-
نظرية القيم
منظومة القيم التي يصطبغ بها مجتمع , ما كانت لتكون لولا تفاعله الحضاري ومروره بسلسلة طويلة من الأحداث الجسيمة والكوارث العظيمة والتي تدفع إلى شعور راسخ بضرورة التغيير وفق معايير لها طابع التماسك والبقاء لتكون درعا واقيا لصدمات جديدة مماثلة لما سبقها .
والناظر لمنظومة القيم الغربية التي يحفل بها هذا المجتمع والتي أظهرته ببريق لامع يحفز كل المجتمعات للوقوف له وإعطاءه تحية تقدير وتبجيل
الناظر لهذه القيم يجدها معدودة محدودة بقيم ولدتها أوضاع وصدمات تصطبغ بسمة أبوية واحدة فحقوق الإنسان ما كانت لتكون قضية ذات أولوية لولا أن الإنسان قد مزقت كل حقوقه وأهين أبلغ الإهانات وهتكت كل معالم كرامته وحتى إذا انقشعت سحابة الظلم جادت الإنسانية بهذه القيمة , هذه القيم المحدودة في إطار صبغة أحداثها , جديرة أن تجعلنا نفرح ونتفاءل بتسارع وتيرة الأحداث في مجتمعاتنا وكثرة النكبات .
والفرح رهين بمدى صدقنا في التعامل مع هذه الأحداث بحيث نضع سؤالين بعد كل كارثة :
لما حدث ذلك ؟ وكيف نضمن أن لا يقع؟
وحين نخفق في الإجابة على السؤال الأول فإننا سنخفق قطعا في وضع آلية : لكيف نضمن أن لا يقع ؟
وحالنا يقول أننا دوما لا نجيب بصدق عن السؤال الأول , لذا فمن المستحسن أن نبكي على أنفسنا ونأسى لمآسينا .
لا مكان للتفاؤل ففي حين نجهد أنفسنا للخروج من ظلام متعلقين ببصيص من نور التغيير نصله فإذا نحن في الهاوية وإذا نسيم القيم التي راهنا على مولدها من صرير العاصفة إذا هي تعصف بالبقية الباقية ففي حين ندبنا حرمة النفس نجدنا ندبنا قيم احترام العقل وتقبل الرأي ويا الله كم كشفت مآسينا من زيف كل ما كنا نقول أنه بقي لنا .
وماذا قد بقي لنا إلا تصفية حسابات واصطياد نهم في ماء عكر .
جدير بنا أن نقف طويلا مع مآسينا وقفة غايتها التغيير إلى الصورة الأكثر توافقا مع ثوابتنا ومع قيمنا التي نتشدق بذكرها ... وجدير بنا أن نبدأ مشروع التغيير بمنطلق نفسي سليم خالي من أدران النفس وحظوظها وأهوائها جدير بنا أن نرتدي لباس الصدق في طريقنا إلى الرقي .
-
مشكلة القيم عندنا انها على حسب مزاجنا ومدى الفائدة التى سنجنيها