لماذا لا تخصص هيئة الصحفيين جائزة للتميز الصحفي؟
[frame="7 80"][grade="****8B FF6347 **8**0 4B**82"]
تضطلع الصحافة ضمن المنظومة الإعلامية الواسعة بدور كبير في التأثير والتثقيف واتجاهات الرأي، واستطاعت في مسارها الطويل تحقيق مكتسبات مهمة عززت مواقعها وضاعفت مسؤولياتها مستفيدة في ذلك من مجمل التطورات التقنية الرائدة التي رافقت مجالات الحياة.
وأضفى الازدهار العلمي أبعاداً مهمة على الشكل والمحتوى معاً فتحولت الصحف إلى مدارس من الممارسة وميدان لفصول واسعة من التجريب الفني المستمر، حيث طرأت مفاهيم جديدة على أساليب التعاطي مع القضايا وتنويع الأفكار الصحفية وراهنت اللغة الصحفية على اتجاهات ومسارات عكست بعمق الأبعاد الابتكارية التي باتت تحفل بها الصحافة.
ولفتت الاتجاهات الكتابية وطريقة العرض والإضافات المدعومة بالأشكال الابتكارية في الإخراج الصحفي الانتباه إلى فكرة التميز في التناول والعرض لخلق مناخ مواتٍ من الاجتهادات المتواصلة وطرح تنافس ينعش العمل الصحفي ويرقى بآلياته في شتى مجالات الكتابة الصحفية من تحقيقات ومقالات واستطلاعات الرأي والعروض الخبرية والتحليلات المتنوعة التي تتحلى برصيد مميز من الدقة والجاذبية.
وفي ظل هذا التدفق الهائل للمادة الإعلامية والصحفية منها على وجه التحديد بقي لابد من البحث عن وسيلة عملية لإتاحة مزيد من الأدوار الفاعلة للصحافة المحلية ضمن سياق التحولات الإقليمية والدولية لضمان دورها التأثيري والتنويري ولمواكبة المستجدات التي باتت تترى تباعاً في إطار حركة مجتمعية عالمية سريعة الدوران.
ولطالما راودتني فكرة أن توجد جائزة للإنجاز الصحفي لأن التطور الكبير الذي طرأ على الصحافة انعكس بالضرورة على صحافتنا المحلية و***ت تأثيراتها تحولات ملحوظة على شكل الصحيفة ومضمونها وضخت الجامعات أجيالاً جديدة إلى سوق العمل الصحفي مسلحة بالمعرفة الأكاديمية وباحثة عن ميادين عملية لممارسة التطبيق العملي وتجريب معارفها ومكتسباتها.
إن إيجاد جائزة للتميز الصحفي من شأنه أن يعزز القدرات الذاتية لصحفيينا ويوسع آفاق التجربة ويحدد الروح الابتكارية لديهم لذا أرى أن تتبنى هيئة الصحفيين بما يتوفر لديها من آليات عمل فاعلة هذه الفكرة الحيوية بتوفير الضوابط العلمية اللازمة وإقصاء العاطفة وتنحية المجاملة في تقييمها للأعمال الصحفية إذ إن خلق التحفيز اللازم للتألق يدفع بالكثيرين نحو الإبداع والاكتشاف والتجديد .وجوائز على هذا النحو كفيلة أن تكرس لمفهوم جديد للتناول والعرض والارتقاء بالرسالة الصحفية وتعزيز دورها الريادي.
لقد اسهمت المحفزات دوماً في هذا التنويع الهائل للمادة الصحفية وهي تناولات لقضايا اشتغل عليها محرروها بعناية وإبداع.. وتدفعني جوائز البوليتزر السنوية للتميز الصحفي بالولايات المتحدة بضرورة تسريع الفكرة لدينا ويحفزني اطلاعي على خبر توزيع جوائزها يوم 5 إبريل الماضي حيث حصدت صحيفتا «لوس انجلوس تايمز» و«وول ستريت جورنال» معظم جوائزها بكفاءة العرض وشفافية المعالجة على أهمية إيجاد الصحفي أو المحرر المتخصص الذي يعبر عن مكتسبات ومعارف متجددة في حقله. المحرر الذي يحيط ويتقن مفردات تخصصه. المحرر (السياسي، الديني، العلمي، والأدبي).. إلخ.
وعلى الصعيد الإقليمي اطلعت على اعتزام نادي دبي للصحافة يوم 25 إبريل الجاري توزيع جوائز الصحافة العربية في ظل منافسة كبيرة لـ 2138 مادة صحفية توزعت على التحقيق والحوار والعمود والبيئة وصحافة تكنولوجيا المعلومات.
إن تعدد الحقول الصحفية التي تخضع للتقييم يطرح تحديات على مستوى المعرفة والممارسة الصحفية وعلى صعيد التدريب المستمر لملاحقة ما يستجد من تقنيات تملك صفة التجدد الدائم والانتشار الكبير.
إن تبني هيئة الصحفيين لفكرة الجائزة وتعزيز أدائها وتوسيع آفاق عملها ووضع آليات مبتكرة لتطوير العلاقة بين الجائزة وبين مختلف المؤسسات الصحفية المحلية من شأنه أن يكسب طاقمنا الصحفي المحلي المزيد من الخبرات الأدائية ويوفر لديهم مهارة التنافس والكشف والابتكار ويمنحهم التأهيل اللازم الذي يمكنهم من المنافسة على صعيد الجوائز الإقليمية والدولية.
إن المكاسب المتوقعة في ظني لإعلان هذه الجائزة كبيرة وذات عائد مثمر ويفتح المجال واسعاً أمام الجميع لمزيد من الابتكار ومزيد من الإبداع ليس على صعيد الطرح الصحفي الذي يأخذ صفتي الابداع والتشويق بل وعلى مستوى السبق الصحفي الذي يجب الانتباه إلى قوته وتأثيره المميز على أداء الصحيفة.
زيد الشكري[/grade][/frame]
