المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : القلق وهموم المستقبل


 


ابولمى
20 - 4 - 2005, 04:35 AM
في ظل التغيرات الحضارية التي عاشتها المجتمعات ولاسيما في مجتمعنا الإسلامي وضعف الوازع الديني اصبح البعض من الناس يعيش تحت تأثيرات القلق، فطموح الإنسان وأمنياته التي يسعى لتحقيها وضغوط الحياة والتفكير في المستقبل كل هذه الأمور إذا لم نتعامل معها بعقلية متزنة من خلال ترسيخ مثل وقيم الإسلام في سلوكنا، سوف يكون القلق ملازما لنا في حياتنا وقد يتطور الأمر الى جوانب سلبية تؤثر على مكونات الشخصية وتكيفها في هذه الحياة.. ولو رجعنا إلى الوراء قليلاً لوجدنا روح الفريق الواحد والتعاون هي السائدة، أما حياتنا المعاصرة فيسودها التنافس والفردية فالمرء فيها مهما حقق لنفسه من ماديات الحياة فأنه يطمح بالمزيد ويقارن بما لديه بما لدى الآخرين وهذا يجعل الإنسان في صراعات نفسية.
أما الذين يتطلعون لمن هم دونهم اخف الناس قلقا كذلك احلام اليقظة تلازم الكثير منا التي في بعض الأحيان تكون ليست بإرادتنا ولكن ما أقصده ان نحاول السيطرة عليها إذا كان ذلك ممكناً باعتبار ان معظمها يصعب تحقيقها وتعتبر من نهج الخيال، وذلك لكي تسهم في التخفيف من حالات القلق التي نقع فيها اليوم وهو التفكير في المستقبل حيث ان المرء في عصرنا الحاضر كثيراً ما ينجز عمله اليومي بكامله فبدلاً من ان يستريح كي يسترجع قواه تجده يقوم في عالم آخر ألا وهو عالم المستقبل، يتطلع دائماً إلى الأمام يقلق على المستقبل فلا يشعر بالحياة التي تتطلب منه ان يعيش في حدود اليوم وان ينسى كل متاعبه مع حلول الظلام، لأن المرء متى ما عاش ضمن اليوم الذي يعيش فيه كان مستعدا لعمل الغد بشكل تلقائي، ومع ذلك فعندما نقول يجب على الإنسان أن يعيش ضمن حدود يومه وعليه ان ينسى المستقبل لا نقصد بذلك ان يدع أمواله وما لديه تذهب سدى لان العيش ضمن حدود اليوم لا نقصد به ذلك.. ولعل ما قاله أديب الإنكليزية الكبير توماس كاريل (ليس علينا ان نقلق من جراء هدف يلوح لنا باهت الصورة نطمح إلى بلوغه في المستقبل وانما علينا ان ننظر إلى ما بين أيدينا من عمل في الوقت الحاضر ونرسم أبعاده ثم نركز جهدنا عليه فالمستقبل كفيل بتدبير أمره بنفسه).


* المرجع: القلق وأسبابه في الحياة المعاصرة لعبد الرحمن صديق

ام الجود
24 - 4 - 2005, 03:55 PM
مشكور ابو لمى
وانما علينا ان ننظر إلى ما بين أيدينا من عمل في الوقت الحاضر ونرسم أبعاده ثم نركز جهدنا عليه فالمستقبل كفيل بتدبير أمره بنفسه
نعم بالفعل لن يفيدنا الأمس ولن نغيره بل ماذا سوف يكون المستقبل وماذا علينا ان نفعل
تحياتي لنقلك الرائع وتوثيقك