المسرح لبنة أساسية لتكوين جيل ثقافي واعٍ ...
حنين عبد العزيز موصلي – جدة
اتفق عدد من الأكاديميين والتربويين والتربويات على أهمية المسرح المدرسي إذ يعد الطريقة المثلى لإيصال رسالة تربوية ولا يقتصر ذلك على الطلاب فقط إنما يشمل أيضا الطالبات ضاربين بذلك أمثله على أهمية المسرح في حياه الفرد ..حيث يقول الدكتور عبد الله العطاس نائب رئيس مجلس النادي الأدبي بمكة المكرمة: من خلال تجربتي ومن خلال كتابي والذي يعتبر مرجعا للنشاط المسرحي أرى أن التمثيل يعزز من قدرة الطلاب ويساعد على حل المشكلات النفسية في آن واحد والذي ينطبق على الرجل ينطبق على المرأة لأنهما لا يختلفان في المشاعر والأحاسيس لذا يجب علينا أن نهتم بالمسرح المدرسي للطالبات، خاصة مع وجود نص تربوي يساعد الطالبات على فهم الحياة والخبرات المختلفة ذات القيمة في المجتمع ويؤكد على أهمية ذلك اجتماعنا الأخير بسيدات تربويات طالبن بشدة بوجود مسرح تمثيلي خاص بالنساء أي أن الحضور والمشاركة يقتصر على السيدات فقط ..
وتؤكد على قول العطاس رولا عبد المجيد مخرجة الأفلام الوثائقية والمذيعة قائلة: كل مجال له سلبياته وايجابياته لكننا يجب أن نطوع هذا العمل بما يخدم ديننا عاداتنا وتقاليدنا كي نصل بفكرة سليمة فللتمثيل أهمية كبيرة والصورة ابلغ من الكلمة و أكثر التصاقا بالأذهان لذا يجب أن يتطور الإنسان لمواكبة العصر في إيصال الفكرة و تحقيق هدفه السامي، وترى الدكتورة آمنة ارشد بنجر رئيسة قسم التربية وعلم النفس بكلية التربية الأقسام الأدبية بجدة "أن للمسرح أهدافاً منها تنميه مهارة إبداء الرأي وطرح البدائل والمقترحات اللازمة لحل بعض المشكلات التي تواجه الأفراد وبذلك يمكن إيصال رسالة تربوية هادفة بالمحيطين بالمؤسسة التربوية سواء في المدرسة أو مؤسسات المجتمع ويمكن طرح مواضيع تُمثل على المسرح تتناول تلك المشكلات وبذلك تهدف المسارح بصورة أساسيه إلى إقامة التعاون السليم والعلاقات السوية بين أسره المدرسة طالبات ومعلمات وإداريات وقد تمتد هذه العلاقة إلى بقيه المؤسسات الاجتماعية ويفضل أن يتم إعداد أنشطة مواضيع المسرح عن طريق الطالبات وإشراف المعلمات المعدات لذلك وإعداد المواضيع الهادفة والصحيحة فكرا ولغة وثقافة مما يتيح الفرصة لإظهار قدرات وتنمية مهارات الطالبات الموهوبات على الكتابة والتأليف وطالبات أخريات لهن ميول ومهارات على الإعداد والتقديم والتمثيل ..ان المسرح يمثل ارض الواقع وهمومه الاجتماعية والثقافية وعن طريقه ينفس المشاركون عن أنفسهم بأسلوب مدروس ومقبول ومن أهم أعمال جماعه المسرح في العملية التعليمية مسرحة بعض مواضيع المناهج الدراسية و تحديد مكان يصلح أن يكون مسرحا في المدرسة أو الكلية وعقد لقاءات دوريه للتثقيف المسرحي وتقديم نشرات عن المسرح لتثقيف الطلاب والطالبات بأهمية المسرح واهم المسرحيات ومجلة للتعريف بأهم المسرحيات ومؤلفيها والتعاون من اجل مسرحة أجزاء من المواد الدراسية التي تقدم للطالبات في معظم مراحل التعليم العام والتخطيط والمتابعة الجادة لإقامة حفل سنوي مسرحي لهذه المدارس كل ذلك يهدف بالدرجة الأولى إلى تنمية مهارات وقدرات الطالبات فكرا ووعيا وثقافة على ارض الواقع كما يساهم في مواجهة التقدم السريع ومتطلباته في المجتمع وخارجه"
و ترى الدكتورة جميله السقاف أستاذ مساعد في كليه التربية الإسلامية جامعه أم القرى بمكة المكرمة أن للمسرح دورا في تنمية المواهب إضافة إلى دوره الوقائي والإرشادي حيث انه نوع من أنواع الفنون التي بالإمكان توجيهها لخدمة رسالة أو هدف وفق ضوابط معينة فهو جزء من الثقافة وقد كان لجامعة أم القرى تجربه في إبراز أهمية المسرح الجامعي حيث إننا قد جسدنا تاريخ المملكة العربية السعودية وتاريخ الخلفاء الراشدين والأمة الإسلامية
إن الهدف الاسمى وراء ذلك تعريف المشاهد كيفيه الاقتفاء لأثر هؤلاء العظماء الذين مروا على تاريخنا وإحياء كثير من عاداتنا الإسلامية وقيم المجتمع المسلم كما أنه يجذب المستمع والمشاهد ويقوم على إعمال أكثر من حاسة فالعين والأذن والعقل الذي يتدبر وقد اثر ايجابيا على كثير من الشابات حيث استطعن فهم الرسالة المقصودة من هذه المسرحيات وقمن بتغيير في حياتهن إننا نستخدمه علاجيا ووقائيا ويمكن معالجة السلوكيات الخاطئة به
ويؤكد احمد محمد قطب مشرف تربوي قائلا ..كل عمل نقوم به يعتبر فنا من وجهة نظري والتمثيل نوع من أنواع الفنون فلم ننكره على أنفسنا مادام في محيط السيدات فقط وفي حضور العادات والتقاليد وحكومتنا تهتم وترعى الموهوبات فلماذا لا ننمي موهبة التمثيل فهو الأسلوب الأسهل لتوصيل فكرة للمستهدفين ومعظم الأحيان يقرأ ويسمع عن مشكلة ما ولكن لا نعيرها اهتماما لكن إن شاهدناها استوعبناها ونجد أننا كنا غافلين عنها أنا لا أجد أي عائق ولا سبب في عدم التمثيل في مدارسنا مع وجود الضوابط وفي ظل العادات والتقاليد وإضافه إلى وجود هدف يستند إليه المشهد التمثيلي"
ويعلق على المالكي مدير مدارس المنهل الثقافي وإمام مسجد البر قائلا .. المسرح المدرسي منبر تربوي ومتنفس لجميع الطلاب والطالبات ولا يمكن أن تصل الرسالة إلا عن طريق المسرح فمعظم المدارس في الاصطفاف الصباحي ( الطابور الصباحي ) لا يمكن أن تقدم إذاعة صباحية إلا عن طريق المسرح ولا يمكن إيصال فكرة جيدة كانت أو سيئة الا عن طريق المسرح ..ولا أتحدث هنا على المسرح الذي يقام في المناسبات بل أتحدث عن المسرح الذي يقدم بشكل يومي والذي تقدم من خلاله الإذاعة الصباحية ..وإذا تم تفعيل المسرح بالشكل الصحيح ستصل الفكرة للطالب ولمجتمعه من خلاله، فهو يخرج طاقات الطالب الإبداعية عبر تنسيق معين وتحت إشراف المدرسين والمدرسات.