ابن سلمة: المراكز ليست لشغل الفراغ ولكن لغرس السلوك القويم
انطلقت فعاليات أكثر من 350مركزاً صيفياً في مختلف مناطق المملكة وتشمل المدن والقرى موزعة على أغلب الأحياء لكي تحتضن الشباب الصغار أثناء الإجازة الصيفية ورعايتهم وحفظ أوقاتهم فيما يعود عليهم بالنفع والفائدة، ولحمايتهم من أي أخطار قد تحدق بهم فكرياً أو سلوكياً، عقائدياً، أو منهجياً.
وتنوعت برامج هذه المراكز بإشراف من الإدارة العامة للنشاط الطلابي بوزارة التربية والتعليم وباقي القطاعات الحكومية الأخرى التي تهتم بشؤون الشباب والتعليم في المملكة.. وقد ضمت العشرات من البرامج المشوقة والجذابة التي تتناسب مع رغبات وميول وأذواق جميع الطلاب فالأنشطة العلمية والرياضية والثقافية والفنية كلها تقدم في هذه المراكز من خلال لجان متخصصة وكوادر معروفة ومتميزة. ويتابع هذه المراكز وأعمالها مشرفون من إدارات التعليم لتقويم أعمالها وإبداعاتها. وللتعرف على هذه المراكز وبرامجها التقت "الرياض" مع عدد من المسؤولين عن هذه المراكز. حيث تحدث في البداية الأستاذ بدر السعدون مدير المركز الصيفي بمجمع الأمير سلطان التعليمي قائلاً: إن مراكزنا هي جزء من مجتمعنا - الغالي و****** على نفوس الجميع - وقد سعت إدارة المركز في تقديم جميع ما تستطيع لاجل هذا الوطن ومن ذلك إقامة أسبوع كامل من أسابيع المركز بعنوان (غالي يا وطن) ويهدف إلى ترسيخ حب هذا الوطن في نفوسنا ونفوس جميع الطلاب المشاركين في المركز ولأهالي الحي. وقد طبعت قمصان عليها شعار (معاً يداً بيد من أجل الوطن) وتوزيع مسابقة أفضل تصميم لشعار (غالي يا وطن) ولطلاب المرحلة الابتدائية مسابقة أفضل تلوين لملصق يحوي عبارة سيتم اختيارها لاحقاً تعزز حب الوطن.
وأشار إلى أن اختيار برامج المركز يمر بمراحل من أهمها مرحلة الدراسة وحيث عقدت لجنة من مشرفي المركز اجتماعاً قبل ثلاثة أشهر للبحث في البرامج التي يمكن أن تقدم للطلاب ثم بعد ذلك تم توزيع استبانة على أكثر من 50طالباً أغلبهم شاركوا في المراكز الصيفية وتركز على البرامج التي يقترحونها ثم بعد ذلك تم عقد الاجتماعات واللقاءات وورش العمل التي تحدد البرامج ثم إجازتها من إدارة التعليم.
وأكد الأستاذ خالد بن عبدالملك السريبي مدير المركز الصيفي بمدرسة جعفر بن أبي طالب ان للمراكز دور كبير ومهم في حفظ الأمن وخاصة في فترة الإجازة الصيفية فهي توفر محضنا تربوياً آمناً يقضي فيه الشاب وقت فراغه بعيداً عن رفقاء السوء أو أصحاب الأفكار الضالة أو مروجي المخدرات.
ومن برامجنا لخدمة الأمن الفكري والسلوكي لدى الأبناء إقامة معرض متكامل بعنوان (البلد الأمين) يبين مميزات هذا الوطن الدينية والحضارية والعلمية. ويستعرض مفسدات الأمن من الأعمال الإرهابية والمخدرات ومعززات الأمن. وتنظيم محاضرات ومسابقات أثناء إقامة المعرض وبعده تتناول حب الوطن وأهمية الأمن.
وأضاف السريبي ان المراكز تقوم بتهيئة الجو المناسب للشباب لتفريغ طاقاتهم بطريقة تربوية نافعة وامنة ومفيدة. ففي المجال الرياضي يقام في مركزنا دوري الهوكي وكرة الريشة وتنس الطاولة والقدم والألعاب المائية والمهرجانات الرياضية للكبار والصغار والسباحة. ولدينا جناح خاص ومتكامل باسم (رياضة الفكر) وهو ينمي القدرات العقلية في التحليل والتركيب وحل المشكلات عن طريق الألعاب الذكية وبرامج الحاسب الآلي فيما يعرف التعليم بالترفيه، إلى جانب الرسم الحر والتلوين على الزجاج والمجسمات. وفي مجال العمل الكشفي مسابقة نصب الخيام والطهي والحياة الخلوية.
وأهاب السعدون والسريبي بأولياء أمور الطلاب بتشجيع أبنائهم الطلاب على الاشتراك في المراكز وعليهم قبل ذلك وبعده زيارة المركز الصيفي الذي يشترك فيه أبناؤهم للاطلاع على ما فيه من برامج وأنشطة وتقديم المشورة للقائمين على المراكز ودعمهم بالأفكار والمقترحات *****اهمة في تقديم البرامج المتميزة لمن يملك مواهب وقدرات وخبرات في مجالات تخدم وتفيد الطلاب.
وأوضح الأستاذ حمد الحمود المشرف على النادي الصيفي بمدارس الملك فيصل ان المراكز الصيفية تؤدي رسالتها التربوية على أكمل وجه، ومدارس الملك فيصل تقدم من خلال ناديها الصيفي برامج تربوية رفيعة المستوى ولها أهدافها الواضحة الرامية إلى استثمار وقت الإجازة الصيفية بما يعود على الطالب بالنفع والفائدة ويحقق المتعة ومن ذلك برنامج الحوار، والثاني برنامج الحاسب الآلي، والثالث برنامج اللغة الإنجليزية، والرابع برنامج التربية الفنية، والخامس النشاط الرياضي، والسادس النشاط الثقافي، والسابع الألعاب الذهنية والثامن التجارب العلمية، والتاسع الزيارات الاسبوعية، والعاشر الأمسيات، والحادي عشر الرحلات الخارجية. فهذه البرامج لا يتم تنفيذها بشكل عشوائي بل بشكل منظم فلكل نشاط زمن محدد وأهداف ومهارات محددة لكي يكتسبها الطالب. فنحن ندرب الطالب على الحوار وادابه، وعلى البرامج الاحترافية في الحاسب الآلي مثل تصميم الألعاب والمواقع ثلاثية الأبعاد وكروت المناسبات، وخدمات الانترنت، وتصميم مقاطع الفيديو وغير ذلك من البرامج المتميزة التي جعلت الإقبال على النادي يتزايد عاماً بعد عام وأصبح يستقبل أعداداً كبيرة من الطلاب .
واستنكر الحمود ما يتردد من تهم حول المراكز الصيفية قائلاً إن تهمة تغذية الإرهاب تهمة باطلة من كل النواحي لأن البرامج التي يقدمها القائمون على المراكز والأندية الصيفية لا تختلف عما يقدم للطالب طوال العام من برامج ولكن بقوالب وأشكال جديدة. والجميع يعلم أن مصدر هذه التهم فئات تعمل على تحقيق أهدافها الرامية إلى زعزعة صلابة التلاحم والوطنية التي تنعم بها بلادنا.
وأضاف الأستاذ صالح بن عبدالرحمن الهدلق مدير شؤون الطلاب بتعليم منطقة الرياض قائلاً: لقد أولت الدولة - حفظها الله - جل عنايتها واهتمامها بالنشء وسخرت من أجل تعليمه وتدريبه الغالي والنفيس، ولم يتوقف الدعم عند هذا الحد فقط بل إنها أوجدت العديد من البرامج والمناشط العلمية والترفيهية التربوية في شكل (محاضن تربوية صيفية) أو ما يسمى (مراكز صيفية) في سبيل الاستفادة من وقت الطالب في ما يعود عليه بالنفع والفائدة أثناء تمتعه بالإجازة الصيفية التي تمتد في الغالب إلى ثلاثة أشهر وهي بطبيعة الحال فترة طويلة خاصة وأن الطالب في هذه الفترة لا يلزم نفسه ببرنامج زمني معين يرسمه لنفسه قبل بداية الإجازة، وهذا ما حدى بوزارة التربية والتعليم إلى إيجاد العديد من تلك البرامج الترفيهية والتربوية وانتشارها في العديد من مختلف مناطق المملكة، وهذه البرامج تتطلب جهداً مضاعفاً من القائمين عليها لتحقيق الفائدة المرجوة منها واستغلالها بالشكل المطلوب بما يعود بالنفع والفائدة على المشاركين فيها، بحيث تلبي احتياجات الطالب وتشبع رغباته. كما أن هذه المراكز روعي فيها تقسيم الأعضاء (الطلاب) تقسيما تربوياً بحيث يراعى فيه عامل السن حيث هناك قسم خاص بالأشبال والآخر خاص بالشباب وعلى كل قسم يشرف نخبة من المعلمين الأكفاء تحت إدارة واحدة ولقد حرصنا في إدارة التربية والتعليم بالرياض على توزيع المراكز حسب الكثافة السكانية والامتداد الجغرافي ليسهل الالتحاق بتلك المراكز لأبنائنا الطلاب والبالغ عددها 660مركزاً في تعليم الرياض.
وتكمن أهمية هذه المراكز في تنويع نشاطاتها بين القراءة والرسم والرحلات الداخلية وزيارة المواقع الأثرية الاطلاع على مناطق مختلفة من المملكة وممارسة الرياضة وغيرها من الأنشطة المحببة إلى الطلاب كما أنها تعد فرصة للمحافظة على الوقت من الإهدار وتضييعه في الشوارع العامة ومسايرة رفقاء السوء وما إلى ذلك من الممارسات الخاطئة التي يسلكها البعض خلال الإجازة، وهذه الأنشطة يجب أن تلقى القبول من الطلاب للاستفادة القصوى منها، كما أنها بحاجة إلى تجاوب أولياء الأمور معها بشكل إيجابي حتى تستطيع القيام بدورها على الوجه المطلوب فعلى ولي الأمر المبادرة إلى حث أبنائه بالتسجيل والانخراط في هذه المناشط التربوية التي تساهم في تعزيز روح الوطنية والحد من ظاهرة الإرهاب وغرس روح التسامح والوسطية في نفوس الطلاب.
وأكد الأستاذ سعد بن عبدالعزيز العقيل مدير عام النشاط الطلابي بوزارة التربية والتعليم ان المراكز الصيفية من المؤسسات التربوية التي تعنى بالحفاظ على الشباب *****اهمة في تنمية مواهبهم وأفكارهم ويبرز دورها في حماية الشباب من الأفكار الضالة المنحرفة وحفظ سلوكياتهم من الانحراف وتوجيههم ورعاية أفكارهم وفق المنهج الإسلامي المعتدل الذي يحمي الشاب من أي انحراف وتطرف حيث تقوم المراكز بتنظيم الأسابيع التوعوية الأمنية التي توضح قيمة وأهمية الأمن وتستضيف لذلك القطاعات الأمنية برجالها ومعداتها للمشاركة في هذه المعارض والمحاضرات والدورات.
وأردف قائلاً إن الوزارة في هذا العام استعدت للمراكز الصيفية منذ وقت مبكر ونفذت دورات تدريبية لجميع مديري المراكز الصيفية في مناطق ومحافظات المملكة من أجل الرقي ببرامج المراكز إلى أفضل مما كانت عليه إلى جانب إعداد موقع للمراكز الصيفية على شبكة الانترنت.
وشدد مساعد المدير العام للتربية والتعليم بمنطقة الرياض للبنين للشؤون التعليمية الدكتور منصور بن عبدالعزيز بن سلمة قائلاً إن المراكز الصيفية ليست مكاناً لشغل الفراغ فقط بل هي مواقع للتربية والتعليم وغرس المبادئ السامية والمثل النبيلة والمنهج القويم في نفوس الطلاب، يتم فيها التعليم بالترفيه. تحمي الشباب من أي فكر منحرف أو سلوك سيئ فالنفس إذا لم تشغلها بالطاعة شغلتك بالمعصية.
وقال إن برامج هذه المراكز متميزة ونافعة وتقدم للطالب مهارات ومعلومات وخبرات جديدة ترسخ فيه إيمانه بربه ودينه وحبه لوطنه ولولاة أمره ولشعبه.. جميع برامجه تمارس في العلن وتقدم لمئات الطلاب.
