ضوابط لتعلم اللغة الثانية
السؤال :
[frame="1 80"]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، جزكم الله خيرا على هذا الموقع المفيد، سؤالي هو أن ابني مصعب (سبعة شهور) في الشهور الأولى كنت أتحدث معه بالعربية وأبوه بالهولندية ظنا منا أن هذا سيجعله يتقنهما معا؟ ولكن في أتناء تصفحي لموقعكم قرأت مقالا حول اكتساب الطفل للغة، وأنه لا يمكنه إتقان إلا لغة واحدة، وهذه هي مشكلتي.
فإذا قمت بتلقين مصعب العربية في سنواته الأولى فسيكون مضطرا لتعلم اللغة الهولندية في السنة الرابعة أو قبل ذلك بسنة، وإلا فإنه لن يمكنه التواصل مع أقرانه، وهذا ما أخشى أن يؤثر سلبا على شخصيته وتحصيله؟ فماذا أفعل حتى يتقن اللغتين معا؟ مع أني أحب أن يتقن العربية أولا.[/frame]
الجواب :
[frame="2 80"]وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مرحبا بك سيدتي على صفحة "معا نربي أبناءنا"، أبدأ الرد على استشارتك بشكرك لرغبتك وحرصك على الاحتفاظ بهويتك العربية؛ فبارك الله فيك وثبتك.
وأنابدوري أسألك: ما الضرر في أن يتعلم طفلك اللغة العربية في البيت في سنوات طفولته المبكرة قبل المدرسة؟ فكما عرفتِ من خلال اطلاعك على هذه الصفحة فإن اللغة التي يتعلمها الطفل في سنواته الأولى هي اللغة التي يفكر بها والمفترض أن تكون اللغة الأم.
ولذا أقترح عليك -سيدتي- من أجل الحفاظ على هوية وانتماء ابنك أن تتحدثا معه أنت وزوجك باللغة العربية في البيت، ولا تخشي على نموه الاجتماعي، أو أن يؤثر ذلك على شخصيته أو على اندماجه في مجتمعه؛ فهو عما قليل سيتعامل مع الأطفال الهولنديين ربما قبل سن المدرسة؛ لأنكم -بالطبع- لكم معارف وأصدقاء تتعاملون معهم؛ ولذا فسيلتقط بعض الكلمات الهولندية ممن حوله، كما لا بد أن تعلمي -سيدتي- أن التواصل بين الأطفال لا يكون عن طريق اللغة فحسب؛ فهناك اللعب والحركات الإيحائية بينهم دون الحاجة إلى لغة أحيانا، وهناك قوة الحضور والقدرة على كسب الأصدقاء، وكل هذا يعتمد على طريقة وأسلوب تربيتك له، وعلى كونك أنت ووالده تتمتعان بالاجتماعية أم لا، وأنا أعرف بعض المغتربين في أمريكا قد سافروا إليها وعمر أبنائهم أربع وخمس سنوات؛ أي بعد أن تعلم الأولاد الحديث والتعامل باللغة العربية، فظل الوالدان يتحدثان مع الأبناء في البيت باللغة العربية، وخارج البيت يتعامل الأطفال مع أقرانهم باللغة الإنجليزية، ولم يؤثر ذلك على اندماجهم في مجتمعهم الجديد؛ فطفلك إن لم يتعلم اللغة العربية بهذه الطريقة (أي التحدث بها في البيت في السنوات الأولى من عمره) فلن يتعلمها مطلقا؛ فسيصبح مغتربا على لغته وعلى دينه بالتالي.
أنا أدعوك -سيدتي- لأن تتعرفي أنت وزوجك على العرب *****لمين الذين يعيشون في منطقتكم، ويمكنكم التواصل معهم ومع أبنائهم، ولا أعني بذلك الدعوة لعدم الاندماج في مجتمعكم الحالي؛ بل المطلوب هو التعرف والتعامل مع كلا الفئتين العرب والأجانب هناك، وهذا ما يجب أن تعودي وتربي طفلك عليه، فينشأ اجتماعيا يعرف كيف يتعامل مع التنويعات المختلفة، وحينما يصل لسن الالتحاق بالمدرسة فسوف يكون لديه حصيلة لا بأس بها من كلمات وجمل من اللغة الهولندية، وفي الوقت نفسه قد تعلم اللغة العربية في سنواته الأولى. وأنصح بالاستمرار على التحدث بالعربية في البيت، وأن يتعلم الطفل القرآن وما به من آداب وقيم وخلق ليتمسك بها مع حفظ ما تيسر له منه.[/frame]
