بعد مرور عام على التجربة : "مــديـرات المدارس" صـــلاحيات مـع وقــف الـتـنـفـيذ
صدر منذ ما يقارب العام من ادارة التعليم تعميم يؤكد على منح مديرات المدارس المزيد من الصلاحيات لمعالجة الكثير من الامور الادارية والتعليمية بالمدرسة دون الرجوع لادارة التعليم.. ويأتي ذلك اختصاراً للجهد والوقت وبما يضمن انتظام العملية التعليمية..
ولكن ماهية هذه الصلاحيات وماهي وجهة نظر اصحاب الشأن انفسهن "المديرات" بتلك التعاميم في ظل مرور قرابة عام على اصدارها حيث يمكن بعد تلك الشهور تقييم التجربة، "الرياض" طرحت وجهة نظر مديرات مدارس البنات للمراحل الثلاث (الابتدائي، المتوسط، الثانوي)..
لاشيء يميزنا
بداية تقول الاستاذة/فاطمة المالكي مديرة المدرسة 117المتوسطة عندما استلمت التعميم وقرأت عنوانه - الصلاحيات المخولة لمديرات المدارس - شعرت ببهجة عظيمة واشراقة امل بمستقبل اداري اكثر اماناً واقوى احكاماً واقدر على الاصلاح للنهوض بالامة ومستقبلها الذي يبدأ من وجهة نظري باصلاح احوال طالبات المدارس، مستقبل اداري نستطيع من خلاله الضرب على ايدي العابثات والمقصرات والمتمردات من كل منسوبات المدارس من طالبات وموظفات فنعيد لادارة المدرسة هيبتها المفقودة وقوتها المسلوبة بفضل اللوائح والانظمة التي تقادم عهدها فلم تعد تفي بمستجدات هذا الجيل الجديد من الفتيات جيل الفضائيات والانترنت ولم تعد قادرة على نمط معين من الموظفات المقصرات المتمردات في اوضاع قيدتنا فيها الواسطة والمصالح الشخصية، لكنني حينما قرأت تفاصيل هذه الصلاحيات اصبت بخيبة امل لامثيل لها.. هذه الصلاحيات ماهي الا اعمال ومهام اضيفت الى اعمالنا ومهامنا واعباء رأت ادارة التعليم ان ترفعها عن عاتق موظفيها لتثقل بها كاهلنا..!"
وتتابع "نحن قد نشتكي كثرة الاعمال والمعين هو الله وحده ولكننا نتأمل بمنحنا صلاحيات حقيقة تتناسب وحجم مسؤولياتنا فليس من العدالة ان اكون مديرة مدرسة مسؤولة عن كل شاردة وواردة واسأل عن كل صغيرة وكبيرة دون ان يكون لي سلطة حقيقية على اي منها.. فبالله عليكم هل ترون للمديرة ميزة مادية او معنوية تميزها دون باقي موظفاتها؟ اننا بحاجة لصلاحيات تجعلنا قادرات على الوفاء بواجباتنا.."
مشكلة الواسطة
وتؤيد مديرة المدرسة الابتدائية 95الاستاذة/ حياة الناصر كل ماذكر حول عدم وجود الصلاحيات المناسبة لمديرات المدارس وتعتبر وضع المدارس الابتدائية من هذه الناحية افضل بسبب صغر اعمار الطالبات وندرة الاصطدام بتصرفات وتمردات المراحل العليا ولكنها تبدي استيائها من اهمال المسؤولين لعملية صيانة المدارس والتي لايسمح لمديرة المدرسة بالتصرف حيال ذلك والتي تصدر التعاميم كل فترة في عدم السماح بتدخل الصيانة من غير الجهات المعتمدة من ادارة التعليم.. وتستطرد قائلة "نحن المديرات في ساحة الميدان الحقيقي للعمل ولا يمكن ان يشعر وزير او مدير او اياً كان ما نشعر به نحن في ظل عطل او قصور لاسيما في مشاكل كهرباء مبنى الواسطة..!!"
وتضيف في ختام حديثها الى مساوئ الواسطة وتوظيف البعض في سبيل المجاملة الاجتماعية والتي ادت الى تكدس اعداد من الموظفات في مدارس بينما مدارس اخرى تعاني من النقص بشكل يلفت النظر.." ثم تؤكد ان القطاع التعليمي من القطاعات المتعبة جداً في العمل والمتابعة لاسيما تحت ظل تعاميم تناقض بعضها ومسؤوليات بلا صلاحيات.."
الثواب والعقاب
اما الاستاذة منيرة الصوعان مديرة الثانوية 62فترى من اهم مايجب منحه لصلاحيات المديرة مسألة العقاب والثواب وتتساءل قائلة "لائحة الثواب والعقاب الصادرة من ادارة التعليم منذ اكثر من عشرين عاماً هل تصلح لجيل اليوم..؟"
وترى ان طالبات اليوم يختلفن تماماً عن طالبات الامس وبالتالي تختلف طريقة واسلوب العقاب حيث لامجال للمقارنة بين ماسبق وبين عصر العولمة والانترنت وفروق كبيرة بين فتيات الجيلين..
كما تعقب على مسألة الصلاحيات قائلة "اية صلاحيات وكل تصرف تقوم به المديرة عليها ان تعود قبله الى ادارة التعليم بالخطابات والانتظار للبت في الامر؟ وبالطبع هذا يعيق ويؤخر ما فيه مصلحة البنات.." وتختم حديثها بعلامة تعجب مصدرها اعطاء الصلاحية لمديرة المدرسة باستدعاء الدفاع المدني في حالة الحاجة لذلك من نشوب حريق وغيره لاسمح الله وتعلق على ذلك قائلة "هل نحن بحاجة لمنحنا هذه الصلاحية للحفاظ على ارواح الطالبات..!!؟"
رأي مختلف..!
اما الاستاذة شريفة الغامدي مديرة المتوسطة 113فكان رأيها مخالفاً تماماً لجميع ضيفات هذا الاستطلاع حيث قالت "الصلاحيات جيدة اذا احسنا استخدامها بمعنى ان لاتستغلها بعض المديرات في فرض دكتاتوريتهن داخل المدرسة.." وكمثال على ايجابيات هذه الصلاحيات ذكرت مسألة افتتاح المزيد من الفصول الدراسية بما يتناسب مع عدد الطالبات وكذلك عملية قبول ورفض الاجازات والتي ساهمت في مرونة الاجراءات من حيث اعتمادها من المديرة شخصياً.."
وانهت حديثها مؤكدة على ضرورة مخافة الله ومراعاة الضمير الانساني في ظل هذه الصلاحيات الجديدة..!!
مع وقف التنفيذ
"حبر على ورق.." هكذا جاء تعليق الاستاذة لطيفة الرميح مديرة الابتدائية 1**حول الموضوع معتبرة تلك الصلاحيات مجرد تعاميم بعيدة عن التنفيذ الحقيقي وقالت "كلها صلاحيات مع وقف التنفيذ وكل مادة في التعاميم تتبعها اخرى تمنع اي تصرف دون العودة لادارة التعليم حتى في اصغر الامور الادارية.."
الاستاذة جواهر الهزاني مديرة المتوسطة 112تؤيد ماذكرته الاستاذة الرميح وتعلق قائلة "تلك الصلاحيات مجرد مواد مكتوبة دون اي تنفيذ والدليل على ذلك مسألة العودة الى التوجيه وادارة التعليم في كل صغيرة وكبيرة".
وتقترح ان يكون هناك اثر فعال للاداء الوظيفي للموظفة وان ينظر في لائحة العقاب والثواب الذي مضى عليه عشرات السنين (منذ عام 1403هـ) دون تغيير بالرغم من التغيير الكبير في اسلوب وسلوك الجيل الجديد وترى الاستاذة الهزاني ان البقاء على الاساليب القديمة لهذه اللائحة سوف يؤدي الى انفلات الطالبات. وتضيف ان تلك اللوائح رغم عيوب قدمها الا انها ايضاً لايطبق منها شيء حتى مع اولئك الطالبات اللاتي يصل تماديهن الى اقصى الدرجات وتعتقد ان ادارة التعليم هي دائماً في صف الطالبة بالرغم من بعدها عن الاطلاع المباشر حول وضع ونفسية الطالبات..!
كما تقترح ايضاً ان تجتمع هيئة او لجنة من المتخصصين في علوم النفس والتربية وتدرس حالات الطالبات للاطلاع على نوعية ما يواجههن من مشاكل وصعوبات بشأن الظروف الجديدة لاسيما في اسلوب التعامل مع الجيل الجديد وان تضع هذه اللجنة لائحة الثواب والعقاب المناسبة لعصر تغير بشكل كبير..
كما تعتقد الاستاذة جواهر ان قرارات وتعاميم الوزارة تنقصها احياناً كثيرة الدراسة حيث يأمرون بما هو غير ممكن وتضرب مثالاً على ذلك تعميم النشاط اللامنهجي لمعلمة النشاط في الوقت الذي يرفض التوجه النسائي ذلك او يرى ان الحصص الاساسية اهم.. وتختم حديثها قائلة "المديرة مضغوطة جداً في مسؤوليات ادارية روتينية بعيداً عن واجبها الاساسي وهو الاشراف.."
اما مشاعل العلي مديرة المتوسطة 91فتؤيد ما ذكر حول عدم جدوى ما منح لمديرات المدارس من صلاحيات بالرغم من الاجتماعات التي عقبت تلك التعاميم والتي طرح بها كثير من المديرات رؤيتهن واقتراحاتهن وترى ان مكاتب الاشراف ايضاً لاتملك الصلاحيات المطلوبة وتؤكد على اهمية عملية الضبط التي تقع في ازدواجية مع لائحة العقاب والثواب لما يطرأ على الاجيال من تغيرات وتقترح ان يخصص مائة علامة لسلوك الطالبات اسوة بالطلاب بدل الخمسة عشر علامة المطبقة حالياً والتي لاتكفي لضبط سلوك الطالبة.
