مشرف تربوي يوجه معلمه الخمسيني
لفت انتباهي أحد المواقف التعليمية، حيث زار أحد المشرفين التربويين إحدى المدارس، للتوجيه في مادة تخصصه، وكان يقوم بتدريس تلك المادة معلم يحمل نفس مؤهل المشرف التربوي، وأيضا من نفس الجامعة ولكن الفرق أن المعلم من خريجي عام 1393 والمشرف التربوي من خريجي عام 1417 من نفس الجامعة وبحسبة بسيطة لكليهما في حالة عدم إعادة أي منهما في أي صف دراسي أثناء دراستهما نجد:-
أن عمر المعلم الزمني (52 عاما) وخدمته (30عاما) وأن عمر المشرف التربوي(30عاما) وخدمته (8 أعوام) وأن خدمة المعلم تعادل العمر الزمني للمشرف التربوي. وأن المعلم قد درّس المشرف التربوي مرحلتين دراسيتين، المرحلة المتوسطة والمرحلة الثانوية، وأن المعلم هذا موسوعة في معلوماته، ومتمكن في تدريس مادته، وقد اقترن اسمه بجرس المدرسة، فهو المتخصص في قرع جرس المدرسة يومياً لطابور الصباح، ويفتقده الجرس إذا مرض.
هذا الموقف يجعلنا نقول: لوزارة التربية والتعليم أين الاعتبارات والمزايا لهذه الخبرات؟ مع العلم أنه يوجد كثير في مدارسنا ممن لهم (20و25و30)عاماً، فلماذا لم يكن هناك تدرج في المناصب التعليمية، حسب الخبرة وتقدير الكفاءة، كما تعمل بعض الدول، بعد كذا سنة مدرس أول وينقص النصاب وبعدها كبير المعلمين، وبعدها وكيل مدرسة، وبعدها مدير مدرسة، وبعدها مشرف مقيم، ثم مشرف قطاع، وهكذا بحيث يتفرغ المعلم كلياً عندما يصل إلى وكيل مدرسة، أو مدير. أو تقوم الوزارة بتخفيض عن كل سنة أو سنتين خدمة حصة واحدة فقط مشروطة بتقدير الكفاية، وبهذه الحالة تعطي المخلصين من القدامى ما يستحقونه من التقدير، وترحمهم لكبر سنهم من عبء النصاب الكامل.
