[r]![/r] [IMG]http://www.al7zn.com/7zn/7zn/khalid**.jpg[/IMG]

الزمان: اثناء حرب الخليج يوم الثامن والعشرين من يناير من عام الف وتسعمائه
وواحد وتسعون
المكان: احدى الكتائب العسكريه السعوديه في الحدود الشماليه للمملكه
الساعه: 5 فجرا
اعلن في الكتيبه امر التعبئه السريعه لتغيير المكان وهو اجراء روتيني
يتم فعله كل بضعة ايام, واحيانا يكون اجراء تكتيكي لأسباب عسكريه بحته.
استيقظ الرقيب خالد على صياح بعض زملائه وهم يفككون شراع الخيمه من فوقه, فعرف أنهم مغادرون..
وكان خالد طويل القامه,ويميل الى البياض, تقاسيم وجهه متناسقه,ويدل على
الطيبه..
قام ورتب أغراضه بسرعه, وجرى الى ساحة العلم حيث كان يؤخذ التمام(اجراء
العد), وبينما هو يجري سقطت منه رساله, ولم يلاحظ سقوطها..
الساعه: 7 مساءا
بينما كان الرقيب خالد يرتب اغراضه في الموقع الجديد, تذكر الرساله, فأراد ان
يطمئن لوجودها, تحسس جيبوب بدلته, وصعق حين لم يحس بوجودها, وبحركه سريعه لا
ينافسها في السرعه الا نبضات قلبه ادخل يديه في كل جيوب البدله, ولكن محاولاته
للبحث عن الرساله بائت بالفشل!!
خرج خالد مسرعا من الخيمه ذهب الى كل مكان وطئته رجليه في الموقع الجديد بحثا
عن تلك الرساله, ولكن ايضا لم يجد شيئا, فأيقن انه فقد الرساله في الموقع
القديم, فذهب مسرعا الى خيمة اخرى مخصصه لنوم الجنود, وكانت تعج بالجنود
والصياح, فدار بعينيه المكان, حتى وقع نظره على العريف أحمد, فذهب اليه وربت
على كتفه طالبا منه اللحاق به الى خارج الخيمه..ففعل.
كان أحمد أعز اصدقاء خالد, وعلى الرغم من أحمد ليس لديه الكثير من الأصدقاء,
لخشونة طبعه, الا أن خالد يعرف الأنسان الذي خلف هذا الجسد, ويحبه, وكان أحمد
اقصر من خالد, وأصغر منه, ولكن الذقن الذي يتزين به, تزيده عمرا.
أحمد: هلا أبو خلود.
خالد: هلا احمد, ابيك بخدمه.
أحمد: آمر؟؟
خالد: ما يآمر عليك عدو, بس فيه غرض نسيته في محلنا القديم, وابيك تساعدني
نروح نجيبه.
أحمد: انت انهبلت؟؟, دام ان انك نسيته, ان رأيي انك تنساه على طول.
خالد: تكفى واللي يرحم والديك, اناالظاهرما يبي يجيني نوم ولا راح ارتاح الين
القاها.
أحمد: والله ودي اساعدك, بس ياخوي حنا بحالة حرب, وانت عارف وشي عقوبة الخروج
من المعسكر, وبعدين وعلى ايش تبينا نروح؟؟, ولا انت ولا أنا نعرف وين كنا فيه,
ولا وين حنا فيه الحين؟؟.. وبعدين وشو هالشي الي ما تقدر تعيش بدونه؟؟
خالد وعلى وجهه أثار الأسى: ضيعت رسالة ميسون.
تغير وجه أحمد, فقد كان يعرف قيمة هذه الرساله عند خالد.
أحمد: طيب وشلون تبينا نروح ندور عليها؟؟
خالد: أخوك محمد.
أحمد: محمد؟؟.. أنت أكثر واحد عارف اني ما كلمت محمد من يوم وفاة الوالد,
وانت عارف نوعية العلاقه بيني وبينه!!!
خالد: انا عارف, بس محمد هو الوحيد الي نعرفه في الفصيل الأول, وهو الي يعرف
موقعنا القديم, وموقعنا الجديد, وبعدين لو المسأله ميب خطيره, ما كان طلبت منك
هالطلب, ولا حطيتك بهالموقف.
أحمد: طيب... بس... كيف تبينا نروح هناك؟؟
خالد: ابروح اكلم يوسف في التموين, وابشوف اذا كان ممكن يدبر لنا سياره. وانت
رح جب محمد.
أحمد: طيب وين القاك؟
خالد: تبي تلقاني عند خيمة التموين.
وراح كل في طريقه..
وصل أحمد إلى خيمة الفصيل الأول, وأول ما دخل الخيمه, وقع نظره على محمد,
فأشار له بأن يخرج الى خارج الخيمه.
كان محمد أصغر من أخيه أحمد, ولكنه قريب من ملامحه كثيرا, ويهتم كثيرا
بهندامه, فالذي يراه لا يعتقد أنه جندي في حالة حرب, ولكنه محبوب من الجميع....
الا أخيه..
محمد(وهو يحاول أن يخفي علامات الإستغراب عن محياه): هلا أحمد.. كيف الحال؟
أحمد: شف.. لو ان المسأله لي كان ما جيتك, ولكن خالد في مشكله, ويبي مساعدتك.
محمد: طيب رد السلام.
أحمد: هذا الي عندي.. وش قلت؟؟
محمد(بعد أن ارتفعت نبرة صوته): الى متى تبي تصير حاقد علي؟؟.. ابوك الي مات
هو ابوي بعد..الى متى تبي تعاملني كني أنا الي ذبحته؟؟
أحمد: ممتاز أنك تذكرت أنه أبوك, لأنك ما كنت تتصرف على هالأساس!!
محمد(خفت صوته حتى صار اشبه الى الهمس): ياخي ما يكفي العذاب الي انا فيه؟؟..
يعني تتوقع اني ما أعرف غلطتي؟؟, يعني تتوقع أني ذقت لذيذ النوم من ذاك
اليوم؟.. يا *** صعودي على ذيك الرحله قبل وفاة الوالد كان أكبر خطأ سويته في
حياتي, ومنيب محتاجك علشان تذكرني.
أحمد(بصوت رقيق): طيب الحين تبي تساعدنا ولا لا؟؟
محمد: وشي المشكله؟؟
أحمد: تعال وأنت تعرف.
وراحوا متجهين لم خيمة التموين..
وفي هذه الأثناء..وعند خيمة التموين..
خالد: تكفى.. الشي الي فقدته شي عزيز علي مره.
يوسف: والله ودي اساعدك, بس ما عندي ولا سياره جاهزه, انت عارف اننا تونا
منتقلين, وتجهيز السيارات يصير باليوم الثاني.. بس..
كان يوسف مثال الشخص الذي يعلم كل شئ عن أي شي في محيطه, اما بالنسبه لشكله,
فهو يعطيك الأنطباع بالقوه, فهو ضخم الجثه, ولكن بشكل متناسق, ويعرفه كل من في
الكتيبه.