مقال حمود ابو طالب ... إلى وزارة الخدمة المدنية
حبكت يعني؟
حمود أبوطالب
لست من دعاة التسيب لأنه لا يحتاجني كي أتضامن معه، فهو موجود وضارب بأطنابه في مفاصل حياتنا، خصوصا بعض الإدارات الحكومية، ومن لديه شك أنصحه بقراءة الحلقات الجميلة التي بدأ كتابتها في صحيفة الحياة الزميل الأستاذ أحمد الشعلان يوم أمس الأحد..
لذلك، لا أرى مبرراً وجيهاً ومعقولاً للوعيد الشديد الذي أطلقه وزير الخدمة المدنية: (لا تمديد لإجازة موظفي الدولة والعودة الثلاثاء المقبل)، كما هو منشور في رأس الصفحة الأولى لصحيفة عكاظ يوم أمس مع تفاصيل في الصفحة الأخيرة. وبعض التفاصيل تقول: قطعت تأكيدات وزير الخدمة المدنية ما تردد لدى أوساط واسعة من الموظفين عن توقعات بصدور قرار بتمديد إجازة الموظفين ومساواتهم بإجازة المعلمين والمعلمات والطلاب..
وبعد تأكيدي مرة أخرى - يا معالي الوزير - أنني لست من دعاة التسيب، وأستطيع أن أحلف لو أردت، أسمح لي أن أقول ما الذي سوف يحدث أو سوف يتغير في هذين اليومين اللذين وقفا كالشوكة في حلق النظام؟. ما هو الإنجاز العظيم الذي سوف يتم تحقيقه غير النكد الذي سوف تتسببون فيه لخلق الله من الموظفين..
تعلمون جيداً أن المدارس هي المحرك الرئيسي لإيقاع الحياة لدينا، وما دامت سوف تفتح أبوابها يوم السبت، فما هي الحكمة الكبيرة وراء عودة بقية الموظفين يوم الثلاثاء؟..
إن ذلك يعني إفساد كل شيء خلال هذا الأسبوع، فالذي سافر خارج مدينته، داخل أو خارج المملكة، مضطر للاستنفار من أول الأسبوع، وأنتم يا معالي الوزير تسمعون عن مشاق السفر جواً أو براً لدينا، وحين يصل هذا المسافر إلى منزله سوف يذهب إلى عمله يوم الثلاثاء بينما أولاده وبناته يغطون في نوم عميق ويدعون على وزارة الخدمة المدنية، وزارتكم (مش ناقصة)..
على أي حال.. أتمنى على معاليكم إجراء إحصائية دقيقة لعدد الموظفين الذين سيداومون فعلاً يومي الثلاثاء والأربعاء، ثم نشرها على الملأ لاحقاً، مؤكداً لكم أنكم لو حاولتم تطبيق العقوبات فإن الحال لن يختلف عن وصف عادل إمام في مسرحيته الشهيرة شاهد ما شفش حاجة حين قال: كل البلد حتبات في الشارع..
حبكت يعني؟..
