يعاني الكثير من مرضى السمنة المفرطة من الكثير من الأمراض البدنية والنفسية المزمنة بسبب كثرة تجاربهم الفاشلة في اتباع حمية غذائية قاسية وممارسة تمارين رياضية مرهقة للتخلص من الوزن الزائد ولكن دون فائدة. استمرت هذه الأزمة لفترات طويلة حتى كشفت الدراسات والأبحاث العلمية التي أجريت على تكوين المعدة ووظائفها عن أسرار مذهلة غيرت الوضع تمامًا.
فقد توصل العلماء وفقًا لما أوضحه الدكتور أحمد السبكي،استشاري جراحات السمنة والسكر بكلية الطب جامعة عين شمس وعضو الفيدرالية الدولية لجراحات السمنة والسكر ورئيس الرابطة العربية لجراحات السمنة والسكر، أن المعدة هي العضو الأكثر قابلية للاتساع في جسم الإنسان كما أنها المسؤولة عن إفراز العديد من الهرمونات المسؤولة عن الشعور بالجوع والإصابة ببعض الأمراض مثل ارتفاع مستوى الكوليسترول في الدم والسكر وغيرها من الأمراض المزمنة.
لذلك اكتشف الجراحين أن تصغير المعدة واستبعاد الجزء المسؤول عن إفراز تلك الهرمونات الضارة على الجسم *****ببة لزيادة الوزن وتقليل معدل الحرق وفتح الشهية يؤثر إيجابًا على صحة الإنسان ورشاقته. ومع تطور الأبحاث والدراسات ظهرت عملية تحويل المعدة والتي أثبتت أنها الأكثر ملاءمة للغالبية العظمى لمرضى السمنة المفرطة والسكر. وسنوضح لكم في ضوء حديث الدكتور أحمد السبكي معنى عملية تحويل مسار المعدة بالمنظار ومزاياها وشروطها ونتائجها على المدى القريب والبعيد.
تعد عملية تحويل المسار المصغر للمعدة من أدق عمليات تحويل مسار المعدة وأكثرها فعالية على الإطلاق. تتضمن العملية ثلاث أجزاء: 1- عزل جزء من المعدة يعادل 80% من المعدة بحيث يكون الجزء المتبقي الذي يمثل المعدة الأساسية يعادل 20% فقط وهذا الجزء كافٍ للغاية للتخلص من الوزن الزائد والعيش بشكل طبيعي
2- عمل وصلة معدية لتصريف الجزء الزائد عن سعة تلك المعدة المصغرة إلى الأمعاء مباشرةً دون أن يمتصه الجسم أو يستفيد منه
تتم عملية تحويل مسار المعدة تحت تأثير التخدير الكلي ويمكن إجرائها إما بالجراحة وتستغرق حوالي ساعتين تقريبًا ويظل بعدها في المستشفى لمدة يومين لملاحظة الحالة الصحية للمريض بعد الحالة الجراحة وبعدها يمكن للمريض العودة للمنزل بكل أمان. ولكن من الضروري الالتزام بتعليمات الطبيب بعد إجراء الجراحة وعدم بذل مجهود زائد لمدة أسبوعين حتى تلتئم الجروح الداخلية.
أما عن عملية تحويل المسار المصغر للمعدة بالمنظار فهي لا تستغرق سوى ساعة وربع تقريبًا ويمكن للمريض العودة لمنزله في نفس يوم إجراء الجراحة بكل أمان لعدم وجود ندب جراحية كبيرة ولكن مع تجنب المجهود الزائد أيضًا.ويبدأ المريض عادةً بملاحظة النتائج الإيجابية لعملية تحويل المعدة منذ الشهر الأول. لكل مشكلة أكلة تحلها... تعاني هذه الفئة من مرضى السمنة المفرطة ممن يرفعون ذلك الشعار دليلاً على ضعفهم أمام الأكل وفشلهم في مقاومة الشعور بالجوع عند التعرض للضيق أو الفرح أو حتى المرض من الاكتئاب عادةً لأنهم غير قادرين على الاستمتاع بحياتهم بشكل طبيعي. لذلك جاءت عملية تحويل المعدة لتزف إليهم البشرى، إذ يمكنهم تناول كافة أنواع الأطعمة والمشروبات دون قيود بما في ذلك السكريات والشوكولاتة والأطعمة الدسمة.
1- ملائمة لجميع فئات مرضى السمنة المفرطة ممن يريدون التخلص من أكثر من 30 كجم ومحبي السكريات والحلويات، لأن المعدة المصغرة تستوعب ما يلزم الجسم فقط ويتم تصريف الزائد عبر الوصلة المعدية إلا الأمعاء مباشرةً دون أن يؤثر ذلك على وزن الجسم
2- مناسبة لعلاج مرضى السكر من النوعين لأنها تساعد في ضبط مستوى السكر في الدم وتنشيط خلايا البنكرياس، وقد أكد الدكتور أحمد السبكي أن العديد من المرضى الذين خضعوا لعملية تصغير المعدة تخلو عن جميع الأدوية والأقراص بعد شهر تقريبًا من إجراء العملية
3- قابلية التخصيص حسب حالة كل مريض والوزن النهائي الذي يود الوصول إليه، وذلك من خلال ضبط اتساع فتحة المعدة وحجم المعدة الجديدة وطول الجزء المعزول من الأمعاء.
بالرغم من أن عملية تحويل المسار المصغر للمعدة تعد من أكثر عمليات تصغير المعدة أمانًا وكفاءة في علاج السمنة والسكر، فإنها تستلزم العديد من المؤهلات والخبرات الفائقة لضمان تحقيق أفضل النتائج. وقد ذكر الدكتور أحمد السبكي أن هناك مجموعة من الخطوات الضرورية اللازم على كلٍ من الجراح والمريض الالتزام بها للحصول على أفضل النتائج.
أولاً بالنسبة للمريض:
- يتعين على المريض البحث عن جراح مختص في عملية تحويل المعدة وحقق نجاحًا موثوقًا في تلك الجراحة لتفادي المغامرة مع جراح مبتدئ غير قادر على التعامل مع المواقف الطارئة مما يعرض الحالة لخطر قد يصل إلى الوفاة - مناقشة كافة المخاوف مع الجراح قبل تحديد الجراحة وتحديد الوزن والشكل النهائي اللازم الوصول إليه
- الالتزام بتعليمات الطبيب وتناول أقراص الكالسيوم والحديد والمكملات الغذائية طوال ستة أشهر بعد إجراء عملية تحويل المعدة لتفادي الإصابة بمشكلات صحية نتيجة نقص تلك العناصر بالجسم
- تناول العصائر والسوائل والأطعمة السائلة والمهروسة لمدة أسبوعين بعد إجراء العملية حتى تلتئم جراح المعدة الداخلية
- عدم الإفراط الزائد بعد إجراء تحويل المعدة تفاديًا لتمدد المعدة الجديدة حتى تعود لحجمها السابق ومن ثَم استعادة المريض لوزنه السابق
ثانيًا بالنسبة للجراح:
- يتعين على جراح تحويل مسار المعدة تشخيص المريض جيدًا وفحص المعدة بالآشعة اللازمة للتحقق من عدم وجود قرحة أو ارتجاع أو عيوب خلقية تمنع إجراء هذه العملية. - الاطلاع على المعايير والتقنيات العالمية الحديثة ومعرفة المقاييس المناسبة لحالة كل مريض على حدة لتفادي حدوث مشكلات
- الاستعانة بفريق طبي مختص ومتمرس لمساندته في حالة حدوث طوارئ، وفريق تخدير متمرس على التعامل مع مرضى السكر والضغط والقلب وغيرها من الأمراض التي عادةً ما تصاحب السمنة المفرطة
- كسب ثقة المريض ومتابعة حالته حتى بعد العودة للمنزل لمدة ستة أشهر للتأكد من عدم وجود تسريب أو مضاعفات
- طمأنة المريض وإبلاغه بالأعراض المؤقتة التي قد يعاني منها لفترة بسيطة بعد إجراء تحويل مسار المعدة مثل القيء نظرًا لعدم اعتياد الجسم على حجم المعدة الجديد.
والآن ما عليكم سوى التفكير جيدًا في حالتكم الصحية والنفسية الحالية وما يمكن أن تكون عليها بعد إجراء العملية، إذا كانت لديكم أية أسئلة أو مخاوف فيمكنكم الاتصال بمركز الدكتور أحمد السبكي لعلاج السمنة والسكر لحجز موعد واستشارته قبل اتخاذ القرار النهائي.
