نعمة النسيان طريقك إلى صفح زلات الإخوان
كثيرة هي نعم الله على خلقه , و منها نعمة النسيان فاستمتع بها أخي الإنسان ,
فهي بلسم للجراح , تنسيك كل ما مضى و راح , بها يلقى القلب كل الانشراح ,
و من عرفها سعد بترك الحقد و استراح .
نعمة النسيان نعمة عظيمة , و ما سمي الإنسان إنساناً إلا من النسيان لأنه ينسى
و هنا أعنى نسيان الألم و ترك الندم , نسيان الجراحات و تحويلها إلى بسمات
نسيان الخطأ الذي قد يبدر من الآخرين و التجاوز عن هفواتهم و الصفح الجميل عن زلاتهم
نسيان الخديعة التي قد تظهر منهم و مسامحتهم , بل توجيهم إلى طريق الحق و الصواب
نسيان الجرح الذي تسدده سهام ألسنتهم , أو تغرزه آثار أياديهم
نسيان كل ما قد يدفع القلب إلى الحقد عليهم أو يوجهة النفس إلى الضغينة عليهم
نسيان كل لحظات الالم و التماس العذر لهم , فكلنا خطائون و من ذا المبرأ قط
فعليك أخي الإنسان , بالنسيان النسيان
و ليكن طريقك التسامح و نهجك الصفح الجميل , فهو خير منهج و سبيل
اعلم إن كل إنسان فيه بذرة الخير و الشر فاعمل على تعزيز بذور الخير برعايتها و حسن العناية بها و إبرازها لتنمو و تورق بثمار الود و الحب و الصفاء و النقاء
و انزع بذور الشر و اقتلعها من نفسك و من غيرك
تعش أمناً مطمئناً هادئ القلب مستريح النفس
و لا يكن للحقد إلى قلبك سبيل , و التسامح هو لك خير صديق و دليل
روض نفسك على التسامح , وغفران زلات الإخوان
تستمع بحايتك , و تسعد بصدقاتك
أختكم عيون اللغة
