع ارتفاع عدد الطلاب حافظت الكلية على تطوير مناهجها بشكل مستمر بما يتوافق مع تطور مهنة الصيدلة في العالم والتي اشتملت على اضافة مقررات اكلينيكية تهتم وتركز على حالات المرضى ومدى ملاءمة الأدوية لكل مريض بما يتناسب مع حالته الصحية. وفي عام 1993م طبقت الكلية خطتها الجديدة والمكونة من عشرة مستويات دراسية, حيث تم التركيز في المستوى التاسع والعاشر على التخصص في احد المسارات المهنية التي طرحتها الكلية (20 ساعة دراسية).
واوضح الدكتور البكيري ان عملية التطوير والتوسع استمرت وتواصلت بشكل منتظم حتى بلغ عدد الخريجين والخريجات للعام الدراسي 1424 - 1425 الى 206 ووصل عدد الطلاب المستجدين في العام نفسه الى 321 طالبا وطالبة فيما بلغ عدد الطلاب المقيدين 1368 طالبا وطالبة.
الصيدلانيات
وفيما يتعلق بقسم الطالبات اوضح عميد كلية الصيدلة بجامعة الملك سعود ان الكلية انشئت عام 1401هـ وكان عدد الطالبات المسجلات أنذاك 8 طالبات يقوم بتدريسهن 3 عضوات من هيئة التدريس واضاف: خلال السنوات التي تلت ذلك ازداد عدد الطالبات ازديادا مطردا, وكذلك عدد عضوات هيئة التدريس تبعا لذلك حتى وصل عدد الطالبات في 1423هـ 580 طالبة وعضوات هيئة التدريس الى 28 بالاضافة الى 9 محاضرات و6 معيدات و11 صيدلانية فنية و 5 مساعد باحث يعملون على تأهيل الصيدلانيات الحاصلات على درجة البكالوريوس في العلوم الصيدلية تاهيلا يؤهلهن على ممارسة مهنة الصيدلة بجميع الاوجه التي يحتاج اليها المجتمع السعودي وفي ظل تعاليم العقيدة الاسلامية وفي مجالات متنوعة كالمستشفيات *****توصفات سواء الحكومية او الاهلية في الصيدليات الداخلية والخارجية, ومراكز المعلومات والسموم وكصيدلانيات اكلينيكيات وعضوات هيئة تدريس بكليات الصيدلة اضافة الى العمل في وزارة الصحة وفي الوحدات الصحية وفي المختبرات المركزية ومراكز البحوث فضلا عن تأهيلهن لامتلاك صيدليات اهلية خاصة او العمل في صيدليات اهلية مغلقة خاصة بالنساء وقد بدأ مؤخرا قبول بعض الخريجات للمساهمة مع شركات الادوية للوصول الى الطبيبات والصيدلانيات حيث ان الدولة اعطت تصريحات لفتح 12 مصنع دواء بالمملكة فمن المفترض في السنوات القادمة ان تلعب الطالبات دورا في ادارة وتشغيل فرع نسائي.
المفضلات