المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ارتفاع نسبة السعوديين الراغبين في إجهاض الأجنة المصابة بأمراض وراثية


 


عائض الغامدي
16 - 4 - 2005, 11:07 AM
ارتفاع نسبة السعوديين الراغبين في إجهاض الأجنة المصابة بأمراض وراثية





كشفت رسالة دكتوراة تبحث موقف المجتمع السعودي تجاه فحص 30 مرضاً وراثياً مختلفاً أثناء الحمل، ومدى قبول فكرة الإجهاض في حالة أظهر الفحص أن الجنين مصاب بأحدها، عن نتائج غير مسبوقة، بالنظر إلى ثقافة المجتمع المحافظة، بعد أن تبين أن معظم المشاركين في الدراسة من الجنسين يرغبون في إجراء عمليات الإجهاض، حيث وصلت النسبة إلى 58% في حالات الأجنة المولودين دون دماغ الذين يتوفون حال ولادتهم، في وقت أثبت الباحث في مقارنة لدراسته مع دراسة بريطانية أخرى أجريت في جامعة ليدز إلى تفوق نسبة السعوديين الراغبين في عمليات الإجهاض مقارنة مع نظرائهم البريطانيين.
وأظهرت الدراسة تبايناً كبيراً في المواقف تجاه عمليات الإجهاض وطبيعة الحالات المرضية التي تستدعي ذلك، بيد أن الدراسة عكست بوضوح عدم رغبة أي من الوالدين في الإجهاض بسبب نوع الجنس ،سواءً كان ذكراً أو أنثى. وكانت الدراسة التي حاز من خلالها الدكتور أيمن السليمان المستشار الوراثي بمركز الأبحاث في مستشفى الملك فيصل التخصصي على درجة الدكتوراة من جامعة ليدز البريطانية، شملت 4** فرد من بينهم 2** رجل و2** امرأة نصفهم لديهم أبناء مصابون بأمراض وراثية والنصف الآخر أبناؤهم أصحاء.
وتوصلت الدراسة إلى أن 20% من الرجال الذين لديهم أطفال مصابون بأمراض وراثية متزوجون بأكثر من زوجة في مؤشر إلى الرغبة بإنجاب أطفال أصحاء، في حين كانت نسبة الذين لديهم أطفال أصحاء ومتزوجين من أكثر من زوجة 8% فقط.
وقال الباحث السليمان لـ"الوطن" إن الدراسة قارنت بين الأسر التي لديها طفل مصاب بمرض وراثي وتلك التي ليس من بين أبنائها أي طفل مصاب، وتبين زيادة في معدل الإنجاب، وانخفاض في مستوى الدخل عند الأسر الأولى. وفسر الباحث الأثر الاقتصادي السلبي الذي يلحق بالأسرة التي لديها طفل يعاني من مرض وراثي إلى انشغال وقت الأسرة برعاية مثل هذه الحالات وما تتطلبه من عناية خاصة، فضلاً عن تكاليف التنقل بين مناطق السعودية والمراكز العلاجية المختلفة وعدم توفر خدمات طبية ملائمة في جميع المناطق مما يثقل كاهل الأسرة اقتصادياً.
واختلفت مواقف أفراد الدراسة في بعض تفسيراتهم تجاه مسألة إجهاض الأجنة المصابة بأمراض وراثية، حيث قال أستاذ جامعي مساعد يعمل في إحدى الجامعات السعودية ولديه 7 أطفال أصحاء وطفل واحد يعاني من أنيميا الخلايا المنجلية "عندما ترغب زوجتي في الحمل ثانية، فإنني سوف أطلب الفحص الطبي، وإذا تأكد لي أن الجنين مريض فإنني سأنهي الحمل لأنني أعتقد أن إنجابه ليس أمراً عادلاً في حق إخوته الآخرين لأنهم لن يستمتعوا بحياتهم". ورغم هذه المواقف الصارمة النابعة من معاناة بعض الآباء الذين لديهم أبناء مصابون بأمراض وراثية، إلا أنها تختلف بدرجة كبيرة مع أولئك الذين ليس لديهم أبناء مرضى، حيث ذكر أحد أفراد الدراسة وعمره 36 سنة وتعليمه بسيط ولديه طفلان سليمان "أنه لا يحق لأي شخص إنهاء حياة أي جنين يعاني من مرض وراثي، باستثناء أن يؤكد الفحص أن الجنين فاقد لأحد أجزاء جسمه"، ويرى الباحث أن بعض أفراد عينة الدراسة، خاصة الذين ليس من بين أبنائهم طفل يعاني من مرض وراثي يتبنون مثل هذا الرأي.
وعكست الدراسة في بعض جوانبها المواقف المحافظة للمجتمع السعودي وانعكاسها على نظرة الفرد تجاه بعض المشكلات الصحية، حيث قال أحد المشاركين في الاستبيان وعمره 50 عاماً وتعليمه بسيط ولديه 10 أطفال من بينهم اثنان يعانون من تليف كيسي أو ما يسمى طبياً cystic fibrosis "لا يجب أن ننهي أو نتخلص من أي خلق غير طبيعي، لأن كل ذلك من الله رب العالمين، وأننا لا نستطيع عمل أي شيء ضد مخلوقات الله، ولكن بالنسبة للحالة الكحولية فإنه علينا أن نتخلص من الحمل لأنه ضد الشريعة الإسلامية". وكان هذا الأب يتحدث عن واحدة من حالات الدراسة الـ30 وهي تختص بالموقف من الجنين الذي سيكون معرضاً إلى حد كبير في أن يصبح مدمن كحول، واحتمال أن يعيش أقصر من العمر الزمني الطبيعي ووافق 27.5% من عينة الدراسة على إجهاض هذه الحالات، بينما أشارت دراسة جامعة ليدز البريطانية إلى موافقة 3.6% على اتخاذ مثل هذا القرار من بين البريطانيين، وهي نسبة متواضعة مقارنة مع النسبة السعودية ما يعكس وبوضوح تأثير البعد الثقافي في قبول فكرة الإجهاض من عدمها.
ولا يرى بعض المشاركين في الدراسة حاجة إلى إجهاض الأجنة التي يظهر الفحص أنهم سيصابون بأمراض قاتلة بعد بلوغ الأربعين عاماً، حيث، قال أحدهم وعمره 48 سنة وذو تعليم بسيط وله 8 أطفال من بينهم طفل يعاني من مرض الثلاسيميا "أعتقد أننا سنتخلص فقط من المعاقين عقلياً لأنهم حالة لا يرجى برؤها، إلا أنه فيما يتعلق بأولئك الذين سيصابون في وقت متأخر من عمرهم فهؤلاء لا يجب التخلص منهم، كونهم يمكن أن يعيشوا حياتهم حيث لا يعرف أحد متى يموت الشخص، لأن هذا أمر غير معلوم لأحد"، غير أن البعض الآخر كان له موقف مختلف حيث قال شاب عمره 34 سنة وله طفلان صحيحان "فيما يتعلق بموت المريض في سن الرشد أو أنه سيعاني من مشكلات، فإنني لم أشاهد مثل هذه الحالة من قبل، ولكن إن تأكد لي ذلك فإنني سأقوم بالتخلص من الحمل، وذلك لأنني لا أرغب في إبلاغه أو انتظار مرضه أو موته، كما أنني سأوبخ نفسي في حالة حدوث ذلك وأكون قد خدعته وشريكه أو شريكتها في الحياة الزوجية في حالة أنني خبأت السر عنهما، وهذا أمر غير مسموح به في الشريعة الإسلامية".
وتعكس مواقف المشاركين في الدراسة في بعض النواحي تجارب وخبرات ذاتية، حيث ذكر عادل الذي يبلغ من العمر 34 عاماً وتعليمه بسيط وله طفلان صحيحان "أن بعض الحالات المرضية الوراثية مثل العمى، والصمم، وقصر القامة الشديد، والتي يحدث فيها تأثير في وقت متأخر، تعد طبيعية وقد تشاهدها في أماكن كثيرة، ومنهم من يحتل مراكز مرموقة في الحكومة"، ثم يضيف "إن العمى الذي لا يبصر نكن له كل الاحترام".
وقال الباحث أيمن السليمان في إطار تعليقه على هذا الموقف إن بعض الآباء يعتقدون أن الشخص المعاق يمكن أن يكون سبباً في غنى العائلة ويمكن أن يكف عنها الضرر الذي تسببه العين ويستشهد برأي عدد من المشاركين الآخرين في الدراسة، حيث ذكر أحدهم أنه يعرف أسرة فقيرة أصبحت من الأغنياء بعد أن رزقت بطفل معاق، فيما ذكر آخر أن والدته أخبرته بأن وجود طفل معاق في المنزل سيمنع العين الشريرة وهي آراء لا ترتكز إلى معطيات علمية، بل تعبر عن ثقافة اجتماعية سائدة ذات بعد ميتافيزيقي.
وتعارض تجربة سالم "35 سنة" رجل الأعمال والأب لثلاثة أطفال، من بينهم طفلان مصابان بالتليف الكيسي، الرؤية السابقة، حيث يكشف عن الأثر الاقتصادي السلبي الذي أصابه مع طفليه المريضين بعد أن كان رجلاً غنياً لتتدهور أعماله التجارية المتعددة بفعل التكاليف المالية الكبيرة لرعايتهم وانشغاله بمتابعة حالاتهم بين المراكز العلاجية المختلفة، معبراً عن اعتقاده "أن وجود أي طفل مصاب بمرض وراثي في العائلة يتسبب في نهاية أي نوع من الأعمال التجارية ويحطم الأحلام".
وتكشف الدراسة عن حالات لإسقاطات اجتماعية تجاه الآخرين وتفسيرات لا سند علميا لها. ففي إحدى الحالات يذكر يحيى وعمره 48 سنة، لديه 8 أطفال من بينهم طفلان مصابان بالصمم وهو ذو تعليم بسيط أن صهره قدم قطعة آيس كريم لطفليه فأصيبا بالصمم، مؤكداً أنه أبلغه مراراً ألا يعطي آيس كريم لأطفاله "ولكنه يصر على ذلك" ثم يعبر عن ما يختزنه من مشاعر تجاه صهره "إنني لا أحبه بعد ما فعل بأطفالي. إنني أسأل الله أن يصيب أبناءه بالصمم. إنني أتمنى أن يعاني وسوف لن أسامحه أبداً".
وتباينت مواقف النساء المشاركات في الدراسة مع مواقف الرجال، حيث قالت إحداهن وهي أم لثلاثة أطفال أصحاء وعمرها 43 سنة وذات تعليم بسيط "تبقى السيدات معظم الوقت أمام المرآة لأغراض المكياج. إنني أشعر أن السيدة إذا كانت قصيرة أو بدينة أو صماء أو مصابة بالعمى أو أنها فقدت عضواً من جسدها، فإنها ستعاني إلى حد ما في حياتها، وعليه فإن التخلص من مثل هذا الحمل يكون أفضل". وترى لطيفة، وهي ذات تعليم عال وعمرها 28 عاماً ولديها طفل سليم وطفلان يعانيان من مرض الاستقلاب الوراثي الأيضي، أن العامل المحدد لضرورة تقرير إجهاض الجنين من عدمه هو مدى الفوائد التي تحصل عليها من أبنائها وإسهامهم في الشؤون الاجتماعية، وأنها ترى أن إصابة الجنين بأي نوع من الحالات الوراثية يجب أن يقود إلى اتخاذ قرار بالإجهاض. وتقول مي وعمرها 31 سنة، وهي ذات تعليم بسيط ولديها سبعة أطفال أصحاء، "إن أولئك الذين يعانون متأخراً في حياتهم سيكونون عبئاً ثقيلاً على أسرهم ويسببون مشاكل كثيرة. إن مثل هذه الحالة يجب أن يتم التخلص منها".
ويؤكد معد الدراسة الدكتور أيمن السليمان أن النتائج التي تم التوصل إليها من المقابلات الخاصة بالحالات الوراثية المختلفة، تشير إلى تباين في المواقف لجهة الفحص قبل الولادة للحالات الوراثية المختلفة، مضيفاً أن ليس كل الآباء الذين لديهم أطفال مصابون بأمراض وراثية يرغبون في إنهاء الحمل والتخلص منه، غير أنهم يعبرون عن اعتقادهم بأنهم سيعانون في حالة أن أطفالهم أصيبوا بحالات وراثية تتمثل في إعاقات عقلية وجسدية، لافتاً إلى أن وضع الطفلة الأنثى يبدو أكثر صعوبة منه لدى الذكر في حالة الإصابة بمرض وراثي بسبب نظرة المجتمع التي تميز بين الجنسين.
ورغم نتائج الدراسة التي تبين ارتفاعا في معدل السعوديين الراغبين في الإجهاض، في حالة إصابة أبنائهم بأمراض وراثية، إلا أن الدراسة أظهرت أيضاً أن معظم الآباء لا يعلمون ما إذا كان إنهاء الحمل مسموحاً به في الشريعة الإسلامية أم لا، كما تباينت آراء بعضهم الآخر بشأن الإجهاض اعتمادا على فتاوى دينية مختلفة.

اريج البنفسج
16 - 4 - 2005, 07:32 PM
http://www.maknoon.com/mon/userfiles/heartttro11a.gif

شكرا لك أخي عائض
نسأل الله السلامة لنا ولذرياتنا

http://www.maknoon.com/mon/userfiles/heartttro2.gif

عائض الغامدي
18 - 4 - 2005, 05:55 PM
اختي اريج البنفسج شكرا على مرورك الكريم