أكاديمي يؤكد: طوًروا أنفسكم أيها المعلمون .. والوزارة تنوي إقرارها ووضع لائحتها
--------------------------------------------------------------------------------
معلمون يتساءلون: الترقيات الوظيفية في التعليم حلم أم حقيقة؟!
- "الاقتصادية" من الرياض - 15/11/1428ه**;
تنوي وزارة التربية والتعليم وضع ترقيات إدارية للمعلمين، أسوة بغيرهم من الدول الأخرى، حيث إن الترقيات الموجودة حاليا تخص الترقية في المستوى والراتب فقط، ومرتبطة بتوافر الشواغر، أما طبيعة عمل المعلمين على الأرض والواقع فهي واحدة، فلا فرق بين معلم جديد على المستوى الثاني له سنتان من الخبرة، ومعلم قديم على الخامس له 30 عاما، فلا يوجد كادر وظيفي إداري يستفيد منه المعلم القديم والمعلم المتميز فالكل سواسية في التعليم، القديم والجديد، المتميز والمقصر.
والمراتب المقترحة هي ( معلم ، معلم أول ، معلم مشرف، معلم خبير)، وتأتي معايير وضوابط ترقية المعلم **; بحسب عدد من الصحف **; إلى معلم أول في الالتزام بأخلاقيات مهنة التعليم، والعمل على تحقيق أهداف سياسة التعليم في المملكة، والابتعاد عن كل ما يسيء إلى شرف المهنة، والخبرة في المستوى كمعلم لا تقل عن خمس سنوات، وألا يقل تقدير الأداء الوظيفي عن (ممتاز) في السنوات الثلاث الأخيرة، ويجتاز المعلم المستحق إلى ترقية معلم أول 80 ساعة تدريب, كما أنه يكون حاصلاً على الوحدة الأولى والثانية والثالثة من الرخصة الدولية لقيادة الحاسب الآلي أو ما يعادلها، ويكون مجتازاً للمستوى الثاني من اختبار كفايات المعلمين، ويكون منتظماً في حضوره على ألا تزيد أيام غيابه دون عذر على خمسة أيام خلال العام الدراسي ليتم بعد انطباق كل هذه الشروط عليه منحه درجة إضافية فيصبح معلماً أول، وتكون الشروط نفسها في المستويات الأعلى.
ويتساءل معلمون هل ستظل ال**; 24 حصة مع إشراف الفسح والصلاة وآخر الدوام, إضافة إلى حصص الانتظار، التي يبلغ عددها أربع حصص غالبا، هاجسنا في التعليم, منذ أن نتعين حتى نبلغ الستين وهو سن التقاعد النظامي للمعلم؟! الأمر الذي سيسبب الإحباط لبعض المعلمين ويصل بعضهم أحيانا إلى مرحلة التشبع.
ولكن في دول مجاورة يختلف السلم الوظيفي كلية وتربط العلاوات بالترقية الوظيفية وليس بتوافر الشواغر كما هي لدينا.
ففي مصر مثلا يأخذ المعلم الجديد نصاب 24 حصة, وعندما يترقى إلى معلم أول في فترة خمس إلى ست سنوات يأخذ 14 حصة نظاما، إضافة إلى أن المعلم أول الأقدم يصبح رئيسا للقسم الذي هو فيه, ويشرف على زملائه الآخرين ويسد محل الوكيل في حال غيابه, وهكذا يستمر في الترقيات وهي كما يلي: معلم، معلم أول، وكيل، ناظر(مدير تربوي)، مدير فئة ب (مدير إداري)، مدير أ (رئيس مجلس إدارة).. وهكذا حتى إلى يصل وظيفة وكيل وزارة.
وفي هذا يقول عبد العزيز السرور, معلم صفوف أولية، أعمل في التدريس منذ 34 عاما، ولم ينقص نصابي عن 24 حصة غير الأعمال الأخرى، سوى في سنة من السنوات كنت معلما زائدا في المدرسة وأخذت 16 حصة ولكني عدت إلى ما كنت عندما نقلت إلى مدرسة مجاورة.
ويضيف السرور الآن أبحث عن التقاعد, حيث تبقى لي ثلاث سنوات لعلي أستريح.
أما عبد الرحمن السعودي معلم متميز وحاصل على عدة جوائز منها جائزة المعلم المثالي لعدد من السنوات، فيؤكد: أعمل في التعليم منذ 17 عاما، ورغم الجوائز التي حزتها, فإنها لم تشفع لي، فما زال وضعي كما هو في المدرسة، ولكن الحمد لله فهذا قدرنا نحن المعلمين, وأرى أن المعلم هو من يصيب نفسه بالإحباط, فعليه أن يطوًر نفسه بالقراءة والتنويع في وسائل التعليم وطرقه.
أما خالد الجوفي, وكيل مدرسة سابق, فيقول: حاولت التغيير وقدمت على وظيفة وكيل مدرسة، والتي ظننت أني سأرتاح قليلا من عناء التدريس فلم أرتح لكثرة أعمال الوكيل اليومية صعوبة وظيفته التي تتعلق بمتابعة طلاب المدرسة جميعم منذ دخولهم المدرسة حتى خروج آخر طالب منها، وعندما تقدمت بالنقل خارج المنطقة اضطررت إلى ترك الوكالة والنقل كمعلم, وذلك حسب شروط النقل التي تنص على نقل الوكيل والمدير كمعلمين فقط.
ويذهب عيد العنزي, معلم يشرف على الحاسب الآلي في إحدى المدارس, مع نصاب 15 حصة, بالقول: أعمل على الحاسب الآلي في المدرسة, وكنت أظن أنني أحاول التخفيف على نفسي من وطأة ال**; 24 حصة, ولكني فوجئت بضغط العمل بداية من التسجيل والترحيل في بداية السنة, حتى رصد الدرجات في نهاية العام.
ويؤكد العنزي أهمية الإسراع في الترقيات الوظيفية لعل المعلم يجد فيها ضالته, ويتمكن من الإبداع في عمله, وتحفزه لبذل المزيد من الجهد وأخذ الدورات طمعا في الترقية التالية في وظيفته.
وعن رأي التربويين والأكاديميين يرى الدكتور سعيد العمري, مدير تعليم سابق والمستشار الأكاديمي في مؤسسة الملك عبد الله لوالدية للإسكان التنموي، أنه لا مشكلة من أن يكرر المعلم الأعمال نفسها كل عام، فهذه طبيعة عمله التي تتطلب منه ذلك، بل إن الموظف الحكومي غير المعلم هو الآخر يكرر نفسه كل عام.
ويؤكد العمري ضرورة أن يطور المعلم نفسه، فهو بيده أن يجلب لنفسه الإحباط أو يطور نفسه من خلال القراءة والاطلاع, خصوصا مع ثورة التقنية والإنترنت، حيث إن المعلم لا يدرس الطلاب أنفسهم كل عام فمستوى طلاب هذا العام سيختلف لا شك عن العام السابق أو الجديد وبالتالي ستتغير طرائق التدريس وتتنوع وسائل التعليم، فالأمر يعود في النهاية إلى المعلم نفسه.
http://www.aleqt.com/news.php?do=show&id=105101
