ابولمى
7 - 5 - 2005, 05:00 AM
ثقافة الانتخابات في مدارسنا
مها فهد الحجيلان*
لقد انتهت أو أوشكت الانتخابات البلدية في مدن المملكة على الانتهاء، ولاشك أنّ لهذه الانتخابات إيجابيّات كثيرة على المجتمع وعلى الثقافة. وأجزم أنّ هناك من سيقيّم هذه التجربة بشكل عمليّ بحيث يخرج بنتائج مدروسة وقائمة على الإحصائيّات التي تساعد في التعرّف على مشاركة الناس وميولهم الانتخابيّة. ولكن الانطباع الأوّلي لدى الناس كان إيجابيّاً حول عمليّة الانتخابات بصرف النظر عن النتائج؛ ومن هنا فإنّه يمكن مناقشة فكرة الاستفادة من هذه التجربة في مجالات أخرى غير المجال البلدي إنّ الانتخابات وآلية عملها وكيفية تنظيمها وكيفية المشاركة فيها انتخاباً وتصويتاً تحتاج إلى ثقافة وزمن لتكون ذات أثر إيجابي في سلوكياتنا.
وأرى أن تكون بداية الاستفادة من تجربة الانتخابات البلدية من المدارس والجامعات السعودية لعدة أسباب، لعل من أهمها أن الطلاب والطالبات في سنواتهم الأولى للتعليم بحاجة للتعرّف على سمات الانتخابات وعملها وتأريخها في بلدنا وفي غيره من البلدان، ولعلّ المجال الانتخابي يكون أحد مفردات التعلم والتعليم لديهم من حيث الممارسة والتطبيق لا من حيث الحفظ والتلقين حينها يكون ذا جدوى ونفع.، وما من شك في أنّ مجالات الانتخاب في المدارس كثيرة ومتعددة وسأورد أمثلة عليها، ولها عدة مستويات بحسب الفئة المستهدفة.
أولا: الطلاب أو الطالبات وهم الأساس في هذا البرنامج بحيث يعطون جانباً نظرياً موجزاً وآخر تطبيقياً مكثفاً لإشاعة ثقافة الانتخابات وغرسها في عقولهم وتمثلها في سلوكياتهم، ويُعد لهذا برنامج تربوي متكامل من حيث وضع أهداف للبرنامج وتحديد آلية تنفيذها ومعرفة كيفية تقويمها وتحديد الاحتياجات لتنفيذ البرنامج.
ومن الأمثلة التي تصلح لتنفيذ برنامج الانتخابات في المدارس ما يلي: انتخاب الطلاب أو الطالبات لمن سيكون عريفاً أو قائداً للفصل، بحيث يتم الاختيار لمن يرونه مناسباً ليكون مسؤولا عن فصلهم وإسناد المهام المناسبة له، انتخاب أعضاء أو عضوات لتمثيل الفصول على مستوى المدرسة ليكونوا ضمن مجلس إدارة المدرسة، توزيع طلاب أو طالبات الفصل إلى لجان بحسب الأنشطة التي يرغبون فيها، وانتخاب المسؤول عن كل لجنة، انتخاب الطلاب لمعلميهم أو الطالبات لمعلماتهنّ لاختيار رواد للفصول، انتخاب الطلاب لمعلمين ليكونوا رواداً للأنشطة المدرسية من نشاط اجتماعي وثقافي وفني ورياضي وكشفي دون أن يكون ذلك وفق تعيين من إدارة المدرسة، انتخاب الطلاب أو الطالبات لمن يدرّسهم أو يدرّسهن وفق اختيارهم في حال وجود أكثر من معلم للمادة الدراسية الواحدة.
ثانيا: المعلمون والمديرون والوكلاء؛ والأمر كذلك ينطبق على المعلمات والمديرات والوكيلات، حيث يشارك المعلمون في التفاعل مع الانتخابات والاستفادة من برامجها وذلك من خلال عدة مجالات في إطار المدرسة ومن ذلك على سبيل المثال: انتخاب أعضاء مجلس المدرسة من مجموعة معلمين يتم اختيارهم وفق رغبات المعلمين أنفسهم، انتخاب أعضاء للجمعية العمومية للمدرسة والتي غالباً ما تتكون من المدير ومجموعة معلمين وأولياء أمور الطلاب، انتخاب أعضاء لمجلس الإرشاد الطلابي، انتخاب مدير المدرسة والوكلاء المناسبين للمدرسة، انتخاب مشرفين تربويين مناسبين بحسب اختصاص كلّ مشرف.
ثالثا: المشرفون التربويون والمشرفات التربويّات، فيمكن أن يشارك جميع العاملين في ميدان التربية والتعليم في عملية الانتخابات، ومن تلك المجالات التي يمكن أن يسهموا فيها: انتخاب رئيس/ مدير الإشراف التربوي، انتخاب أعضاء مجلس الإشراف التربوي، انتخاب رئيس كل وحدة في جهاز الإشراف التربوي وانتخاب مشرفين تربويين للقيام ببعض المهام المساندة في جهاز الوزارة، انتخاب أعضاء مجلس إدارة التربية والتعليم على مستوى المنطقة، انتخاب مدير التعليم ومساعديه.
هذه بعض النماذج التي أوردتها على سبيل التمثيل لا الحصر وهي كثيرة في المجال التربوي والتعليمي، وهي صالحة لتكون مُطبقة في الجامعات السعودية وبنفس الأسلوب وعلى جميع المستويات.
ولكي تكون العملية الانتخابية ذات أثر إيجابي على المستوى الفكري وعلى المستوى السلوكي ينبغي أن يكون تطبيقها عميقاً وأن يتجاوز الجانب الشكلي وتستكمل جميع الشروط الخاصة بها لتحقق الأهداف المرجوة، وبهذا نضمن شيوع ثقافة الانتخابات بين أفراد المجتمع وإمكانية تطبيقها في كافة المجالات. إنّ الاقتناع بفكرة الانتخابات واختيار أفضل المرشحين بعيداً عن الميول القبيليّة أو الأيديولوجيّة ليس أمراً هيّناً على مجتمعنا الذي تعوّد على أن يتعامل مع ما يألفه حتى لو لم يجنِ منه فائدة على أن يتعامل مع شيء جديد عليه وإن كانت فيه مصلحته. ويبدو أنّ النتائج التي أسفرت عنها الانتخابات في مختلف مدن المملكة تعطي فكرة جيّدة عن رغبة الجمهور من جهة وعن سمات العيّنة المنتَخبة من جهة أخرى. وهذا يدعو إلى طرح عدد من الأسئلة التي قد تحتاج إلى دراسة لمعرفة العوامل المؤثّرة في الناس التي تجعلهم يميلون نحو مرشح دون آخر. وربما تساعدنا الظروف في المستقبل لعمل استطلاعات للرأي قبل الانتخابات لشرائح مختلفة من المجتمع ممّا يُعطي مؤشرات معيّنة ربما يكون لها دلالة خاصّة بالمجتمع أو بمدينة معيّنة أو بفئة خاصّة ينظر إليها وفقاً للعمر أو الجنس أو المهنة أو المستوى التعليمي والاقتصادي والديني دون أن يعني ذلك تصنيف الناس وفقاً لاعتبارات أيديولوجيّة.
*كاتبة سعودية
مها فهد الحجيلان*
لقد انتهت أو أوشكت الانتخابات البلدية في مدن المملكة على الانتهاء، ولاشك أنّ لهذه الانتخابات إيجابيّات كثيرة على المجتمع وعلى الثقافة. وأجزم أنّ هناك من سيقيّم هذه التجربة بشكل عمليّ بحيث يخرج بنتائج مدروسة وقائمة على الإحصائيّات التي تساعد في التعرّف على مشاركة الناس وميولهم الانتخابيّة. ولكن الانطباع الأوّلي لدى الناس كان إيجابيّاً حول عمليّة الانتخابات بصرف النظر عن النتائج؛ ومن هنا فإنّه يمكن مناقشة فكرة الاستفادة من هذه التجربة في مجالات أخرى غير المجال البلدي إنّ الانتخابات وآلية عملها وكيفية تنظيمها وكيفية المشاركة فيها انتخاباً وتصويتاً تحتاج إلى ثقافة وزمن لتكون ذات أثر إيجابي في سلوكياتنا.
وأرى أن تكون بداية الاستفادة من تجربة الانتخابات البلدية من المدارس والجامعات السعودية لعدة أسباب، لعل من أهمها أن الطلاب والطالبات في سنواتهم الأولى للتعليم بحاجة للتعرّف على سمات الانتخابات وعملها وتأريخها في بلدنا وفي غيره من البلدان، ولعلّ المجال الانتخابي يكون أحد مفردات التعلم والتعليم لديهم من حيث الممارسة والتطبيق لا من حيث الحفظ والتلقين حينها يكون ذا جدوى ونفع.، وما من شك في أنّ مجالات الانتخاب في المدارس كثيرة ومتعددة وسأورد أمثلة عليها، ولها عدة مستويات بحسب الفئة المستهدفة.
أولا: الطلاب أو الطالبات وهم الأساس في هذا البرنامج بحيث يعطون جانباً نظرياً موجزاً وآخر تطبيقياً مكثفاً لإشاعة ثقافة الانتخابات وغرسها في عقولهم وتمثلها في سلوكياتهم، ويُعد لهذا برنامج تربوي متكامل من حيث وضع أهداف للبرنامج وتحديد آلية تنفيذها ومعرفة كيفية تقويمها وتحديد الاحتياجات لتنفيذ البرنامج.
ومن الأمثلة التي تصلح لتنفيذ برنامج الانتخابات في المدارس ما يلي: انتخاب الطلاب أو الطالبات لمن سيكون عريفاً أو قائداً للفصل، بحيث يتم الاختيار لمن يرونه مناسباً ليكون مسؤولا عن فصلهم وإسناد المهام المناسبة له، انتخاب أعضاء أو عضوات لتمثيل الفصول على مستوى المدرسة ليكونوا ضمن مجلس إدارة المدرسة، توزيع طلاب أو طالبات الفصل إلى لجان بحسب الأنشطة التي يرغبون فيها، وانتخاب المسؤول عن كل لجنة، انتخاب الطلاب لمعلميهم أو الطالبات لمعلماتهنّ لاختيار رواد للفصول، انتخاب الطلاب لمعلمين ليكونوا رواداً للأنشطة المدرسية من نشاط اجتماعي وثقافي وفني ورياضي وكشفي دون أن يكون ذلك وفق تعيين من إدارة المدرسة، انتخاب الطلاب أو الطالبات لمن يدرّسهم أو يدرّسهن وفق اختيارهم في حال وجود أكثر من معلم للمادة الدراسية الواحدة.
ثانيا: المعلمون والمديرون والوكلاء؛ والأمر كذلك ينطبق على المعلمات والمديرات والوكيلات، حيث يشارك المعلمون في التفاعل مع الانتخابات والاستفادة من برامجها وذلك من خلال عدة مجالات في إطار المدرسة ومن ذلك على سبيل المثال: انتخاب أعضاء مجلس المدرسة من مجموعة معلمين يتم اختيارهم وفق رغبات المعلمين أنفسهم، انتخاب أعضاء للجمعية العمومية للمدرسة والتي غالباً ما تتكون من المدير ومجموعة معلمين وأولياء أمور الطلاب، انتخاب أعضاء لمجلس الإرشاد الطلابي، انتخاب مدير المدرسة والوكلاء المناسبين للمدرسة، انتخاب مشرفين تربويين مناسبين بحسب اختصاص كلّ مشرف.
ثالثا: المشرفون التربويون والمشرفات التربويّات، فيمكن أن يشارك جميع العاملين في ميدان التربية والتعليم في عملية الانتخابات، ومن تلك المجالات التي يمكن أن يسهموا فيها: انتخاب رئيس/ مدير الإشراف التربوي، انتخاب أعضاء مجلس الإشراف التربوي، انتخاب رئيس كل وحدة في جهاز الإشراف التربوي وانتخاب مشرفين تربويين للقيام ببعض المهام المساندة في جهاز الوزارة، انتخاب أعضاء مجلس إدارة التربية والتعليم على مستوى المنطقة، انتخاب مدير التعليم ومساعديه.
هذه بعض النماذج التي أوردتها على سبيل التمثيل لا الحصر وهي كثيرة في المجال التربوي والتعليمي، وهي صالحة لتكون مُطبقة في الجامعات السعودية وبنفس الأسلوب وعلى جميع المستويات.
ولكي تكون العملية الانتخابية ذات أثر إيجابي على المستوى الفكري وعلى المستوى السلوكي ينبغي أن يكون تطبيقها عميقاً وأن يتجاوز الجانب الشكلي وتستكمل جميع الشروط الخاصة بها لتحقق الأهداف المرجوة، وبهذا نضمن شيوع ثقافة الانتخابات بين أفراد المجتمع وإمكانية تطبيقها في كافة المجالات. إنّ الاقتناع بفكرة الانتخابات واختيار أفضل المرشحين بعيداً عن الميول القبيليّة أو الأيديولوجيّة ليس أمراً هيّناً على مجتمعنا الذي تعوّد على أن يتعامل مع ما يألفه حتى لو لم يجنِ منه فائدة على أن يتعامل مع شيء جديد عليه وإن كانت فيه مصلحته. ويبدو أنّ النتائج التي أسفرت عنها الانتخابات في مختلف مدن المملكة تعطي فكرة جيّدة عن رغبة الجمهور من جهة وعن سمات العيّنة المنتَخبة من جهة أخرى. وهذا يدعو إلى طرح عدد من الأسئلة التي قد تحتاج إلى دراسة لمعرفة العوامل المؤثّرة في الناس التي تجعلهم يميلون نحو مرشح دون آخر. وربما تساعدنا الظروف في المستقبل لعمل استطلاعات للرأي قبل الانتخابات لشرائح مختلفة من المجتمع ممّا يُعطي مؤشرات معيّنة ربما يكون لها دلالة خاصّة بالمجتمع أو بمدينة معيّنة أو بفئة خاصّة ينظر إليها وفقاً للعمر أو الجنس أو المهنة أو المستوى التعليمي والاقتصادي والديني دون أن يعني ذلك تصنيف الناس وفقاً لاعتبارات أيديولوجيّة.
*كاتبة سعودية