معلمو القصيم: تعليم الإنجليزية في المرحلة الابتدائية يرفع مستوى خريجي المدارس السعودي

جاء قرار تدريس اللغة الإنجليزية في المرحلة الابتدائية، بعد دراسات متأنية، درست سلبيات وإيجابيات تعليم اللغة في مرحلة مبكرة من التعليم، خاصة المرحلة الابتدائية، وقد تعددت الدراسات التي أيدت البدء في التدريس في المرحلة الابتدائية، ودعمت هذا التوجه بقوة، ومن بين هذه الدراسات دراسة علمية حول "مشكلات تدريس اللغة الإنجليزية في المرحلة المتوسطة في منطقة القصيم من وجهة نظر المعلمين "، وقد ناقشت هذه الدراسة العديد من القضايا المهمة في هذا الجانب لعل أهمها تدريس اللغة الإنجليزية في المرحلة الابتدائية، وتأثير هذه المادة على اللغة العربية والاعتقاد بأن تعلم اللغة الإنجليزية يؤدي إلى اكتساب بعض العادات والأفكار التي لا تتفق والقيم الإسلامية.
نتائج مثيرة للدراسة
ومن النتائج المثيرة أن عينة الدراسة من المعلمين البالغ عددهم 150 معلما لمادة اللغة الإنجليزية في منطقة القصيم رأت أن من أهم مشكلات تدريس اللغة الإنجليزية هوعدم تقديمها في المرحلة الابتدائية، ويمكن تلخيص بعض ما جاء في الدراسة بالحديث عن الأدب التربوي الحديث بشكل مختصر في قضية تدريس اللغة الأجنبية ثم استعراض نتائج هذه الدراسة.
بحوث التربويين ..
أهم المحاولات التي حاولت تحريك تعلم اللغات من مكانها الثابت في المرحلة الثانوية أو المتوسطة الجهود التي قامت بها منظمة العلوم والتربية والثقافة التابعة لمنظمة الأمم المتحدة "اليونسكو"، في اجتماعيها في هامبورج عامي 1962 و1966 والتي دعت فيهما إلى زيادة الاهتمام بتعليم اللغة الأجنبية في المرحلة الابتدائية، وتكثيف البحوث التجريبية التي قد تؤدي إلى إجابة للعديد من الأسئلة حول العمر الذي يمكن أن تقدم فيه اللغات الأجنبية للمتعلم والوقت اللازم لإتقانها، بل إن هناك من يضيف بأنه " بعد السن الثانية عشرة ، يكون المتعلم قد تجاوز هذا العمر المناسب لتعلم اللغة لأن الجزء المخصص من المخ لتعلم اللغة قد تم استخدامه لأغراض أخرى.
الطفل أقدر صوتيا ..
ويرى دولي أن نقطة التحول في القدرة على اكتساب اللغة تحدث عند البلوغ فالأطفال تحت سن العاشرة ينجحون في اكتساب النظام الصوتي للغة الجديدة إلى الحد الذي يبلغون فيه إلى مستوى المتحدث الأصلي للغة، بينما يصعب ذلك على الأطفال فوق الخامسة عشرة، أما بالنسبة لفئة العمر التي تقع بين هاتين الفئتين فإن نصفها تقريبا ينجح في تعلم اللغة الأجنبية .
ويتفق فاثمان Fathman مع دولي Dulay في أن البالغ أقدر من الطفل تحت سن البلوغ في تعلم تركيب الجملة والصرف بينما الأخير يتفوق على الأول في تعلم النظام الصوتي، لكن هناك تياراً آخر من الباحثين يرى عكس ذلك، أي ينكر فوائد تقديم اللغة الأجنبية في المراحل الأولى من السلم التعليمي ويبين أن الراشدين أيضا قادرون على تعلم اللغة الأجنبية بفعالية ومن أولئك أوزوبل وبرستال Burstal و يرى ستيرن ووينريب Stern and Weinrib أن تعليم اللغة الثانية يمكن وضعه في أي مرحلة، لكن " التدريس في سن مبكراً بحد ذاته لا يضمن النجاح.
مشكلات المناخ المعلمي
في المحور الخاص بمشكلات تدريس اللغة الإنجليزية المتعلقة بالمناخ المعلمي والذي يتضمن 14 مشكلة، رأى المعلمون أن عدم تدريس اللغة الإنجليزية في المرحلة الابتدائية يعد مشكلة كبيرة وقد جاءت هذه النتيجة مصداقا للعديد من الدراسات السابقة التي طالبت بتقديم هذه المادة في الصفوف العليا من المرحلة الابتدائية كدراسة ريتا صادق "1407"، وعبدالعزيز التويجري "1982" ومحمد الإحيدب "1986" وشادية حمزة *** "1993" وحمد الرشيد "1998"وبقراءة لهذه المشكلات ومتوسطاتها تبين أنها تراوح بين 3.65 و 3.10 وفقا للمقياس الرباعي الأبعاد وهذا يعني أن هذه المشكلات تعتبر كبيرة ويجب الاهتمام بها.
ومن النتائج الجديرة بالذكر أن مشكلة الاعتقاد بالتأثير السلبي للغة الإنجليزية على تعلم اللغة العربية لم تأت كمشكلة كبيرة بل احتلت الترتيب التاسع من بين 14 مشكلة بمتوسط قدره 2.54 وهذا يبين أن المخاوف من تأثير الإنجليزية على العربية لا أساس له من الصحة على الأقل كما يرى معلمو اللغة الإنجليزية في منطقة القصيم.
من النتائج اللافتة للانتباه أن معلمي المواد الأخرى يساهمون بشكل مباشر أو غير مباشر في التقليل من أهمية تعلم اللغة الإنجليزية بمتوسط قدره "2.96"، أي إن بعض المعلمين يتطوعون بتقديم نصائحهم للطلاب أثناء حصصهم أو بعدها بعدم الاهتمام بتعلم اللغة الإنجليزية بحجة أن لها تأثيرا سلبيا على تعلم اللغة العربية والمواد الشرعية أو بسبب الاعتقاد أن تعلمها يؤدي إلى اكتساب بعض العادات والتقاليد التي لا تتفق والقيم الإسلامية.
مشكلات الطلاب
أما في المحور الخاص بمشكلات تدريس اللغة الإنجليزية والذي يتضمن 13 فقرة فقد رأى أفراد العينة أن من المشكلات اهتمام الطالب بالنجاح فقط وليس تعلم اللغة الإنجليزية وعدم ممارسة اللغة خارج الصف وعدم معرفة الطلاب بأهمية اللغة الإنجليزية في حياتهم والاعتقاد السائد لدى الطلاب بصعوبة تعلم اللغة الإنجليزية.
كثرة المواد ..
ومن المشكلات المتوسطة والجديرة بالذكر هنا كثرة المواد الدراسية التي يدرسها الطلاب في المرحلة المتوسطة حيث بلغ عدد المواد الدراسية 18 مادة دراسية ، وبلغ متوسط هذه المشكلة 3.01 ، أما مشكلة اعتقاد الطلاب أن تعلم اللغة الإنجليزية يؤدي الى اكتساب بعض العادات والتقاليد التي لا تتفق والقيم الإسلامية فقد رأى 40.5 % من أفراد العينة أن هذه المشكلة كبيرة ، و 25.7 % متوسطة ، و 20.9 % بسيطة ، و 12.8 % بسيطة .
مشكلات المقرر
يتضح من خلال إجابات المعلمين أن على الاستفتاء الخاص بمشكلات تدريس اللغة الإنجليزية المتعلقة بالمقرر الدراسي أن متوسطات درجة أهمية هذه المشكلات تتراوح بين 3.66 و 2.04 أي إنها تقع في نطاق المشكلات الكبيرة والمتوسطة ويلاحظ أن أهم المشكلات في هذا المجال هي نجاح الطلاب في الاختبارات دون إتقان مهارات اللغة الأربع، وعدم توفر المعامل اللغوية في المدارس، وسهولة النجاح في اختبار اللغة الإنجليزية ، وعدم قياس الاختبارات مقدار تعلم الطلاب في المهارات الرئيسية الأربع.
المشكلات المتعلقة بالمدرس
بينت نتائج هذه الدراسة أن متوسطات إجابات أفراد العينة في هذا المحور الخاص بمدرس اللغة الإنجليزية تتراوح بين 3.02 و1.91 أي إنها مشكلات تقع بين متوسطة الأهمية ومشكلة بسيطة . وأهم المشكلات التي ذكرها المعلمون هي عدم وجود حوافز لمعلمي اللغة الإنجليزية "3.02"، واستخدام اللغة العربية في تدريس اللغة الإنجليزية "2.96"، وتكليف المدرس بأعمال إدارية وإشرافية لا علاقة لها بتدريس المادة "2.92".
توصيات الدراسة ..
وقد انتهت الدراسة إلى العديد من التوصيات كان أهمها تدريس اللغة الإنجليزية في المرحلة الابتدائية، وإعادة النظر في مقرر اللغة الإنجليزية الموجود حاليا والذي يتم تدريسه في المرحلة المتوسطة، وضرورة قيام الجامعات السعودية بتوفير المزيد من الكوادر الوطنية للعمل في مجال تدريس اللغة الإنجليزية .
وهاهو القرار قد صدر، بتعليم اللغة الإنجليزية في المرحلة الابتدائية، فما الذي يمكن أن يحدث؟ هل سترمى تلك الكتب الجديدة التي تمتلئ بها مخازن وزارة التربية وترمى معها الملايين التي صرفت من أجل طباعتها وإعدادها في بريطانيا؟ وهل ستلغى عقود المعلمين الجدد الذين ظلوا عاما كاملا يشتغلون في غير الهدف الذي جاؤوا من أجله؟ وماذا عن المشرفين التربويين "44 مشرفا"، الذين تدربوا في الجامعتين البريطانيتين الصيف الماضي؟ وماذا عن حقوق الشركة السعودية المتخصصة في النشر؟.

مشكور ابولمى على هذا الموضوع