-
كتاب «بالتي هي أحسن» يعلم التسامح في المناهج السعودية
لم يره الطلاب ولا المعلمون
الرياض: عمر العقيلي
كشف مقرن المقرن مدير المقررات المدرسية في وزارة التربية والتعليم، أن الكتاب الذي تردد اسمه في الأوساط السعودية، على أنه مقرر تعليمي، سحب قبل تدريسه، لما فيه من اختلافات شرعية، ما هو إلا كتاب يتحدث عن التسامح واسمه (بالتي هي أحسن)، ولم يكن مقرراً تدريسه، بل هو ليس للتدريس في الأصل، لأنه يتحدث عن التسامح الموجود في المناهج، ووزع على المسؤولين والتربويين في الوزارة.
ويبدو أن هدف توزيع هذا الكتاب، هو اقناع بعض المنتسبين إلى وزارة التربية والتعليم، الذين يمكن ان يكون لديهم قناعات أو شك في وجود تطرف وتشدد تجاه الآخر في المناهج الدراسية، بوجود قيمة التسامح مع الآخر في مناهج التعليم العام في السعودية، أو أن الوزارة تريد من كافة منسوبيها الإحاطة بمواضع التسامح في المناهج وتمرير ذلك لبقية المجتمع.
وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة من الكتاب المثير للجدل، وهو من جزء واحد، ويتصدر غلافه كلمة (القيم في مناهجنا)، بالإضافة إلى اسم الكتاب (بالتي هي أحسن).
والكتاب المكون من 52 صفحة، مرفق به اسطوانة لمطالعة الكتاب عن طريق جهاز الكومبيوتر، يتحدث عن التسامح في المناهج، ويذكر أمثلة عديدة لذلك.
ويبدأ الكتاب بمقدمة مشتملة على كثير من آيات التسامح في القرآن، وهي مقدمة لـ 8 أقسام، يتحدث كل منها على جزئية في مناهج التعليم السعودي.
ويتحدث وكيل وزارة التربية والتعليم للتطوير التربوي، الدكتور محمد العصيمي، عن الكتاب بقوله: «القيم الإسلامية والمبادئ العظيمة التي تتبناها مناهجنا في جميع المراحل التعليمية، يسعدنا أن نقدمها للقارئ الكريم، والباحث عن الحقيقة، وكلّ مُعتَنٍ بالشأن التربوي، أمثلة مما احتوته مقرراتنا الدراسية من هذه الصور المشرقة، المستمدة من الشريعة السمحة، التي أكدت عليها سياستنا التعليمية ونهجتها قيادتنا الحكيمة، نقدّمها في هذا الكتيب حسب النص والصفّ والكتاب المدرسي والصفحة والموضوع، راجين أن نكون بذلك قد أوضحنا الحقيقة، ووضعناها بين يدي القراء، في ما يتعلق ببثِّ الفكر الوسطي وثقافة التسامح والحوار، وبيان حق الآخر، إضافة إلى البرامج والنشاطات التربوية التي تقدم للطلاب وتعتني بإبراز تلك القيم العظيمة».
وتبدأ أقسام الكتاب الثمانية بالتحدث عن التسامح في مناهج التعليم العام بالسعودية، والآيات القرآنية المتعلقة بالتسامح والتحاور مع أصحاب الديانات الأخرى، وبيان حقوقهم في المقررات الدراسية، والأحاديث المتعلقة بالتحاور مع أصحاب الديانات الأخرى، وبيان حقوقهم في المقررات الدراسية، والموضوعات المتعلقة بالتعامل مع أصحاب الديانات الأخرى وبيان حقوقهم في المقررات الدراسية، وثقافة السلام والتسامح في مناهج اللغة العربية، وبرامج ونشاطات الإدارة العامة للنشاط الطلابي، التي تسهم في بث الفكر الوسطي والتسامح والحوار، وأمثلة من برامج ونشاطات الأمانة العامة للتوعية الإسلامية أسهمت وتسهم في نشر الفكر الوسطي والتسامح والحوار، وأبرز الأعمال التي قامت بها الإدارة العامة للتوجيه والإرشاد حول موضوع «بث الفكر الوسطي والتسامح والحوار».
وفي كل قسم من الأقسام يتم الاستشهاد بأمثلة موجودة، مع توضيح رقم الصفحة واسم الدرس الذي يتحدث عنه الكتاب.
ويختتم الكتاب بكلمة تقول: «لقد أبرز الإسلام قيمة التسامح والوسطية في الدين، ولقد ترجمت مناهجنا ومقرراتنا الدراسية ذلك في نظأمنا التعليمي، ويأتي هنا دور المعلم والمرشد ورائد النشاط ومدير المدرسة والمشرف التربوي، وولي الأمر وجميع المهتمين بالعملية التربوية والقائمين عليها في البيت والمدرسة ومؤسسات المجتمع الأخرى لغرس هذه القيم والأخلاقيات، حتى تصبح سلوكاً أساسياً في حياة أبنائنا الطلاب وبناتنا الطالبات بما يحقق الصلاح للفرد والمجتمع والإنسان في كل مكان».
-
طلاب يصرفون مكافآتهم على شراء الجوالات وتناول الوجبات السريعة
يرون أنها تغنيهم عن طلب المصروف من الوالدين
حائل: سليمان الهمزاني
لم يكن المعلم خالد الذي يعمل في إحدى مدارس تحفيظ القرآن الكريم في حائل، يعلم أن المكافأة الشهرية لطلاب مدرسته يمكن أن يستفيد منها الطلاب في تسديد فواتير الهاتف الجوال، أو المساعدة في مصاريف الأسرة، أو حتى المساعدة في بناء منزل الأسرة.
لذلك خصص المعلم خالد جزءا من وقت الحصة التي يدرس فيها الطلاب، للسؤال عن كيفية صرف مكافأة الطلاب الشهرية والبالغة 250 ريالا لطلاب المرحلة الابتدائية و5** ريال للمرحلة المتوسطة و6** ريال للمرحلة الثانوية والتي تصرف أحيانا مجتمعة لشهور عديدة، فكانت إجابات الطلاب على غير ما توقع المعلم، فهناك طالب ينتظرها لإعادة الحرارة لهاتف جواله الذي انقطع منذ أسابيع، وآخر يرى أنها قد تساهم في مصاريف الأسرة، خاصة (مقاضي رمضان) وفواتير الكهرباء وغيرهما.
وتخصص وزارة التربية والتعليم جزءا من ميزانيتها لمكافآت طلاب وطالبات تحفيظ القرآن الكريم (كحافز وترغيب في الالتحاق في هذه المدارس)، ويزداد عدد الطلاب الملتحقين في هذه المدارس عاما بعد عام، جلهم من الأسر المتوسطة والفقيرة، والذين يرغبون في تعويد أبنائهم الطلاب على كيفية إدارة مصروفهم الذي يتقاضونه من المدرسة، والبعض الآخر وجد مكافأة هذه المدارس معينا لهم على تكاليف الحياة المعيشية.
ويرى الطالب محمد الشمري أن المكافأة تمثل له حافزا للاعتماد على نفسه والاستقلال عن (ِمنة) والده كما يعتقد، فهو يشتري منها ما يناسبه من الكماليات، خاصة أنه يوفر منها بعض المبالغ ليشتري أحدث الهواتف الجوالة، فيما يرى طالب آخر للمكافأة أنها فرصة جيدة للذهاب مع أصدقائه أيام الخميس والجمعة إلى مطاعم الوجبات السريعة التي بدأت تغزو أحياء حائل بشكل سريع. إلا أن الطالب محمود في الأول الثانوي آثر إلا أن «يعشي أهله ذبيحة»، كنوع من الوفاء لوالديه وأهله.
فيما كان غالبية من الطلاب، خصوصا في المرحلة المتوسطة مهتمين بتأمين أكبر عدد من أشرطة البلايستيشن ولا مانع من شراء واحدة جديدة· إلا أن هناك بعض الطلاب يرى أنه يجب استثمار المكافأة في أمور نافعة كالطالب عبد الإله المذهان الذي بين أنه اشترى نظارة طبية بقيمة 250 ريالاً عوضا عن نظارته القديمةث، وهذا حسب رأيه أفضل من شراء الألعاب، وكذلك الطالب سلطان العقيلي في الصف الثاني متوسط لا يحبذ الاهتمام بالألعاب والأمور غير النافعة أيضا فهو يقول إن أمه هذه الأيام تبني بيتا لهم وهو يريد بهذا المبلغ أن يساعدها وان تكون هذه المساعدة على سبيل المفاجأة فهو متأكد أنها ستفرح كثيرا بشعوري تجاهها وليس من أجل المبلغ فقط لأنه مبلغ بسيط.
ووجد بعض المعلمين الذين يعملون في مدارس تحفيظ القرآن فرصة جيدة للمكافأة، لذلك ألحق بعضهم أبناءه في نفس المدرسة التي يدرس فيها، بهدف الاستفادة من المكافأة من جهة وزيادة تحصيل ابنه من العلوم الدينية من جهة أخرى