المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : القناة الأولى من "بلا هوية" إلى محلية: الأفضل يُنسي الرضيع لبن أمه


 


عائض الغامدي
16 - 4 - 2005, 09:26 AM
قينان الغامدي
لا أظن أحداً داخل المملكة أو خارجها ينتظر من القناة الأولى في التلفزيون السعودي أخباراً عالمية أو عربية، بل إنني أعتقد أن أهم ما تقدمه هذه القناة طيلة أكثر من عقدين ماضيين هو الأخبار المحلية المتعلقة بنشاط الحكومة الرسمي، والأنشطة شبه الرسمية في المناطق على الرغم من محدوديتها وما يكتنفها من رتابة، وما هو أفظع من الرتابة. ويقال الآن إن هناك ومضات من التطوير طرأت خلال الأسابيع الأخيرة على برامج القناة، وقد لاحظت هذه الومضات على نشرة الأخبار بصفتها البرنامج الوحيد الذي أحرص على مشاهدته. ولا شك عندي أن وزير الثقافة والإعلام الأستاذ إياد مدني وفريق العمل معه، سيسعون إلى تطوير القناة، واستعادتها من طريق الموت الذي اقتربت من نهايته، إلى طريق الحياة الذي يتطلع السعوديون إلى وضعها على بدايته، وأتصور أن تحويل القناة من "بلا هوية" إلى قناة محلية صرفة سيبعث فيها الروح من جديد، ويمنحها الوهج الذي غاب عنها ردحاً من الزمن. فلدينا الآن قناة "الإخبارية"، التي يفترض أن تريح القناة الأولى من ملاحقة أخبار العرب والعالم، وقناة "الرياضية" التي تتكفل بكل الشؤون الرياضية المحلية والعالمية فلو تفرغت القناة الأولى للشأن المحلي في السعودية أخباراً وقضايا وترفيهاً بحرية مسؤولة، وجرأة محسوبة، لنجحت في تقديم خدمة وطنية لبلادنا لم يسبقها إليها أحد، ولاستقطبت جمهوراً عريضاً من المشاهدين من داخل السعودية وخارجها، ولقطعت الطريق على بعض القنوات الأخرى التي نتهمها بين الحين والآخر بأنها تتاجر بقضايانا المحلية. هناك مئات الأخبار اليومية التي تصلح لأن تكون مادة للقناة ابتداء من أخبار الحكومة الرسمية في العاصمة وبقية المناطق والمحافظات، ومروراً بالأخبار الخدماتية والثقافية، والأنشطة الشعبية، والفنية وانتهاء بالأخبار الطريفة وأخبار الحوادث والوفيات، وهناك عشرات القضايا المحلية الحية المتجددة التي تصلح لبرامج حوارية، وميدانية يستقطب لها المفكرون والمثقفون والمواطنون السعوديون من الجنسين وهناك كثير من الإنتاج الفني السعودي المطمور تحت سقف الإهمال والذي يمكن إخراجه إلى النور، وهناك مساحة جغرافية شاسعة متنوعة البيئات والثقافات والعادات تصلح لبرامج تسجيلية هائلة لا يمل المشاهد متابعتها. وهناك، وهناك ما يمكن أن يجعل من هذه القناة قائدة ورائدة لعملية التطوير الإعلامي والوطني. أعرف أن عملية تغيير الجلد ليست سهلة. لكن الجديد الأفضل يجعل الرضيع ينسى لبن أمه.