المصريون يطالبون بوضع ضوابط على "الإنترنت" حفاظاً على الأخلاقيات

في الوقت الذي يطالب شبان مصريون بمزيد من الحرية في تعاملهم مع أدوات الاتصال الحديثة مثل الانترنت يطالب البعض الآخر بتحجيم هذه الحرية على أساس أن هناك مواقع على الانترنت من النوع المدمر لعادات واخلاقيات الشعوب.
ويشهد قطاع خدمات الاتصالات والانترنت في مصر تطورا هائلا حيث اصبح الجمهور المصري اكثر اقبالا نحو شبكة الانترنت والاستفادة من الخدمات التي تقدم من خلالها خصوصا أن الحكومة المصرية اتاحت هذه الخدمة بالمجان.
وبحسب التقرير الصادر من وزارة الاتصالات والمعلومات في مايو الماضي فإن هناك قرابة 3ر 2مليون مستخدم لشبكة الانترنت وهو ما يزيد بأكثر من 10اضعاف عددهم في أكتوبر 1999عندما كان هذا العدد لا يتجاوز 3**الف مستخدم.
وللنجاح الكبير وللزيادة الكبيرة في مستخدمي شبكة الانترنت دفعت الحكومة المصرية بتوفير الدخول المجاني على شبكة الانترنت ايمانا منها ان هذا النجاح سينعكس على الاقتصاد المصري.
كما عملت الحكومة المصرية على توفير الحاسب الآلي في المدارس المصرية وعملت على تشجيع الشركات لتقديم خدمات الانترنت الخاصة حيث يقدر عدد الشركات المقدمة لخدمات الانترنت في مصر بحوالي 82شركة.
وفي مقابل هذا النجاح الكبير في زيادة عدد مستخدمي شبكة الانترنت في مصر حذر البعض من أن المسألة لها جانبها السلبي إذ إن بعض الشباب يستخدمون الانترنت في الدخول إلى مواقع اباحية الأمر الذي يمكن أن ينعكس سلبيا على سلوكياتهم.
ودعا بعض الشباب الذين التقتهم وكالة الأنباء الكويتية (كونا) إلى تدخل الحكومة للعمل على الاستعانة بتقنية تجعل الدخول إلى المواقع المخالفة للآداب مسألة صعبة حتى لاتتحول هذه الوسيلة العالمية للحصول على المعلومات إلى أداة لنشر الاباحية والرذيلة
0وقال محسن شكري البالغ من العمر ( 24عاما) ويدرس في احدى الجامعات المصرية انه لابد من الانتباه أن بعض مواقع الانترنت هي مواقع اباحية لا تتناسب مع المجتمعات العربية والاسلامية المحافظة ولكن هناك مواقع تتبنى أفكارا غريبة تشكل خطرا داهما على هذه المجتمعات. واضاف ان بعض الدول العربية ادركت خطورة الاستخدام السيئ للانترنت فعملت على استخدام نظم وتقنية تحجب بعض المواقع السيئة ومنها السعودية والكويت ومملكة البحرين ودولة الامارات العربية المتحدة.
وبين شكري ايضا ان الانترنت اصبح يستخدمه بعض الاشخاص او الشركات الوهمية في جرائم انتحال الشخصية عبر الانترنت حيث يتم سرقة البيانات الشخصية للشخص بهدف استغلال البطاقات الائتمانية والقروض وسلع اخرى بأسماء آخرين.
واوضح ان اي زائر للمواقع الالكترونية على الانترنت يجد كل أنواع المعلومات والبيانات الشخصية ومع توافر هذه البيانات والمعلومات يستطيع اللصوص الحصول على قروض أو شراء سلع.
من جهته قال علاء سلامة البالغ من العمر ( 25عاما) ان استخدام الانترنت احدث قفزة نوعية في الاطلاع على ثقافات البشر أينما وجدوا من خلال الاتصال والتواصل معهم والتحدث اليهم وتبادل المعلومات الا ان بعض الشباب تأثر بمعلومات وقضايا كثيرة نقلت إليه عبر الشبكة بطريقة خاطئة مما تأثر بها وأصبحت منطلقا جديدا في حياته.
ودعا رجال الدين المعروفين إلى تكثيف جهودهم عبر شبكة الانترنت وأن يضعوا دراساتهم وخبراتهم الدينية اضافة إلى عناوينهم الالكترونية لكي يطلع عليها الشباب ويأخذوا الفتاوى الايجابية وأن يكون بينهم حوار مفتوح يطلع عليه الجميع.