فتيات يقبلن على الشاي والقهوة في أيام الامتحانات والمختصون ينصحونهن بالبعد عن المنبها
مع بدء اختبارات الفصل الدراسي الأول، ثمة عادات تصر عليها بعض الطالبات اعتقادا منهن أنها تزيد من قدراتهن على المذاكرة والتركيز.
فقد اعتادت الطالبة في أكاديمية الفيصل تخصص شبكات الجوهرة الراشد مواصلة استذكار دروسها دون انقطاع من بعد صلاة المغرب وحتى وقت الاختبار..." وما يعينني على هذا هو الشاي والقهوة اللذان أشربهما بشكل متواصل مع المذاكرة " مضيفة أن هذه المشروبات تضفي جواً مريحاً بالنسبة لها مع المذاكرة وتشعرها بالأمان وبالقدرة على الدراسة دون تعب وتؤكد الراشد أنها في فترة الاختبارات تتناول في اليوم الواحد ما يقارب الـ ( 12 ) كوباً من المشروبات المنبهة المتنوعة.
و تحدد الطالبة بكلية الخدمة الاجتماعية مزنة الدوسري أوقات الدراسة بحسب سهولة أو صعوبة المادة، وتقول : في كلتا الحالتين أفضل أن أبدأ مذاكرتي من بعد صلاة المغرب وحتى العاشرة مساءً لأتمكن من النوم والاستيقاظ عند الثانية صباحاً وتؤكد على حاجتها لشرب القهوة بنوعيها العربي والتركي بمعدل ( 4 ) أكواب في اليوم، لأنها كما تقول تشعرها بالراحة في المذاكرة .
و إضافة إلى القهوة فإنها تشرب كثيرا من مشروبات الطاقة اعتقادا منها بأن الطاقة التي تمدها بها هذه المشروبات تريحها نفسياً وتهدئ من قلقها حتى وإن كانت طاقة وهمية .
و تقيس الطالبة بكلية العلوم الطبية جواهر الغشيان حاجتها للمنبهات بحسب سهولة وصعوبة المادة وكذلك بحسب قطعها شوطا كبيرا لإنهاء المقرر، تقول الغشيان " إذا شعرت بالنعاس أفضل تناول كوب واحد من النسكافيه المركز ليغنيني عن شرب المزيد من المنبهات الأخرى " مشيرة إلى ضرورة النوم حتى لو لم يتجاوز الساعتين .
وتختلف الطالبة بكلية الآداب قسم لغة إنجليزية جميلة الشمري عن سابقاتها فتشعر جميلة بأن القهوة بالذات تسبب لها الخمول وتفضل استبدال المشروبات المنبهة بعصير الليمون والنعناع، تقول جميلة : أرفض تناول المنبهات وقت الامتحانات كما أرفض مواصلة الدراسة حتى اليوم التالي مؤكدة أن تنظيم الوقت يعطي المذاكرة حقها وتشير إلى أن برنامجها الدراسي يبدأ من بعد صلاة العصر وتحاول أن لا تتجاوز منتصف الليل ليتسنى لها النوم مالا يقل عن 8 ساعات مؤكدة أن الارتياح البدني ينتج عنه ارتياح عقلي وبالتالي سيكون استحضار المعلومات وقت الاختبار أسهل .
وتؤيدها الطالبة بكلية التربية قسم علم حيوان مريم السلمان، مضيفة أنها ترفض كافة أنواع المنبهات ومشروبات الطاقة لأن النوم بالنسبة لها ضروري لتجديد النشاط مشيرة إلى أنها تتناول كوب قهوة واحداً فقط قبل دخول الاختبار وقت الصباح .
من جهتها تشير الاختصاصية التربوية سعاد عبد الله إلى أن مسألة المنبهات نسبية وتتفاوت بين شخص وآخر، وبعض المنبهات مثل القهوة قد تفيد في زيادة تركيز الطالبة وانتباهها لفترة محدودة تمتد إلى ساعتين أو أكثر قليلا، وبعض الطالبات يتناولن المواد المنبهة ثم نجد أنهن قد استغرقن في نوم عميق، إذ إن تأثير هذه المواد هو إيحائي أكثر منه فعلي، وعموما فنحن لا ننصح بتناول هذه المواد المنبهة على الإطلاق، لأنها قد تتحول إلى نوع من الإدمان فيتصور الطالب أو الطالبة أنه لا يستطيع أن ينجز أي شيء من دونها، وإذا غابت عنه أو قلت عن معدلها الطبيعي يتخيل أنه فقد تركيزه بشكل كلي، وهذا مجرد إيحاء ليس أكثر، ومن ناحية ثانية، فإن ما تمنحه القهوة على سبيل المثال من تنبيه لفترة محدودة، سرعان ما يتبدد حين يذهب أثرها، ويطالب الجسم بتعويض هذا التنبيه الصناعي بأخذ فترة من الراحة ربما تتجاوز فترة التنبيه التي تسبب فيها شرب القهوة، والخلاصة أن كل شيء كلما كان طبيعيا كان أفضل، والأصوب بالنسبة للطلبة والطالبات، أن ينظموا أوقاتهم بطريقة جيدة، بحيث تتوازن فيها فترات الراحة وفترات المذاكرة وحتى فترات اللهو، حتى يكون تحصيلهم جيدا.
