المتاجرة العلمية

[align=center]المتاجرة العلمية "الدروس الخصوصية"[/align]"كتب الاخ/اوتار الحزن عن الدروس الخصوصية0
لاشك أن الجميع قد سمع عن معنى المتاجرة العلمية التربوية تلك التجارة الرابحة لذوي الدخل المحدود والذي باعتقادهم أن هناك أعمال قد ترفع من مستواهم المادي ألا وهي المتاجرة العلمية ،فهل يصح ذلك أخي القارئ ،وما معنى ذلك من وجهة نظرك ؟ ألم يسمع ذلك التاجر أن العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة ألا يسمع بأن العلماء ورثة الأنبياء ألم يعلم أن العلم صدقة جارية يقدمها الإنسان في دنياه ليكسب آخرته ، أين ذلك المعلم الذي يعمل خارج إطار عمله بدون مقابل ؟ قلة
نرى أيها القارئ بأن المعلم ذاته تقع عينيه لفئة معينة من التلاميذ ويصوب هدفه نحو الإمكانيات المادية العالية ليكتسب الربح لا إلى رفع المستوى أو الكفاءة العالية للطالب ، وإنما ليكسب المال لتحسين وضعه وحالته المادية الصعبة ، ولقد نبهت إدارات المناطق من عدم إعطاء أي معلم دروس خصوصية منزلية خارج إطار الصرح التربوي (المدرسة) ولكن لوحظ في الآونة الأخيرة بأن هناك من يختبئ وراء الكواليس ويقوم بما نهت عنه المناطق التعليمية فكيف السبيل إليهم ؟ هل هو لفت نظر كتب في ورقة وانتهى الأمر وظل هذا للمعلم على رأس عمله ؟أو لفت نظر شفهي من إدارة المدرسة والمنطقة وكذلك ظل المعلم على رأس عمله
أخي القارئ
الدروس الخصوصية ليست بديلا فلا تصدق من يقول أن هؤلاء التلاميذ ـ أغبياء ـ هناك فروق فردية بين البشر وهناك قدرة على استيعاب كل ما يدرس في نطاق الفصل ، فكيف أزحم تلميذ عقليته في الاستيعاب بطيئة وقدراته بسيطة بمعلومات وأنا على يقين أن هذا التلميذ لم يستوعب ولم يستطع تفهم تلك المعلومات ، أضف إلى ذلك بأن هناك تلاميذ مجتهدون وعلى إدراك عال لفهم ما يأخذون من معلومات ومعارف ولكن يدخل ذلك الإنسان المراوغ في عقل ذلك التلميذ ليفترش أرضية المنزل ويعرض ابتسامته المشرقة أمام هذا التلميذ ليبين له انه بحاجة إلى زيادة وتركيز في بعض المعلومات فيبعثه إلى ولي أمره ليحدد معه مواعيد إحضاره إلى منزل ذلك المعلم لإعطائه درساً خصوصياً في مادة من المواد بغرض بأنه بحاجة لرفع مستواه التحصيلي في مادة ما للوصول إلى الأفضل فلا يكون رد ولي الأمر إلا السمع والطاعة ما دام ذلك في مصلحة ابنه وفي نهاية كل حصة درسية يطلب ذلك المعلم مبلغا من المال لسد حاجاته وتحسين مستواه المادي هذا من جهة ولي الأمر القادر على دفع المبلغ دون مبالاة ولو افترضنا أن هذا التلميذ متدني المستوى رغم بذل الجهد من المعلم في الفصل ويريد ذلك المعلم تقوية ذلك التلميذ في الجانب العلمي وأراد أن يعطيه دروساً خصوصية خارج إطار العمل وتبين أن هذا التلميذ من أسرة محدودة الدخل هل سيقوم هذا المعلم بإعطاء دروس خصوصية لهذا التلميذ؟ .. بالطبع لا لماذا ؟ لأن ذلك المعلم لا ينظر إلى التلميذ أو درجة فهمه أو مستواه وإنما ينظر إلى المبلغ أو العائد الذي سيعود له من وراء ذلك التلميذ هل هذا المال يكفي لسد الحاجة عند المعلم ؟ من هنا يحدد ما إذا كان سيعطي التلميذ الحصة أم لا ؟
كما أنا نسمع بعض أولياء الأمور دائما يشتكون من ذلك فولي الأمر محدود الدخل وهدفه أن يعلم ابنه مبادئ الحساب والعلوم فيأخذ ابنه إلى مدرس لإعطاء حصص تقوية كما يقول وهو لا يملك المال الكافي ولكن يقوم بالسلفيات والديون من الآخرين ليعطي ذلك المعلم ما يطلبه نظير تدريسه لابنه
ــ من جهة أخرى أناس يعرفون القراءة والكتابة وقد درسوا ولكن دراستهم محدودة ولم يجدوا عمل فهم يسكنون البيوت ولا عمل لهم فكيف يكسبون المال ؟ يتصيدون الأسر ويعرضوا خدماتهم العلمية لأولياء الأمور لتدريس أبنائهم وبكل بساطة وعفوية يقبل ولي الأمر العرض فيأتي بابنه أو ابنته إلى هذا المعلم ليدرسه يتفاجأ المعلم الآخر داخل الفصل بأن هذا التلميذ قد تدنى مستواه رغم وجود معلم خصوصي أو ارتفع بنسبة 1 % خارج الإطار المدرسي كيف ذلك يا ترى ؟ اعلم أخي القارئ أن أولئك الناس لم تكن لديهم مبادئ للتدريس ولم يخضعوا لدورات في ذلك وكل منهج يختلف عن الآخر فهل هم ملمين بجميع المناهج وبطرق التدريس المختلفة و هل أخضعوا لدورات تأهلهم لتدريس هؤلاء التلاميذ ، من هنا يكون الدمار لعقول تلاميذنا وأولياء أمورنا
ــ أخي ولي أمر التلميذ اعلم بأن المعلم داخل الفصل يعطي بكل طاقته وكل ما يملك من علم ومن أساليب تدريس لتوصيل المعلومة إلى أذهان تلاميذنا
ــ ابنك بطئ التعلم لابد أن تتابعه أنت في المنزل ولا تتكل على الآخرين لأن مصلحته تهمك قبلهم
ــ لا تعتمد على الدروس الخصوصية فقد تنقلب نقمة عليك وعلى أبنك فما يكون منها إلا ضياع المستوى التحصيلي لابنك وتراكم الديون عليك فتدفع المبالغ من دون فائدة فلا تعرضه لذئاب المادة
ــ شجع ابنك ولا تحقره أو تكبته و حببه بالمدرسة والمعلم
ــ شجعه باستمرار ماديا ومعنويا وكن قريبا منه واحرص على ذهابك المدرسة وتعمد رؤيتك له أو رؤيته لك بين أقرانه في الفصل حتى يحس بالاطمئنان والرضى النفسي بأن هناك من يهتم به
. وأخيرا وليس آخرا ليست الدروس الخصوصية هي البديل الأمثل للارتقاء بمستوى أبنائنا التلاميذ


سيمحو الموج اقدامي كما يغتال اقدامك..ويدفن بينهما حلمي رفاتا بين احلامي.. وتبقي بعدنا ذكري تساءل .. اين ايامك؟!