ثلاث ليال
ثلاثُ ليـالٍ يـا محـبُّ تصَرَّمـت
وإنـي لفـي شـوقٍ إليـك غزيـرُ
فكيف إذا أمضيتَ في البُعـد سبعـةً
ليَ اللهُ ، ما حالي ؟وكيـف أصيـرُ؟
على القربِ مشتاقٌ فكيف مع النَّوى؟؟
إذا ذُبْتُ من شوقـي فـذاكَ جديـرُ
أراكَ بصَحْوِي إن صحوتُ ، وإن أنمْ
فطيفٌ مـع الأحـلامِ منـكَ يـزورُ
أَخِلِّـي وليـت اللهَ يجمـعُ شَمَْلـنـا
سئمـتُ حياتـي والفـؤادُ حسـيـرُ
أحِـنُّ إلـى تلـكَ الليالـي وأنسِهـا
وأنـتَ أمامـي فـي المقـامِ أميـرُ
ليـالٍ بهـا أنـسٌ عظيـمٌ وبهجـةٌ
وروحُ تصـافٍ بينـنـا وســرورُ
كأنِّي إذا مـا القـومُ ودَّعَ بعضَهـم
وأنتَ بـذاكَ الكَـفِّ كنـتَ تشيـرُ
وقد أرْسَلَتْ منـكَ الضلـوعُ تَنَهُّـداً
ومنِّـي شهيـقٌ حينَـهـا وزفـيـرُ
ودمْعٌ جرى فوقَ الخـدودِ مُتَرْجِمـاً
تَلوُّعَـنـا أنَّ الـمـقـامَ مُـثِـيْـرُ
مصابٌ بداء الموتِ تَنْسَـلُّ روحُـهُ
لـهُ صِبْيَـةٌ ضُعَفَـاء وهْـوَ فَقِيـرُ
مُحِبِّي كفـاكَ البُعـدُ فَامنُـنْ بِأَوْبَـةٍ
فقلبِي مـن الأشـواقِ كـادَ يطِيـرُ
تَرَفَّـقْ بقَلبِـي لاتُهَيِّـجْ صَبابَـتِـي
فإنِّـي مُعَنًّـى فـي هـواكَ أسِيـرُ
ولولا ظُروفٌ في الحيـاةِ تَعُوقُنِـي
لكنـتُ بِصَـفِّ الراحِليـنَ أسِـيـرُ
ولكـنَّ أمـرُ اللهِ قـد حَـال بينَنَـا
فللهِ كُـلُّ الأمـرِ وهْــوَ قَـدِيْـرُ
ألا بِئْسَـتِ الدنيَِـا وأنـتَ بغَيْـبَـةٍ
بَعِيـدٌ ، فبُعْـدُ المُخْلِصِيـنَ كَِبـيـرُ
وقد كُنـتَ نـوراً للحيـاةِ وبَهْجَـةً
فَبَعْدَكَ فـي كُـلِّ الأمـورِ قُصُـورُ
عليـكَ سـلامُ اللهِ ماهَبَّـت الصَّبـا
وما دامَ نجْـمٌ فـي السمـاءِ يسِيـرُ
هادي مدخلي