بسم الله الرحمن الرحيم
(( الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)) (28)
تطمئن القلوب من خوفها فتسكن الى موعود ربها مع الثقة به,وحسن التوكل عليه,وصدق اللجوء اليه
وتطمئن من حزنها فتجد الأمن من كل غم وهم وحزن ,فتعيش راضية مرضيه
وتطمئن من قلقهافتستقر بعد التذبذب وتهدأ بعد التمزق وتثبت بعد الاضطراب
وتطمئن من الشتات, فيجتمع شملها , يتحد توجهها ويلم شعثها,وتنجو من شتات أمرها
وتطمئن منكيد شيطانها,وغلبة هواها,وتحرش أعدائها ,وكيد خصومهاوشرور اضدادها
فليس للقلب دواء انفع من ذكر الله, فمهماحصل للقلب على مطلوبه ورغباته بدون ذكر الله فإن مصيره القلق والتمزق والفرق والخوف والغم والهم والحزن والكدر والاضطراب
أبى الله ان يؤمن من عصاه, وان يؤنس من خالفه, واتبع هواه, وكيف يطمئن من بينه وبين الله وحشه , وبينه وبين خالقه قطيعة ,وكيف يأنس من نسي مولاة,واعرض عن كتابه , واهمل أوامره , وتعدى حدوده
إن طمأنينة القلب هي السعادة التي يسعى لها الكل, ويبحث عنها الجميع
فمنهم من خطبها عن طريق جمع المال فجمع فأوعى,وحصل كنز,فإذا المال بلا ايمان شقاء
واذا الحطام بلا طاعة وباء,
ومنهم من طلب السعادة عن طريق المنصب فصب من أجله دمعه وعرقه ودمه فلما تولاه بلا ايمان كان فيه حتفه وهلاكه وخيبته,
ومنهم من طلبها عن طريق اللهو من غناء وشعر وهواية فما حصل عليها ولا نالها لأنه عزلها عن عبودية ربه عز وجل.
فيامن تكاتفت سحب همومه اذكر الله لتسعد,ويامن أحاط به حزنه وأقلقه همه اذكر الله لتأنس,
ويامن طوقه كربه وزلزله خطبهاذكر الله لتأمن, ويامن تشتت قلبه وذهب لبه اذكر الله لتهدأ,
ذكر الله دواء وشفاء وهناءوذكر غيره داء ووباء وشقاء,
ويكفى الذكر فضلا ان الله يذكر من يذكره ,ويكفى الذكر شرفا انه العلم الوحيد الذي يبقى مع أهل الجنه,
ويكفى الذكر أجرا أنه أفضل عمل,الذكر حياة ولكن المنبج لا يحس, والمخدر لا يشعر, والميت لايتألم, والذكر سعاده ولكن المعرض مخذول , والناسي خائب , والمضطجع خاااسر , والذكر أمن وسكينة ولكن العاصي مفرط, والفاجر هالك
وفي كلمة(( تطمئن ))رخاء ونداء وطلاوة,فكأن القلوب كالأرض, فما سهل منها فهم المطمئن, وما صعب وشق فهو القاسي الموحش المقفر,
فليت سحب الرضوان وغمام الرحمان تترك غيث الوحي على القلوب لتؤتي أكلها بعد حين بأذن ربها من الذكر والشكر ولإنابة والمحبة والرهبة والرغبة
أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ (16)
من كتاب إشراقات لفضيلة ال*** عائض القرني حفظه الله
